|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
كرامة لمولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته قال سماحة العارف بالله سيّدنا الأجلّ السيّد عبد الكريم الكشميري دام ظلّه : كنت أزور أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في النجف الأشرف ، وقبل قدومي إلى إيران رأيت ـ في إحدى الأيام ـ داخل الحرم الشريف امرأة عربيّة قرويّة معصّبة الرأس تأخذ للناس الاستخارة ، وتأخذ لكلّ استخارة درهماً من المستخير ، وكانت تخبر بنيّة السائل بالتفصيل ، فتعجّبت من أمرها ، فدنوت منها وطلبت منها الاستخارة ، وكانت في نيّتي الهجرة إلى إيران ، فأجابت بالتفصيل وأخبرتني بكلّ ما يجري عليَّ في سفرتي هذه بالأرقام ، فعلمت أنّ هذا من معدن خاصّ ، فاستخبرتها الحال ، ومن أين لها هذا العلم ، فامتنعت في بداية الأمر ، إلاّ أ نّي أقسمت عليها وبعد الإلحاح أجابت قائلةً : لقد مات زوجي ولم يكن لي من يكفلني ، ومن عاداتنا العربية في القرى أن لا تتزوّج المرأة بعد طلاقها أو فوت زوجها ، فضاقت بي الاُمور ولم يكن لي حيلة ، فتوجّهت إلى حرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ، وتوسّلت بجاهه عند الله سبحانه فإنّه باب الحوائج ، وشكوت له أحوالي ، وفي أثناء التوسّل تمثّل لي العباس (عليه السلام) وقال : كلّ يوم اجلسي في الحرم وخذي من الناس درهماً لمن أراد منكِ الاستخارة لإمرار معاشكِ ، وأنا اُخبركِ بنوايا الناس وحوائجهم ، ما يكون لهم في المستقبل ، فكلّ من يأخذ عندي الاستخارة أرى أبا الفضل (عليه السلام) ويخبرني بالوقائع والحوادث ونيّة المستخير ، وأنا اُخبر السائل ، كما أخبرتك عندما استخرت عندي ، وهذا من عناية أبي الفضل العباس (عليه السلام) ، لا يخيّب من رجاه ولا يقطع أمل من قصده صادقاً ، فإنّه الوجيه عند الله سبحانه وتعالى. في يوم السبت ؟؟؟ محرّم الحرام سنة 1418 هـ قرأت ما كتبته على سماحة سيّدنا الأجلّ السيّد الكشميري دام ظلّه بحضور جماعة من تلامذته ، فسمعت قصص وكرامات اُخرى جرت لسماحته ، كما سمعت بعض أحواله وكثرة أذكاره ، فإنّه في يوم واحد كان يذكر اسماً من أسماء الله سبعين ألف مرّة. ومن طريف ما سمعت أ نّه ـ دامت إفاضاته ـ التقى به آية الله الشهيد السيّد مصطفى الخميني (قدس سره) في النجف الأشرف ، فأخبر والده السيّد الإمام الخميني (قدس سره) أ نّه التقى بوليّ من أولياء الله وتعرّف عليه ، وأخذ يذكر أحواله وخصائصه وفضائله ، فقال السيّد الإمام : تعلم أنّي لا أقبل هذا الادّعاء بسهوله ومن دون دليل وبرهان ، فلو كان كما تقول ، فإنّه عندي حاجة هلاّ أخبرني بها ؟ ! جاء السيّد مصطفى إلى سيّدنا الأجلّ وأخبره بمقولة أبيه ، فقال له السيّد : أمهلني هذه الليلة ، وغداً ساُخبرك بحاجته . وبعد الأدعية والأذكار في السحر ، صباحاً جاءه السيّد مصطفى ، فقال له سيّدنا الأجلّ : أخبر أباك أنّ حاجته أ نّه قد رأى مناماً من قبل ولا يزال يقلقه ، فقل له : لا تخف ، إنّك لا تموت في النجف الأشرف ، بل ستذهب إلى إيران منتصراً. وقل لوالدك : لقد رأيتَ في المنام أ نّك نائم وتحت يدك حجارة تؤذيك ، فمرّ عليك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، فسأل عن راحتك وقال : كيف أنت يا روح الله ؟ فأجبته : سيّدي هذه الحجارة تؤذيني ، فرفعها لك واسترحت حينئذ ، وكنت تفسّر هذه الرؤيا بأ نّك ستموت في النجف الأشرف وتدفن فيها ، ولكن ستذهب إلى إيران. وقد صدق الله وعده ، ومن ذلك اليوم كان السيّد الإمام (قدس سره) يستخير عند السيّد الأجلّ ، فإنّه كان ولا يزال معروفاً بالاستخارة. وقد كتب فضيلة الشيخ جعفر الناصري دام عزّه ـ وهو من حواريه ـ مقتطفات عن حياته وسيرته الذاتيّة ، ولا زالت مخطوطة ، نسأل الله أن يوفّقه في طبعها ونشرها خدمةً للدين والعلم والعلماء الصالحين. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|