#1
|
|||||||
|
|||||||
ولا تزر وازرة وزر اخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين ان هناك آيات قرآنية متعددة تشير بوضوح الى ان كل انسان سوف يكون مسؤول عن عمله يوم القيامة ولا يمكنه ان يلقي اللوم على من سيره واضله في سيره الى الله تعالى وان كان الذي اضل الناس سيكون له اثمان الاول لانه سار بضلال والاثم الثاني لانه سيّر بضلال ولكن الذي ضل بضلال هذا المضل هو ايضا مسؤول بصورة مستقلة لما عمله من اضلال من أضله وخلاصة الامر لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى والكل يعلم عادة بان كل رواية لا يؤخذ بها ان خالفت الايات القرانية الكريمة فكيف بمقال ان كان لا اساس له مستدركالوسائل 17 304 9- باب وجوب الجمع بين الأحاديث... وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا مُحَمَّدُ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَخُذْ بِهِ وَ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَا تَأْخُذْ بِهِ بحارالأنوار 2 242 باب 29- علل اختلاف الأخبار و كيفية عن کتاب المحاسن: أَبُو أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْهِشَامَيْنِ جَمِيعاً وَ غَيْرِهِمَا قَالَ خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله بِمِنًى فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي فَوَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ وسابدء بالايات الكريمة ثم انقل لكم تفسير المفسرین وقد اجمعوا على ما ذكرته لكم ولا توجد ا اية او رواية تقول ان هناك انسان يمكن ان يجيب عن معصية الاخرين ويدافع عنهم لانه اضلهم وليس هناك اي انسان يمكنه ان يخلص نفسه لانه سار بارشاد من ارشده : **قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام) **مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء) **وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصيرُ (18)(فاطر) **إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)(الزمر) **وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13) (العنكبوت) يتبع |
01-14-2013, 03:24 AM | #3 |
مشرف
|
اما الآیة الاولى
في سورة الانعام فارجو تلاوتها بتدبر وتلاوة ما سانقله لكم عن اشهر المفسرين المعروفين من علماء الشيعة ومنها سنعرف بطلان قول من قال " ذبها براس عالم واطلع منها سالم " فانها مقولة ما انزل الله بها من سلطان ولو انها كانت رواية لعارضت القران الكريم فكيف وهي مقالة يرددها البعض وليس لها اساس ولا هي رواية ولا يعرف لها اصل او نسب كونوا معي والاية المباركة الاولى من سورة الانعام المباركة : **قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام) مجمع البيان في تفسير القرآن، ج4، ص: 606 «وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها» أي لا تكسب كل نفس جزاء كل عمل من طاعة أو معصية إلا عليها فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها و وجه اتصاله بما قبله أنه لا ينفعني في ابتغاء رب غيره ما أنتم عليه من ذلك لأنه ليس بعذر لي في اكتساب الإثم اكتساب غيري له «وَ» لأنه «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» أي لا يحمل أحد ذنب غيره و معناه و لا يجازى أحد بذنب غيره تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج4، ص: 503 وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ: جزاء عمل من طاعة أو معصية. إِلَّا عَلَيْها: فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها. وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى: لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى. جواب عن قولهم: اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ. الميزان في تفسير القرآن، ج7، ص: 396 قوله: «وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها» إلى آخر الآية، أي أن كل نفس لا تعمل عملا و لا تكسب شيئا إلا حمل عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى حتى يحمل ما اكتسبته نفس على غيرها ثم المرجع إلى الله و إليه