المهدي عليه السلام في شعر أهل البيت عليهم السلام والموالين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.


علاوة على ما ورد من الأخبار التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار في الإمام المهدي عليه السلام، فقد أدلى الشعر العربي بدلوه في تعميق هذه العقيدة في قلوب المؤمنين وإرساءها في ضمائرهم.

لقد كان تقرب الشعراء من أهل البيت عليهم السلام هو الدافع الأول في ذكر الإمام المهدي الذي يعيد لأهل البيت تراثهم ومكانتهم السامية بين الناس، ويذكرهم بمال الأمر إليهم بعد استيلاء الظلمة والطواغيت على العروش فيحولوا الأرض ظلماً وجوراً، فمدح أهل البيت يتسامى بهذا الموعود الإلهي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً،والذي هو من شجرة محمد وآله الطاهرين. كما أن أئمة أهل البيت عليهم السلام لهم النصيب الأوفر من هذه القصائد التي تدل على أن المهدي هو من شجرتهم المباركة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في هذه القصيدة(١):



سقى الله قائمنا صاحب الـ

هو المدرك الثأر لي يا حسين

لكل دمٍ ألف ألف وما

هنالك لا ينفع الظالمـين


قيامة والناس في دأـبها

بل لك فاصـبر لأتعـابها

يقصـر فـي قتل أحزابهـا

قولٌ بعذرٍ وأعتـابـها

سأل عيسى بن الفتح الإمام الحسن العسكري عليه السلام : يا سيدي وأنت لك ولد؟ فقال عليه السلام: والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأما الآن فلا، ثم أنشد عليه السلام(٢):

لعلك يوماً أن تراني كأنـما

فإن تميماً قبل أن يلد الحصى


بني حوالي الاسـود اللوابد

أقام زماناً وهو في الناس واحـد

وأنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائية للإمام الرضا يذكر فيها قائم آل محمد(٣):

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد

خروج إمامٍ لا محالة خـارجٌ

يَميّز فينا كل حـقًّ وبـاطل

فيانفس طيبي ثم يا نفس ابـشري


تقطـع قلبـئ إثرهم حسراتِ

يقوم على اسـم الله والبركاتِ

يجزي على النعماء والنقماتِ

فغير بعيدٍ كلُ ما هو آت

قال لي الرضا عليه السلام: أفلا ألحق هذين البيتين بقصيدتك؟

قلت: بلى يا أبن رسول الله فقال عليه السلام:

وقبرٌ بطوسٍ يالها من مصيـبةٍ

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً


ألحت على الاحشاء بالزفراتِ

يفّرج عنا الهم والكرباتِ

وأنشد السيد الحميري في قصيدته(٤):

وكذا روينا عن وصي محمد

بأن ولي الأمر يفقـد لا يرى

ويقسم أموال العقود كأنمــا

له غيبة لا بد أن سيغيبه


ولم يك فيـما قـال بالمكذب

سـنين كفعل الخائف المـترقب

تضمنـه تحت الصفيـح المنصب

فصلى عليه الله من متغـيب

وقال أيضاً (٥):

في عصبةٍ حول مهدي يسير بهم

ليـسوا يريدون إلا الله ربـهم

حتى يلاقوا بنـي حربٍ بجمعهم


من بطن مكة ركبانـاً وما شينا

نعم المـــراد توخاه المريدونا

فيضربوا الهام منــهم والعـــرانينا

كما أنشد الشيخ محي الدين بن عربي(٦):

إذا دار الزمان على حـروف

ويخرج بالحطيم عقيب صـوم


ببســم الله فالمهدي قاما

إلا فأقرأه من عندي السـلاما

وأنشد ايضاً(٧):

إلا إن ختم الاوليـاء شـهيد

هو السيد المهدي من آل أحمد

هو الشمس يجلو كل غمٍ وظلمةٍ


وعين إمام العالمـين فقـــيد

هو الصـارم الهنـدي حين يبيد

هو الوابل كل الوسمي حين يجود

وأنشد الشيخ عبد الرحمن البسطامي صاحب كتاب درة المعارف(٨):

ويظهر ميم المجد من آل أحـــمد

ويخرج حرف الميم من بعد شينه

فهذا هو المهدي بالحق ظـاهر

ويملأ كل الأرض بالعدل رحـمـة

ولايته بالأمر من عنــد ربــه


ويظهر عـدل الله في الناس أولاً

بمكـــة نحو البـيت بالنصر قد علا

سيأتي من الرحمـن للخلق مرسلا

ويمحو ظلام الشـرك والجـور أولا

خليفة خير الرسـل من عــالم العلا

وأنشد أبن الرومي قائلاً(٩):

غررتم لأن صدقتم أن حالة

بجيش تضيق الأرض من زفراته

يؤيده ركنـان ثبتـان رجله

تدانوا فما للنقع فيهم خصاصة

فيدرك ثأر الله أنصار دينـه

ويقضي إمام الحق فيكم قضاءه


ًتدوم لكم والدهر لونـان أخرج

له زجلٌ ينفي الوحوش وهزمج

وخيل كأرسال الجراد وأوشـج

تنفسه عن خيلهم حين ترهج

ولله أوس آخرون وخـزرج

تمامـاً وما كل الحوامل تخـدج







الهوامش:

(١) ينابيع المودة للقندوزي ص٤٣٩.

(٢) الفصول المهمة ص٢٧۰، الدمعة الساكبة ٣/ ١٦٦ أعيان الشيعة ٤ق ٣/ ٣۰٨.

(٣) الفصول المهمة ص٢٣٣، بحار الأنوار ١٣/١٤، فرائد السمطين ٢/٢٣٨.

(٤) رسائل الشيخ المفيد.

(٥) المصدر السابق.

(٦) ينابيع المودة ص٤١٦.

(٧) الإشاعة لأشراط الساعة ص١٦٤.

(٨) كتاب درة المعارف.

(٩) المصلح المنتظر ص٦٥.