05-14-2011, 06:21 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 15 |
تاريخ التسجيل : Apr 2011 |
فترة الأقامة : 4971 يوم |
أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM) |
المشاركات :
4,993 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
زهد البيت الفاطمي العلوي
[
عن الإمام علي (عليه السلام): «لقد تزوجت فاطمة وليس لنا فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها»( ).
وكانت زاهدة زهداً إيجابياً تجسد في إشباعها لحاجات المستضعفين وإنفاق ما تملك في سبيل الله، وهذا ما استفيد من الرواية التالية عن الإمام علي (عليه السلام) حيث قال: «كانت ابنة رسول الله (ص) وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتي حتى فجّرت بالرحا حتى أثرت الرحا بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى تلوثت ثيابها، وأصابها من ذلك ضرر»( ).
وهذه الرواية تدل على أنّ عمل الزهراء (عليها السلام) لم يكن محدوداً، حيث يعبّر عن عمل متواصل وكثف، وهو غير مقتصر على عمل البيت المتواضع، فجر الرحا والاستسقاء وإيقاد القدر لا يتطلب الإرهاق المذكور ما لم يكن عملاً واسعاً يشمل مساعدة الجيران والفقراء والمعوزين، فقد كانت تساهم في إشباع حاجاتهم الى الماء والطعام، فهي تطحن وتوقد القدر لبيتها ولبيوت الأسر المحرومة.
ومن زهدها أن الإمام علياً (عليه السلام) قال لها: «يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت: والذي عظّم حقّك ما كان عندي منذ ثلاثة أيام شيء أقريك به.
فقال: أفلا أخبرتني؟
قالت: كان رسول الله (ص) نهاني عن أن أسألك شيئاً، فقال: لا تسألي ابن عمك شيئاً، إن جاء بشيء [عفواً] وإلا فلا تسأليه»( ).
وأتاه الإمام علي (ع) بقلادة من ذهب من سهم صار إليه، فقال لها رسول الله (ص): «يا بنية لا تغتري، يقول الناس فاطمة بنت محمد وعليك لباس الجبابرة»، فقطتها لساعتها وباعتها ليومها، واشترت بالثمن رقبة مؤمنة فأعتقتها»( ).
وتعجب سلمان الفارسي من شملتها وقد خيطت في اثني عشر مكاناً، وبكى قائلاً: «وا حزناه إنّ بنات قيصر وكسرى لفي السندس والحرير، وابنة محمد (ص) عليها شملة صوف خلقة»( ).
وعوضها رسول الله (ص) عن خادمة لها بأن علمها التسبيحة الخالدة المسماة باسمها( ).
فزهد الزهراء (عليها السلام) لم يكن زهداً جامداً ومعطلاً من أجل الفوز في الجنان فحسب، بل هو زهد رسالي، لمواساة الناس في ضنك العيش، والتكافل الاجتماعي معهم، وإشباع حاجاتهم بغضول المال، والإيثار على نفسها.
فالزهراء تمثل دور القدوة والأسوة لباقي الناس، فانّ مقامها كبنت لرسول الله (ص) وزوجة وصيه، وأم الأئمة الأطهار، يستدعي أن تكون في قمة الزهد وفي أعلى درجاته، فهي لم تكن امرأة اعتيادية حتى تزهد لنيل الثواب الأخروي فحسب، بل هي امرأة رسالية، ينبغي أن تكون قدوة وأسوة لسائر النساء، فمسؤوليتها مسؤولية استثنائية وهي محط أنظار الناس، فكانت كما أرادها الله تعالى في قمة الزهد الذي يتناسب مع موقعها الاجتماعي.
أتمنى من الله العلي القدير أن ينال أعجابكم مانقلت
تحياتي للجميع
نورحهان |
|