الجزاء بالكشف عن حقائق أعمال العباد، و إذا كان لا محيص عن الجزاء و هو المالك ليوم الدين فهو الذي تتعين عبادته لا غيره ممن لا يملك شيئا. و الحجة من طريق النشأة الدنيا ما في قوله: «وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ» إلخ، و محصله أن هذا النظام العجيب الذي يحكم في معاشكم في الحياة الدنيا و هو مبني على خلافتكم في الأرض و اختلاف شئونكم بالكبر و الصغر و القوة و الضعف و الذكورية و الأنوثية و الغنى و الفقر و الرئاسة و المرئوسية و العلم و الجهل و غيرها و إن كان نظاما اعتباريا لكنه ناش من عمل التكوين منته إليه فالله سبحانه هو ناظمه، و إنما فعل ذلك لامتحانكم و ابتلائكم فهو الرب الذي يدبر أمر سعادتكم، و يوصل من أطاعه إلى سعادته المقدرة له و يذر الظالمين فيها جثيا، فهو الذي يحق عبادته. و قد تبين بما مر أن مجموع الجملتين: «وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» سيق لإفادة معنى واحد و هو أن ما كسبته نفس يلزمها و لا يتعداها، و هو مفاد قوله: «كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»: (المدثر: 38). وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ جزاء عمل من طاعة أو معصية إِلَّا عَلَيْها فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى لا تحمل نفس اثم نفس أخرى جواب عن قولهم اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج4، ص: 542 ثمّ إنّه يردّ على جماعة من المشركين المتحجرين ممن قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اتّبعنا و علينا وزرك إن كان خطأ، قائلا: وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها، وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى فلا يعمل أحد إلّا لنفسه، و لا يحمل أحد وزر أحد. واما الاية الثانية من السورة المباركة الاسراء |
|
01-14-2013, 10:59 AM | #4 |
مشرف
|
واما الاية الثانية من السورة المباركة الاسراء لاحظ في هذه الايات المباركة من سورة الاسراء كيف ان الانسان هو المسؤول عن كل عمل عمله صغيرة او كبيرة وقد علق كتاب اعماله في عنقه وهو بنفسه يقرء ما عمله بنفسه وهل هناك دليل اوضح من هذه الايات ؛ ثم ساكتب لكم تفسير الايات من المفسرين وهم علماء الشيعة المعروفين واولها تفسير الامثل وهو لسماحة الشيخ مكارم شيرازي دام ظله وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13)اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسيباً (14) مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج8، ص: 421 الآيات [سورة الإسراء (17): الآيات 13 الى 15] وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) التّفسير أربعة أصول إسلامية مهمّة: لقد تحدّثت الآيات القرآنية السابقة عن القضايا التي تتصل بالمعاد و الحساب، لذلك فإنّ الآيات التي نبحثها الآن تتحدّث عن قضية «حساب الأعمال» التي يتعرض لها البشر، و كيفية و مراحل إنجاز ذلك في يوم المعاد و القيامة حيث يقول تعالى: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ. «الطائر» يعني الطير. و لكن الكلمة هنا تشير إلى معنى آخر كان سائدا و معروفا بين العرب، إذ كانوا يتفألون بواسطة الطير، و كانوا يعتمدون في ذلك على طبيعة الحركة التي يقوم بها الطير. فمثلا إذا تحرّك الطير من الجهة اليمنى، فهم يعتبرون ذلك فألا حسنا و جميلا. أمّا إذا تحرّك الطير من اليسرى فإنّ ذلك في عرفهم و عاداتهم علامة الفأل السيء، أو ما يعرف بلغتهم بالتطيّر، من هنا فإنّ هذه الكلمة غالبا ما كانت تعني الفأل السيء في حين أنّ كلمة التفؤل (عكس التطيّر) كانت تشير إلى الفأل الجميل الحسن. و في الآيات القرآنية ورد مرارا أنّ «التطيّر» هو بمعنى الفأل السيء حيث يقول تعالى في الآية (131) من سورة الأعراف: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَ مَنْ مَعَهُ و في الآية (47) من سورة النمل نقرأ أيضا: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ و الآية تحكي خطاب المشركين من قوم صالح عليه السّلام لنبيّهم. بالطبع عند ما نقرأ الأحاديث و الرّوايات الإسلامية