#1
|
|||||||||
|
|||||||||
حب الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته من أقرب الوسائل للتقرب الى الله عزوجل والفوز بشتى الكرامات. ولتحقق ذلك في مراتبه العليا ينبغي التعرف على خصائص الوسيلة الحسينية والتفاعل الوجداني الصادق، وهذا ما تسعى لتصويره بأجمل صور التعبير الأدبي الأبيات قال الأديب الولائي في مطلع قصيدته وهي من بحر (الرجز)، مشيراً الى خصوصيات المصحف الحسيني بأعتبار أن الإمام الحسين عليه السلام قرآن ناطق، قال: حبيبي الحسين يا حبيبي يا مصحف التأويل للغيوب آياته كتبتها بالدما في صحف الأرواح والقلوب أريتنا حسن إله السما في بسمة التأليه في الكروب في صفوة التحميد في خطبكم في بهجة التهليل بالنحيب في زهرة التسبيح طافت بها ريح الصبا في خدك التريب في جلوة التمجيد جلّيتها بمشرق التوحيد بالمغيب وصرخة التكبير أسمعتنا من منحرٍ أذّن بالوجيب ونبقى مع أديبنا الولائي وهو يشير في مقطع لاحقٍ الى أثر حب الحسين عليه السلام في جذب القلوب وهدايتها الى ربها تبارك وتعالى، فيقول: حبيبي الحسين يا حبيبي يا سلوة الغريب للغريب وفطرة الإله تحيا بها سريرة المتيم النجيب وجذبة السماء منقوشة معرفةً في القلب كاللهيب ألست مصباح الهدى خضرنا في رحلة المحب للحبيب دعوت خلاّن الوفا باعثاً تلبية المجاب للمجيب قلت إقتلوا أنفسكم وارتدوا منّا نفوساً أطيب النصيب تحيون أحراراً بها سجداً لله في قدسٍ بلا تثريب وأنت قربان منى حجنا فيك وصال الرب والربيب ألست قرانا به ربه لنا تجلى بالسنا القريب حيث إله الأرض في طفه مدّ يدأ لنجدة الغريب وأنت شمس الله في ليله وزهوه في فجرك الخضيب ودمعه المنزل أرزاقه رحمته في كونك الرحيب وثأره تجمع أوتاره في صدرك المهشم السليب وفي مقطع ثالث يورد أديب الولاء إشاراتٍ مؤثرة في بيان أثر التفاعل الصادق مع المصاب الحسيني في تطهير النفوس وأثر الوفاء للحسين عليه السلام في بلوغ أعلى مراتب الكمال. قال في تصوير بليغ للبسمة الحسينية كتعبير عن تجلي أعلى مراتب النفس المطمئنة لله عزوجل: حبيبي الحسين يا حبيبي يا بسمة الاحياء للقلوب بحمرةٍ تميت أهواءنا نسفاً مع الأمارة الكذوب سرابنا يفضحه صدقها بنورها المشع في العذيب فتطلق القلوب من أسرها حائرة بروضك الخصيب هِي بسمة حمراء تجلي بها نواظراً لأعينٍ صبوب ساطعةً فوق غمار البلا ما مسها والله من لغوب علت شفاهاً ذابلاتٍ سما جفافها على الندى الرطيب يروى بها المجذوب من ظامئٍ وتشبع الهائم من سغوب وتسمع الأنفس صوت الوفا مرتجزاً ببهجة النحيب يا نفس من بعد الحسين هوني وإستطعمي الفناء في الحبيب فبعده لا كنت أن تكوني دعاك للّحاق فأستجيبي هذا الحسين شارب المنون أظمأنا في خطبه المهيب وتشربين بارد المعين وتطفئين سورة اللهيب هيهات ما هذا فعال ديني دين الحسين مالك القلوب اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|