#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ردّ من قال بخروج المهدي عن العرف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً ... قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ ... قَالَ ... وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ ... ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا }[الكهف / ٦٥ ـ ٨٢] لابد للقائم المنتظر من غيبتين: أحداهما: أطول من الأخرى ، يعرف خبره الخاص في القصرى ، و ليعرف العام له مستقراً في الطولي ، إلا من تولى خدمته من ثقاة أوليائه ، ولم ينقطع عنه الاشتغال بغيره. والأخبار بذلك موجودة في مصنفات الشيعة الامامية قبل مولد أبي محمد وأبـيه وجده ، وظهر حقها عند مضي الوكلاء والسفراء ، الذين سميناهم ، وبـان صـدق رواتها بالغيبة الطولي. وكان ذلك من الآيات الباهرات في صحة ما ذهبت إليـه الامامية ، و دانت بـه فـي معناه. وليس يمكن أن يخرج عن عادة أزماننا هذه غيبة بشر لله تعالى في استتاره تدبيراً لمصالح خلقه ، لا يعلمها إلا هو ، وامتحان لهم بذلك في عبادته ، مع أنا لم نحط علما بأن كل غائب عن الخلق مستتر بأمر دينه لأمر يؤمه عنهم ، كما ادعاه الخصوم ، يعرف جماعة من الناس مكانه ، ويخبرون عن مستقره. وكم ولي الله تعالى ، يقطع الأرض بعبادة ربه تعالى ، والتفرد من الظالمين بعمله ، و نأي بذلك عن دار المجرمين ، وتبعد بدينه عن محل الفاسقين ، لا يعرف أحد من الخلق له مكاناً ، ولا يدعى إنسان منهم له لقاء ، ولا معه اجتماعاً. وهو الخضر(عليه السلام) ، موجود قبل زمان موسى(عليه السلام) إلى وقتنا هذا ، بإجماع أهل النقل و اتفاق أصحاب السير والأخبار ، سائحاً في الأرض ، لا يعرف له أحـد مسـتقراً ، ولا يدعي له اصطحاباً ، إلا ما جاء في القرآن به من قصته مع موسى(عليه السلام). وما يذكره بعض الناس من أنه يظهر أحياناً ، ولا يعرف ، ويظن بعض الناس رآه أنه بعض الزهاد ، فإذا فارق مكانه توهمه المسمى بالخضر و إن لم يكن ويعرف بعينه في الحال ، ولا ظنه ، بل اعتقد أنه بعض أهل الزمان. وقد كان من غيبة موسى بن عمران(عليه السلام) عن وطنه وفـراره مـن فـرعون ورهطه ما نطق به الكتاب(1) ، ولم يظهر عليه أحد مدة غـيبته عـنهم ، فيعرف له مكانا حتى ناجاه الله(عزوجل) وبعثه نبياً فدعاء إليه وعرفه الولي والعدو إذ ذاك(2). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـ القصص: ۲۱ - ۳۲ . 2ـ الفصول العشرة في الغيبة: ١٨ ، والمصنفات ۳: ۸۲. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|