نراها تنهى عن «التطيّر» و تجعل «التوكل على اللّه» طريقا و أسلوبا لمواجهة هذه العادة. و في كلّ الأحوال فإنّ كلمة «طائر» في الآية التي نبحثها، تشير إلى هذا المعنى بالذات، أو أنّها على الأقل تشير إلى مسألة «الحظ و حسن الطالع» التي تقترب في أفق واحد مع قضية التفؤل الحسن و السيء، إنّ القرآن- في الحقيقة- يبيّن أنّ التفؤل الحسن و السيء أو الحظ النحس و الجميل، إنّما هي أعمالكم لا غير، و التي ترجع عهدتها إليكم و تتحملون على عاتقكم مسئولياتها. إنّ تعبير الآية الكريمة، بكلمتي «ألزمناه» و «في عنقه» تدلان بشكل قاطع على أنّ أعمال الإنسان و النتائج الحاصلة عن هذه الأعمال لا تنفصل عنه في الدنيا و لا في الآخرة، و هو بالتالي، و في كل الأحوال عليه أن يكون مسئولا عنها، إذ أنّ الملاك هو العمل دون غيره. يقول القرآن بعد ذلك: وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً. و من الواضح أنّ المقصود من «الكتاب» في الآية الكريمة هي صحيفة الأعمال لا غير. و هي نفس الصحيفة الموجودة في هذه الدنيا و التي تثبّت فيها الأعمال، و لكنّها هنا (في الدنيا) مخفية عنّا و مكتومة، بينما في الآخرة مكشوفة و معروفة. إنّ التعبير القرآني في كلمتي «نخرج» و «منشورا» يشير إلى هذا المعنى، إذ نخرج و ننشر ما كان مخفيا و مكتوما. و بالنسبة الصحيفة الأعمال و حقيقتها و ما يتعلق بها، فسيأتي البحث عنها في نهاية هذه الآيات. في هذه اللحظة يقال للإنسان: اقْرَأْ كِتابَكَ، كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً يعني أنّ المسألة- مسألة المصير- بدرجة من الوضوح و العلنية و الانكشاف، بحيث أن كل من يرى صحيفة الأعمال هذه سيحكم فيها على الفور- مهما كان مجرما- لماذا؟ لأنّ صحيفة الأعمال هذه- كما سيأتي- هي مجموعة من آثار الأعمال أو هي نفس الأعمال، و بالتالي فلا مجال لانكارها فإذا سمعت- أنا- صوتي من شريط مسجّل، أو رأيت صورتي و هي تضبط قيامي ببعض الأعمال الحسنة أو السيئة، فهل أستطيع أن أنكر ذلك؟ كذلك صحيفة الأعمال في يوم القيامة، بل هي أكثر حيوتة و دقة من الصورة و الصوت! الآية التي بعدها تّوضح أربعة أحكام أساسية فيما يخص مسألة الحساب و الجزاء على الأعمال، و هذه الأحكام هي: 1- أوّلا تقرّر أنّ مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ حيث تعود النتيجة عليه. 2- ثمّ تقرّر أيضا أنّ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها. و قرأنا نظير هذين الحكمين في الآية السابعة من هذه السورة في قوله تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها. 3- ثمّ تنتقل الآية لتقول: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. «الوزر» بمعنى الحمل الثقيل. و أيضا تأتي بمعنى المسؤولية، لأنّ المسؤولية- أيضا- حمل معنوي ثقيل على عاتق الإنسان، فإذا قيل للوزير وزيرا، فإنّما هو لتحمله المسؤولية الثقيلة على عاتقه من قبل الناس أو الأمير و الحاكم. طبعا هذا القانون الكلّي الذي تقرّره آية وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى لا يتنافى مع ما جاء في الآية (25) من سورة النحل التي تقول: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ لأنّ هؤلاء بسبب تضليلهم للآخرين يكونون فاعلين للذنب أيضا، أو يعتبرون بحكم الفاعلين له، و لذلك فهم في واقع الأمر يتحملون أوزارهم و ذنوبهم، و بتعبير آخر: فإنّ «السبب» هنا هو في حكم «الفاعل» أو «المباشر». كذلك مرّت علينا روايات متعدّدة حول مسألة السنّة السيئة و السنّة الحسنة، و التي كان مؤدّاها يعني أنّ من سنّ سنة سيئة أو حسنة فإنّه سيكون له أجر من نصيب العاملين بها، و هو شريكهم في جزائها و عواقبها، و هذا الأمر هو الآخر لا يتنافى مع قاعدة وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى لأنّ المؤسس للسنّة، يعتبر في الحقيقة أحد اجزاء العلة التامّة للعمل، و هو بالتالي شريك في العمل و الجزاء |
|
01-14-2013, 11:33 PM | #6 |
مشرف
|
