يا صائم احذر لسانك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم يا صائم احذر لسانك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين . ان الانسان يصوم ويتحمل الجوع والعطش ليرضي ربه تعالى ولينجو من جوع وعطش يوم القيامة وما الى ذلك من الفوائد العظيمة التي تترتب على الصيام ولكن كل هذه الفوائد مشروطة بشروط ومن اهم تلك الشروط هو الصمت وحفظ اللسان . لان بطل الساحة في اكثر المعاصي والذنوب هو سماحة اللسان الذي يجرنا جرا الى قعر جهنم ؛ والكثير من الناس فرح مسرور بهذه الجرجرة يتلذذ من حرية اللسان واطلاقه في ساحات الذنوب بانواعها ؛ مرة يسلب الناس كرامتهم ومرة يصرع الضعيف بتهمة جوفاء ويجلس على خناقه ومرة يبدء بذكر مناقبه وبطولاته امام الاخرين ليكون قد ارتقى على قمم الرياء المحبطة للاعمال وهكذا فان اكثر الذنوب هي منه : الغيبة التهمة الرياء الزهو العجب الكذب البهتان الكفر الاستهزاء بالحق الجزع وووووو. ولهذا سنكتب لكم عن اللسان وما ورد في القرآن الكريم عنه وفي السنة النبوية و روايات اهل البيت . يتبع

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

الفصل 2 يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَديداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظيماً (71)(الاحزاب) وَ الَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)(المؤمنون) وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلينَ (55)(القصص) لاحظ هذه الآيات المباركة فانها لم تمنع الانسان عن الكلام وانما تطلب منه ان يقول قولا سديدا ويعرض عن اللغو ؛ والنتيجة ان الكلام جميل اذا كان حقا وبعيدا عن المعصية . والآن ناتي الى الايات الكريمة في سورة الاحزاب فان فيها وعدين عظيمين لمن لم ينطق الا بالسداد من القول وهو ما كان حقا ؛ بعيدا عن الباطل . لو ان انسانا يعد آخر بوعد لفرح بوعده وانتظر رفده ولكننا لا نرجو لله وقارا حيث يعدنا ولا نبالي ولا نطير فرحا بوعده وهو اصدق القائلين حيث يقول : من قال القول السديد يصلح له عمله ويغفر له ذنوبه واي امنية للانسان اعظم من اصلاح اعماله للدنيا والاخرة واي فرحة اكبر من غفران الذنوب لان من قبل الله استغفاره نزلت عليه الرحمات المتتالية المتواترة وهاك اتلو الآيات الكريمة من سورة نوح : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) يتبع

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

الفصل 3 قبل البحث في عالم اللسان - والجلوس على منصة المتفرجين لتدميره واهلاكه للكثير من الابرياء ثم انتحاره باهلاك صاحبه اشد الهلاك ودفعه له الى قعر جهنم ملوما مخذولا وقد ختم عليه فلا يؤذن له ليعتذر ولا يُسمع له انين ولا نجوى في يوم يفر منه اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه وقد كان يصب لهم حلاوة التملق وعسل التذلل ليرضيهم وان كان فيه سخط خالقه واليوم اسلموه للبلوى وتركوه صريع المحنة – قبل كل هذا نشير بان المراد بالسكوت والصمت عن اللغو بانواعه الكثيرة : عن كتاب الإحتجاج‏: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الْكَلَامِ وَ السُّكُوتِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا آفَاتٌ فَإِذَا سَلِمَا مِنَ الْآفَاتِ فَالْكَلَامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ . قِيلَ : كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله ؟ قَالَ : لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَوْصِيَاءَ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا بَعَثَهُمْ بِالْكَلَامِ وَ لَا اسْتُحِقَّتِ الْجَنَّةُ بِالسُّكُوتِ وَ لَا اسْتُوجِبَتْ وَلَايَةُ اللَّهِ بِالسُّكُوتِ وَ لَا تُوُقِّيَتِ النَّارُ بِالسُّكُوتِ إِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْكَلَامِ مَا كُنْتُ لِأَعْدِلَ الْقَمَرَ بِالشَّمْسِ إِنَّكَ تَصِفُ فَضْلَ السُّكُوتِ بِالْكَلَامِ وَ لَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الْكَلَامِ بِالسُّكُوتِ . يتبع

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

الفصل 4 ان في الكلام آفات عظيمة قد لا يلتفت الانسان حينما يتكلم ولكنه سيعلم بما جنى بكلامه حينما تاتيه العواصف الرملية الحارة التي هاجت برياح اثارتها لسانه ؛ فكم كلمة اسخطت خالقنا المنعم علينا ونحن نضحك فرحين ولا نعلم ما اعده لنا سوء اختيارنا للكلام وتركنا جناب اللسان ينطق بما يريد ونحن مرتاحون له وللعبه في جوف افواهنا ؛ حذاري حذاري من خدعة اللسان وتشجيع النفس الامارة بالسوء . هل نعلم ان هناك كلمة نتكلمها تسبب ان امام زماننا عجل الله تعالى فرجه سوف يطردنا عن ساحة رحمته ويترك الدعاء لنا والاهتمام بنا ؟! تعال معي لنتلوا هذه الرواية المباركة لنرى كيف طرد الامام صاحبا كان ملازما له بسبب كلمة ...آه فانه حُرم من الشفاعة وهو في الدنيا فاي سبيل له للنجاة ؟؟؟ الكافي 2 324 باب البذاء ..... عَنْ عَمْرِو بْنِ نُعْمَانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ كَانَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَدِيقٌ لَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ إِذَا ذَهَبَ مَكَاناً فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَهُ فِي الْحَذَّاءِينَ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ سِنْدِيٌّ يَمْشِي خَلْفَهُمَا إِذَا الْتَفَتَ الرَّجُلُ يُرِيدُ غُلَامَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرَهُ فَلَمَّا نَظَرَ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ يَا ابْنَ الْفَاعِلَةِ أَيْنَ كُنْتَ قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَدَهُ فَصَكَّ بِهَا جَبْهَةَ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَقْذِفُ أُمَّهُ قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ لَكَ وَرَعاً فَإِذَا لَيْسَ لَكَ وَرَعٌ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أُمَّهُ سِنْدِيَّةٌ مُشْرِكَةٌ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ نِكَاحاً تَنَحَّ عَنِّي قَالَ فَمَا رَأَيْتُهُ يَمْشِي مَعَهُ حَتَّى فَرَّقَ الْمَوْتُ بَيْنَهُمَا .أتمنى للجميع أوقات طيبة ومفيدة تحياتي للجميع نورجهان