|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الامام الرضا(ع) و الإمتثال للاوامر الالهية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا(ع) يقول: "من احب عاصياً فهو عاص ومن احب مطيعاً فهو مطيع من اعان ظالماً فهو ظالم ومن خذل عادلاً فهو خاذل انه ليس بين الله وبين احد قرابة ولا ينال احد ولاية الله الا بالطاعة". ولقد قال رسول الله(ص) لبني عبد المطلب "أأتوني باعمالهم لا بأنسابكم واحسابكم". قال الله تبارك وتعالى: "فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون". لم يزل الائمة من اهل البيت(ع) يؤكدون على مسألة الطاعة لله سبحانه وتعالى والامتثال لا وامره كوسيلة ناجعة واساسية للنجاة حتى انهم مضوا الى ابعد من ذلك كما سمعنا في هذا الحديث الشريف اكدوا على ان تأييد المطيع لله هو ايضاً من واجبات المسلم فليس المسلم يكتفي ان يطيع الله فقط هو نفسه انما عليه ان يؤيد المطيعين لله ويحترمهم ويجلهم ويجتنب في نفس الوقت عن الذي يعصون الله سبحانه وتعالى، هذا الموقف يؤكد ان اهل البيت(ع) جعلوا الطاعة للباري سبحانه وتعالى والامتثال لاوامره هو المحور الاساسي للنجاة والخلاص في الاخرة والسعادة في ذلك اليوم وايضاً السعادة في الدنيا ففي هذا الحديث نجد ان الامام علي بن موسى الرضا(ع) وهو من الصادقين الذي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نكون معهم اذ قال: "يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" نراه ويسمعه يقول: "من احب عاصياً فهو عاص" ان الذي يهتم بالعصاة فانه في الحقيقة يؤيد من يعاد الله ويحاده لان معصية الله ليست الا المعاداة لله فكيف يجوز للمسلم ان يحب عاصياً لله من احب عاصياً فهو عاص ومن احب مطيعاً فهو مطيع ان اطاعة الله من الاهمية والمنزلة في رؤية اهل البيت وفي نظرهم، ان تأييد المطيع هو ايضاً نوعاً من الطاعة لله وهي مطلوبة وهي وظيفة كل مسلم، ثم قال الامام: "ومن اعان ظالماً فهو ظالم" اي ان الظلم قبيح وعلى المسلم ان يجتنب الظلم بل على المسلم ان يبتعد عن الظالم لان الظالم لا يتقوى الا بمن يساعده ويؤيده ويحترمه فاذا وجد من يعينه استمر في ظلمه وتمادى ولهذا كان الذي يعين ظالماً مشاكاً في ظلمه ومن اعان ظالماً فهو ظالم ومن خذل عادلاً فهو خاذل ان العدل امر مطلوب في الشريعة الاسلامية وفي الثقافة الاسلامية أليس الله سبحانه وتعالى هو العدل الحكيم والعادل الرحيم اذن فلابد للمسلم ايضاً ان يحب العدل ويساعد العادلين ويساعد من يريد تحقيق العدالة في المجتمع ولهذا فان خذلان العادل هو نوع من خذلان الدين وخذلان الرسالة وخذلان الله "ومن خذل عادلاً فهو خاذل" ثم ان الامام(ع) يؤكد انه ليس بين احد وبين الباري سبحانه وتعالى رابطة نسبية ليس بين احد وبين الباري سبحانه وتعالى وشيجة قربى حتى تنفعه هذه الوشيجة، الوشيجة الوحيدة التي يمكن ان تنقذ الانسان هي وشيجة الطاعة وهي وسيلة العمل الصالح في الدرجة الاولى ولو كان هناك وشائج اخرى تنفع فهي تأتي في الدرجة الثانية اي بعد العمل وبعد ان يكون الانسا متجهزاً بالعمل الصالح انه ليس بين الله وبين احد قرابة. نعم ان اهل البيت(ع) يؤكدون على وشيجة الطاعة ووسيلة العمل الصالح قبل اي شئ فعلى المسلم ان لا يتكل على النسب والحسب وما شاكل ذلك بل يتكل في الدرجة الاولى على العمل ولابد له ان يمتثل الله في الاتيان بالوظائف والواجبات الشريعة التي كلفه الله بها. لنسمع ما يقوله الامام الرضا(ع) هذا الامام الصادق وهذا الامام التقي الزكي قال: انه ليس بين الله وبين احد قرابة ولا ينال احد ولاية الله الا بالطاعة لا يمكن ان يدخل احد تحت مظلة العناية الالهية: "اذا كان ممتثلاً لاوامر الله مطيعاً ومنقاداً له" ولقد قال رسول الله(ص) لبني عبد المطلب: "أأتوى باعمالكم لا بأنسابكم واحسابكم" ثم استند الى قول الله سبحانه وتعالى قائلاً قال الله تبارك وتعالى: "اذا نفخ في الصور" اي البشر حشر يوم القيامة ونفخ الارواح في الاجساد الميتة وعادت اليها الروح هناك حينما تقف امام الحق تعالى للمحاكمة لا ينفع النسب والحسب انما ينفع العمل "فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ" اي في القيامة لاتنفع الانساب والا حساب انما الذي ينفع في الدرجة الاولى العمل الصالح والطاعة والاقياد للاوامر الالهية "فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه" اي من كان عمله الصالح جيداً وقوياً وكبيراً وترجحت كفت العمل الصالح عنده "فاولئك هم المفلحون" ومن خفت موازينه اما اذا كفته من العمل الصالح خفت ولا يوجد فيها حسنات ولا يوجد فيها اعمال صالحة لا صلاة ولا صوم ولا حج ولا زكاة وخمس ولا جهاد في سبيل الله ولا ولاية لاولياء الله ولا معاداة لاعداء الله ولا امر بالمعروف ولا نهي عن المنكر "فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون" اجل ان اهل البيت(ع) كانوا يؤكدون على العمل الصالح والطاعة ولا يتكلون على الحسب والنسب دون العمل الصالح. لنسمع الى اسماعيل ابن الامام جعفر الصادق يقول با ابتاه ما تقول في الذنب منّا ومن غيرنا يعني هل من اذنب وهو منّا من اهل البيت فانه يعفى يوم القيامة ولا يحاسب ولا يعاقب اما اذا اذنب غيرنا فيحاسب ولا يعاقب ويعاتب فقال الامام(ع) "ليس بأمانيكم ولا امانيّ اهل الكتاب من يعمل سوء يجزي به". نعم ايها الاخوة المستمعون وايتها الاخوات نحن لا نريد ان ننكر دور الشفاعة ودور النسب ودور الدعاء ودور الانتساب والانتماء الى اهل البيت فان كل ذلك صحيح ولكن اهل البيت انفسهم اكدوا على العمل والطاعة والامتثال للاوامر الالهية وقالوا ان اول ما يسأل عنه هو العمل الصالح. قال رجل للرضا(ع) "والله ما على وجه الارض اشرف منك ابا""التقوى شرفتهم وطاعة الله احضتهم" فقال له رجل آخر "انت والله خير الناس" فقال له: لا تحلف يا هذا خير مني من كان اتقى لله عزوجل واطوع له والله ما نسخت هذه الاية "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عندالله اتقاكم". رزقنا الله للتقوى ووفقنا لطاعته والامتثال لاوامره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|