#1
|
|||||||||
|
|||||||||
جرح الإمام علي(عليه السلام) هو جرح للإسلام والمسلمين..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته حصل التحكيمُ المزعوم برفع المصاحف الصامتة بدلاً من رفع المصحف الناطق -الإمام علي(عليه السلام)-، فتمرّدت إثر ذلك فئةٌ من الخوارج الذين خرجوا على إمام زمانهم الإمام علي(عليه السلام)، ولقد أعذر لهم الإمام(عليه السلام) بالنصح والوعظ، لكنّهم ازدادوا تمرّداً وغيّاً (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله...)، فشكّلوا قوّة عسكريّة، واستباحوا دم أمير المؤمنين(عليه السلام)، بل دماء المنضوين تحت لوائه. وتهيّأوا لقتال جيش الإمام(عليه السلام)، فأخذ الإمام(عليه السلام) بقتالهم حتى قضى عليهم في معركة النهروان. واجتمع بعد هذه المعركة جماعةٌ من المنهزمين من الخوارج المنحرفين، وكان هذا الاجتماع في مكّة المكرمة، وبالاتّصال والتشاور مع الطاغية معاوية بن أبي سفيان، حيث عيّن لهم أحدهم هو المجرم عبدالرحمن بن ملجم المرادي، وتشاور هؤلاء فيما بينهم فأغروا ابن ملجم بشتّى الوسائل، مضافاً الى ما له من حقدٍ على آل البيت(عليهم السلام). وقد جهّزوه بوسائل القتل وخطّة الهجوم ورفقة من يحرسه، ففي فجر التاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة (40هـ) اغتال الوغد ابنُ ملجم المراديّ أميرَ المؤمنين علياً(عليه السلام)، حيث ضربه بالسيف على رأسه وقت صلاة نافلة الفجر في مسجد الكوفة الشريف، في الوقت الذي كانت فيه الأُمّة الإسلاميّة تتطلّع فيه الى قرب النصر على البغاة الطغاة في معسكر معاوية في الشام. لقد عانى أمير المؤمنين علي(عليه السلام) من تلك الضربة المشؤومة المسمومة ثلاثة أيّام بلياليها، وضجّت الملائكة في السماء بالدّعاء، وهبّت ريحٌ عاصفٌ سوداء مظلمة، ونادى جبرئيل(عليه السلام) بين السماء والأرض بصوت يسمعه كلّ مستيقظ: "تهدَّمت والله أركان الهدى.. وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى.. وانفصمت والله العروة الوثقى.. قُتل ابن عمّ محمّد المصطفى.. قُتل الوصيّ المجتبى.. قتلُ عليّ المرتضى.. قُتل والله سيّد الأوصياء.. قَتله أشقى الأشقياء". وقد نصّب أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بعد عهده من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ابنه الحسن(عليه السلام)، ولقد مضت هذه الأيّام الثلاثة الأليمة على أمير المؤمنين كعادته ودأبه في ذكر الله والرضا بقضائه والتسليم لحكمته. وكان يوصي بوصاياه الى ولده والآخرين، ويدعوهم لإقامة حدود الله تعالى، محذّراً من النكوص عن الرسالة الإسلاميّة، وعدم التراجع عن نصرتها، وهذا بعض وصيّته آنفة الذكر: (كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، أُوصيكم وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم.. الله الله في الأيتام.. الله الله في جيرانكم.. الله الله في القرآن.. الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم، الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله.. وعليكم بالتواصل والتباذل وإيّاكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيُوَلّى عليكم شرارُكم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم.. انظر إذا أنا متُّ مِنْ ضربتِهِ هذه فاضربوه ضربةً بضربة، ولا تمثّلوا بالرجل فإنّي سمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (إيّاكم والمُثلة ولو بالكلب العقور). فسلامٌ على رجل الحقّ والعدل يوم وُلد في جوف الكعبة ويوم استشهد ساجداً في المحراب ويوم يبعث حيّاً ساقياً على الحوض. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|