والان انقل لكم نص تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي رحمة الله عليه لكي نتيقن بان كل انسان هو مسؤول عن عمله ولا يمكنه ان يلقي المسؤولية على اي انسان اخر : الميزان في تفسير القرآن، ج13، ص: 54 قوله تعالى: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» قال في المجمع،: الطائر هنا عمل الإنسان شبه بالطائر و قال في المفردات،: تطير فلان و أطير أصله التفاؤل بالطير ثم يستعمل في كل ما يتفاءل به و يتشاءم «قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ» و لذلك قيل: لا طير إلا طيرك و قال: «إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا» أي يتشاءموا به «أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ» أي شؤمهم ما قد أعد الله لهم بسوء أعمالهم و على ذلك قوله: «قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ» «قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ» «قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ» «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» أي عمله الذي طار عنه من خير و شر و يقال: تطايروا إذا أسرعوا و يقال إذا تفرقوا. انتهى. و بالجملة سياق ما قبل الآية و ما بعدها و خاصة قوله: «مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ» إلخ، يعطي أن المراد بالطائر ما يستدل به على الميمنة و المشأمة و يكشف عن حسن العاقبة و سوءها فلكل إنسان شيء يرتبط بعاقبة حاله يعلم به كيفيتها من خير أو شر. و إلزام الطائر جعله لازما له لا يفارقه، و إنما جعل الإلزام في العنق لأنه العضو الذي لا يمكن أن يفارقه الإنسان أو يفارق هو الإنسان بخلاف الأطراف كاليد و الرجل، و هو العضو الذي يوصل الرأس بالصدر فيشاهد ما يعلق عليه من قلادة أو طوق أو غل أول ما يواجه الإنسان. فالمراد بقوله: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» أن الذي يستعقب لكل إنسان سعادته أو شقاءه هو معه لا يفارقه بقضاء من الله سبحانه فهو الذي ألزمه إياه، و هذا هو العمل الذي يعمله الإنسان لقوله تعالى: «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى»: النجم: 41. فالطائر الذي ألزمه الله الإنسان في عنقه هو عمله، و معنى إلزامه إياه أن الله قضى أن يقوم كل عمل بعامله و يعود إليه خيره و شره و نفعه و ضره من غير أن يفارقه إلى غيره، و قد استفيد من قوله تعالى: «وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ... إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ» الآيات: الحجر: 45 أن من القضاء المحتوم أن حسن العاقبة للإيمان و التقوى و سوء العاقبة للكفر و المعصية و لازم ذلك أن يكون مع كل إنسان من عمله ما يعين له حاله في عاقبة أمره معية لازمة لا يتركه و تعيينا قطعيا لا يخطئ و لا يغلط لما قضي به أن كل عمل فهو لصاحبه ليس له إلا هو و أن مصير الطاعة إلى الجنة و مصير المعصية إلى النار. و بما تقدم يظهر أن الآية إنما تثبت لزوم السعادة و الشقاء للإنسان من جهة أعماله الحسنة و السيئة المكتسبة من طريق الاختيار من دون أن يبطل تأثير العمل في السعادة و الشقاء بإثبات قضاء أزلي يحتم للإنسان سعادة أو شقاء سواء عمل أم لم يعمل و سواء أطاع أم عصى كما توهمه بعضهم. قوله تعالى: «وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً» يوضح حال هذا الكتاب قوله بعده: «اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً» حيث يدل أولا على أن الكتاب الذي يخرج له هو كتابه نفسه لا يتعلق بغيره، و ثانيا أن الكتاب متضمن لحقائق أعماله التي عملها في الدنيا من غير أن يفقد منها شيئا كما في قوله: «يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها»: الكهف: 49، و ثالثا أن الأعمال التي أحصاها بادية فيها بحقائقها من سعادة أو شقاء ظاهرة بنتائجها من خير أو شر ظهورا لا يستتر بستر و لا يقطع بعذر، قال تعالى: «لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ»: ق: 22. و يظهر من قوله تعالى: «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ»: آل عمران: 30 أن الكتاب يتضمن نفس الأعمال بحقائقها دون الرسوم المخطوطة على حد الكتب المعمولة فيما بيننا في الدنيا فهو نفس الأعمال يطلع الله الإنسان