#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ما علاقة زيارة عاشوراء بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته ورد في زيارة عاشوراء فقرتان ترتبطان بالإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، الأولى منهما: (يا أبا عبد الله بأبي أنت وأمي لقد عظم مصابي بك فاسأل الله الذي أكرم مقامك ان يكرمني بك ويرزقني طلب ثارك مع امام ٍ منصورٍ من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)). والفقرة الثانية: (وأن يرزقني طلب ثأركم مع إمام مهدي ٍ ناطق لكم)، والصفتان الواردتان في الزيارة (المنصور والمهدي) هما من أسمائه (عجّل الله فرجه) وصفاته التي تحكي عن بعض معالم نهضته وقيامه (عجّل الله فرجه) وهو الأخذ بثأر الإمام الحسين (عليه السلام). فقد ورد في الحديث المعتبر الموثق في كتاب الكافي: عن محمد بن حمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما كان من أمر الحسين (عليه السلام) ما كان، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت: يفعل هذا بالحسين صفيك وابن نبيك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم (عليه السلام) وقال: بهذا أنتقم لهذا. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٤٦٥]. وروى أيضاً العياشي في تفسيره: عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْل إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ قال: هو الحسين بن علي (عليه السلام) قتل مظلوماً ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثأر الحسين (عليه السلام) [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٩٠]، ولا يخفى المناسبة بين ما ورد في الآية الكريمة من توصيف الإمام (عجّل الله فرجه) بـ(أنه كان منصوراً)، وبين ما ورد في زيارة عاشوراء (مع امام ٍ منصورٍ). جدير بالذكر إن طلب الثأر والانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعني فيما يعنيه مجرد ردة فعلٍ نفسانية كما قد تتعارف عند بعض القبائل والجماعات، بل بمعنى تطهير الأرض من كل الظلم والحيف الذي تفرع وتشعب عن واقعة كربلاء، ولذا لا تتوقف عملية الثأر عند المباشرين لقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فقط، بل تمتد لكل من رضي بهذه الفاجعة ووافق عليها. وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الصدوق في علل الشرائع: عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها. فقال (عليه السلام): هو كذلك. فقلت: فقول الله (عزَّ وجل): ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ ما معناه؟ فقال (عليه السلام): صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضى شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج١، ص٢٢٩]. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|