#1
|
|||||||||
|
|||||||||
سره في أضعف خلقه
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته ينقل أن الخواجة نصيرالدين الطوسي قد حل ضيفاً على طحان في الصحراء، فقال الخواجة: ضع فراش النوم في الخارج على السطح. فقال الطحان: هواء الليلة ينذر بالمطر، ومن غير المناسب أن تنام في الخارج. واسترجع قواعده الفلكية فلم يجد علائم تشير إلى سقوط المطر، فلم يلتفت إلى كلام الطحان وأمره أن يأخذ فراش نومه ويضعه على السطح، ثم ذهب إلى السطح فنام، وحدث أنه بعد ساعة أمطرت السماء، فلما تبلل الخواجة اضطر أن يغير مكانه ويتحول ويلجأ إلى الداخل، وفهم من ذلك أن علمه وحسابه كان على خطأ، وأن ما قاله الطحان هو الصواب، ولشدة تعجبه سأل الخواجة الطحان: من أين لك هذا العلم بأن المطر سيسقط هذه الليلة، مع أنه ليس هناك من علامة تشير إلى ذلك؟ فقال الطحان: عندي كلب فكلما أراه في أول الليل يدخل إلى مكان الطحن وينام فيه علمت منه أن المطر سيهطل الليلة، وبما أني رأيته هذه الليلة عند الغروب قد دخل مكان الطحن، علمت أن المطر سينزل. فسبحان من علم الحيوان ما لم يعلمه الإنسان. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|