عليها عيانا، و لا حجة كالعيان. و بذلك يظهر أن المراد بالطائر و الكتاب في الآية أمر واحد و هو العمل الذي يعمله الإنسان و بالجملة في قوله: «وَ نُخْرِجُ لَهُ» إشارة إلى أن كتاب الأعمال بحقائقها مستور عن إدراك الإنسان محجوب وراء حجاب الغفلة و إنما يخرجه الله سبحانه للإنسان يوم القيامة فيطلعه على تفاصيله، و هو المعنى بقوله: «يَلْقاهُ مَنْشُوراً». و في ذلك دلالة على أن ذلك أمر مهيأ له غير مغفول عنه فيكون تأكيدا لقوله: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» لأن المحصل أن الإنسان ستناله تبعة عمله لا محالة أما أولا فلأنه لازم له لا يفارقه. و أما ثانيا فلأنه مكتوب كتابا سيظهر له فيلقاه منشورا. قوله تعالى: «اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً» أي يقال: له: اقرأ كتابك «إلخ». و في الآية دلالة على أن حجة للكتاب قاطعة بحيث لا يرتاب فيها قارئه و لو كان هو المجرم نفسه و كيف لا؟ و فيه معاينة نفس العمل و به الجزاء، قال تعالى: «لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»: التحريم: 7. و قد اتضح مما أوردناه في وجه اتصال قوله: «وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ» الآية بما قبله وجه اتصال هاتين الآيتين أعني قوله: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ- إلى قوله- حَسِيباً» فمحصل معنى الآيات و السياق سياق التوبيخ و اللوم أن الله سبحانه أنزل القرآن و جعله هاديا إلى ملة هي أقوم جريا على السنة الإلهية في هداية الناس إلى التوحيد و العبودية و إسعاد من اهتدى منهم و إشقاء من ضل لكن الإنسان لا يميز الخير من الشر و لا يفرق بين النافع و الضار بل يستعجل كل ما يهواه فيطلب الشر كما يطلب الخير. و الحال أن العمل سواء كان خيرا أو شرا لازم لصاحبه لا يفارقه و هو أيضا محفوظ عليه في كتاب سيخرج له يوم القيامة و ينشر بين يديه و يحاسب عليه، و إذا كان كذلك كان من الواجب على الإنسان أن لا يبادر إلى اقتحام كل ما يهواه و يشتهيه و لا يستعجل ارتكابه بل يتوقف في الأمور و يتروى حتى يميز بينها و يفرق خيرها من شرها فيأخذ بالخير و يتحرز الشر. قوله تعالى: «مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» قال في المفردات،: الوزر الثقل تشبيها بوزر الجبل، و يعبر بذلك عن الإثم كما يعبر عنه بالثقل قال تعالى: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً» الآية كقوله: «وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ» قال: و قوله: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» أي لا تحمل وزره من حيث يتعرى المحمول عنه. انتهى. و الآية في موضع النتيجة لقوله: «وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ» إلخ و الجملة الثالثة «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» تأكيد للجملة الثانية «وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها». و المعنى إذا كان العمل خيرا كان أو شرا يلزم صاحبه و لا يفارقه و هو محفوظ على صاحبه سيشاهده عند الحساب فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و ينتفع به نفسه من غير أن يتبع غيره. و من ضل عن السبيل فإنما يضل على نفسه و يتضرر به نفسه من دون أن يفارقه فيلحق غيره، و لا تتحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى لا كما ربما يخيل لاتباع الضلال أنهم إن ضلوا فوبال ضلالهم على أئمتهم الذين أضلوهم و كما يتوهم المقلدون لآبائهم و أسلافهم أن آثامهم و أوزارهم لآبائهم و أسلافهم لا لهم. نعم لأئمة الضلال مثل أوزار متبعيهم، و لمن سن سنة سيئة أوزار من عمل بها و لمن قال: اتبعونا لنحمل خطاياكم آثام خطاياهم لكن ذلك كله وزر الإمامة و جعل السنة و تحمل الخطايا لا عين ما للعامل من الوزر بحيث يفارق العمل عامله و يلحق المتبوع بل إن كان عينه فمعناه أن يعذب بعمل واحد اثنان.(انتهى نص تفسير الميزان) |
|
01-17-2013, 07:13 AM | #7 |
مشرف
|
والآن مع القسم الاخير من هذا البحث المصيري الهام نرى ان الآيتين من سورة العنكبوت توضح الامر باجلى صورة واوضح بيان حيث تذكر قول المشركين والظالمين بتحمل خطايا اتباعهم ومقلديهم بينما يردهم الله سبحانه وتعالى بذكر قاعدة ولاتزر العامة التي تحبط قولهم وتهدم مدعاهم بصورة قاطعة لايشك فيها من له ادنى لب واقل درجة من العقل :
وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13) (العنكبوت) تفسير الكاشف، ج6، ص: 98 وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ. قال مشركو قريش للذين استجابوا لدعوة رسول اللّه (صلى الله عليه واله): كيف تتبعون محمدا و تتحملون الكثير من أجله؟ دعوه و عودوا إلى ديننا، و إذا كنتم تخافون عذاب اللّه بعد الموت كما خوّفكم محمد فنحن نتحمله عنكم .. قالوا هذا، و هم يريدون به ان البعث حديث خرافة وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ لأن كل انسان مجزي بأعماله، لا يحمل وزر غيره، أو يسأل عنه: قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَ لا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ- 25 سبأ. وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ. كل من أضل غيره يحمل وزر نفسه، و وزر من غرر به، حيث تسبب في وجود الضلال و انتشاره، أما من يتبع المضل فإنه يحمل وزر نفسه كاملا، و لا ينقص منه شيء لأنه استجاب الى دعوة الضلال بسوء اختياره، و بكلمة للمضل عقوبتان: إحداهما على ضلاله، و الثانية على إضلاله، و للتابع عقوبة واحدة على عمله بالضلال مختارا وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ بادعائهم الشريك للّه، و قولهم عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله): انه ساحر و قولهم للمؤمنين: اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطاياكم، و غير ذلك.(انتهى) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج12، ص: 348 و الآية الأخرى بعدها تشير إلى منطق المشركين الخاوي و الملتوي، الذي لا يزال موجودا في طبقات المجتمع الواسعة فتقول: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ «1». و اليوم نرى كثيرا من الخبثاء يقولون للآخرين عند دعوتهم إلى أمر: إن كان فيه ذنب فعلى رقابنا!. في حين أنّنا نعلم أنّه لا يمكن لأحد أن يتحمل وزر أحد، و أساسا فإنّ هذا العمل ليس معقولا و ليس منطقيا .... فاللّه عادل سبحانه و لا يؤاخذ أحدا بجرم الآخر. ثمّ بعد كل ذلك فإنّ الإنسان لا تسقط عنه المسؤولية في العمل بمثل هذه الكلمات، و لا يمكن له التنصّل منها ... و خلافا لما يتوهمه بعض الحمقى فإنّ مثل هذه التعبيرات لا تنقص من عقابهم حتى بمقدار رأس الإبرة. و لذلك فلا يعتدّ بمثل هذا الكلام في أية محكمة كانت و لا يقبل من المذنب أن يقول: إن فلانا تحمّل عنّي الوزر و جعله في رقبته!. صحيح أن ذلك الإنسان حثه على الإجرام و دفعه إلى اقترافه، فهو شريكه، إلّا أن هذا الاشتراك في الجريمة لا يخفّف عنه المسؤولية! لذلك فإنّ القرآن يقول بصراحة في الجملة التالية وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ. هنا ينقدح السؤال التالي .. «إنّ الصدق و الكذب هما في موارد الجمل الخبرية، في حين أن هذه الجملة إنشائية «و لنحمل خطاياكم» و ليس في الجملة الإنشائية صدق أو كذب، فلم عبّر القرآن عنهم بأنّهم «كاذبون»؟! و الجواب على هذا السؤال يتّضح من البيان الذي ذكرناه سابقا، و هو أن الجملة الأمرية هنا تتحول إلى جملة شرطية، و مفهومها أنّه إن اتبعتمونا حملنا خطاياكم و آثامكم، و مثل هذه الجملة تقبل الصدق و الكذب و بعد ذلك، و من أجل أن لا يتصور أن هؤلاء الدعاة للكفر و الشرك و عبادة الأصنام و الظلم، لا شيء عليهم من العقاب لهذا العمل، فإنّ القرآن يضيف في الآية التالية قائلا: وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ. و ثقل الذنب هذا ... هو ثقل ذنب الإغراء و الإغواء و حث الآخرين على الذنب، و هو ثقل السنّة التي عبّر عنها النّبي صلّى اللّه عليه و آله فقال: «من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينقص من وزره شيء!». المهم أنّهم شركاء في آثام الآخرين، و إن لم ينقص من وزر الآخرين و إثمهم مقدار من رأس الإبرة. و تختتم الآية بالقول: وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ. و ينقدح هنا سؤال آخر و هو: ما المراد من هذا الافتراء الذي يسألون عنه؟! و لعل ذلك إشارة إلى الافتراءات التي نسبوها إلى اللّه، و كانوا يقولون: «إن اللّه أمرنا أن نعبد الأصنام!». أو أنّه إشارة إلى كلامهم الذي كانوا يقولون: «و لنحمل خطاياكم». لأنّهم كانوا يدّعون أن مثل تلك الأعمال لا يترتب عليها إثم ... و إن هذا الكلام كان افتراء، و ينبغي أن يجيبوا على ما يسألون بصدده! أو أنّه يقال لهم على نحو الحقيقة و الواقع يوم القيامة: هلموا لتحملوا أثقال الآخرين، فيمتنعون من ذلك و يظهر كذبهم و افتراءهم .... أو أنّ ظاهر كلامهم كان يعني أن كلّ إنسان يمكن أن يتحمل وزر الأخر و يكون مسئولا عنه، في حين أن هذا الكلام كذب و افتراء محض أيضا، و كل إنسان مسئول عن عمله!. .(انتهى) الميزان في تفسير القرآن، ج16، ص: 107 قوله تعالى: «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ» المراد بالذين كفروا مشركو مكة الذين أبدوا الكفر أول مرة بالدعوة الحقة، و بالذين آمنوا المؤمنون بها أول مرة و قولهم لهم: «اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» نوع استمالة لهم و تطييب لنفوسهم أن لو رجعوا إلى الشرك و اتبعوا سبيلهم لم تكن عليهم تبعة على أي حال: إذ لو لم تكن في ذلك خطيئة فهو، و إن كانت فهم حاملون لها عنهم، و لذلك لم يقولوا: و لنحمل خطاياكم لو كانت بل أطلقوا القول من غير تقييد. فكأنهم قالوا: لنفرض أن اتباعكم لسبيلنا خطيئة فإنا نحملها عنكم و نحمل كل ما يتفرع عليه من الخطايا أو أنا نحمل عنكم خطاياكم عامة و من جملتها هذه الخطيئة. و قوله: «وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ» رد لقولهم: «وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» و هو رد محفوف بحجة إذ لو كان اتباعهم لسبيلهم و رجوعهم عن الإيمان بالله خطيئة كان خطيئة عند الله لاحقة بالراجعين و انتقالها عن عهدتهم إلى غيرهم يحتاج إلى إذن من الله و رضى فهو الذي يؤاخذهم به و يجازيهم و هو سبحانه يصرح و يقول: «ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ» و قد عمم النفي لكل شيء من خطاياهم. و قوله: «إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ» تكذيب لهم لما أن قولهم: «وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» يشتمل على دعوى ضمني أن خطاياهم تنتقل إليهم لو احتملوها و أن الله يجيز لهم ذلك. قوله تعالى: «وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ» من تمام القول السابق في ردهم و هو في محل الاستدراك أي إنهم لا يحملون خطاياهم بعينها فهي لازمة لفاعليها لكنهم حاملون أثقالا و أحمالا من الأوزار مثل أوزار فاعليها من غير أن ينقص من فاعليها فيحملونها مضافا إلى أثقال أنفسهم و أحمالها لما أنهم ضالون مضلون. فالآية في معنى قوله تعالى: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ»: النحل: 25. و قوله: «وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ» فشركهم افتراء على الله سبحانه و كذا دعواهم القدرة على إنجاز ما وعدوه و أن الله يجيز لهم ذلك. .(انتهى) اعزائي القرّاء بناتي وابنائي: اولا : انتهى البحث القرآني الاول لرد هذه القاعدة الشعبية الباطلة "ذبها براس عالم واطلع منها سالم" وكانت الايات اوضح من ان تحتاج لاكثر من نقل التفسير مع العلم ان لي الكثير من التفاسير لكن اكتفيت ببعضها لاغنائها لنا عن ايراد الباقي من التفاسير. ثانيا:سأُعد بحثا روائيا ضخما بشرط التوفيق في رد هذه القاعدة الباطلة الواهية ثالثا: ارجو من المؤمنين ان ينقلوا هذا البحث الى المواقع الشيعية الاخرى ولهم الاجر والثواب رابعا :ان هذه الايات القرانية الكريمة بهذه القاعدة العظيمة ستقف امام من يتسلقوا الى مقام لا يليق بهم ويدعون الناس لاتباعهم لكي لا يكونوا الاتباع للظالمين عونا لانهم سيسالون عما كانوا يفتروا وعن اتباعهم كما يسال المتبوعين خامسا :بشرط التوفيق ساكتب موضوعا هاما عن اعانة الظالمين وعظيم ...عظيم ما فيه من موحش العذاب الاليم. واسالكم الدعاء |
|
|
|
|