وكان لايستطيع فتح عينيه لشدة نعاسه فجلست امامه وسألته لماذا لاتذهب لتنام فعيناك متعبتان من قلة النوم وانت تترنح من شدة النعاس فنزلت دموع الصغير وقال لي بصوت متعب انه لايستطيع لخوفه من ابيه فسالته لماذا فقال ان اباه لايرضى ان يعود الى المنزل حتى يبيع كل مالديه
فسألته واين اباك فاشار بيده الجميلة الى شخص يترنح مستندا الى الحائط تفوح منه رائحة الخمر وهو لايدري ولايشعر بشيء وعندما ذهبت اليه واخبرته بضرورة السماح لابنه للذهاب للنوم
بكى الوالد ايضا وزاد بكاءه وهو يصرخ بوجهي ويطلب مني الذهاب وتركه
وهنا عدت للصغير واشتريت كل مامعه من علكة وسكائر فذهب الصبي لينام وذهبت انا سيرا على الاقدام
فلم اعد امتلك اجرة العودة الى الكاظمية
فكتب عن هذا الطفل وعن ألمه :
من أجل أن يزني أباه
من أجل ان يزني أباه
يحزن طفل ويجوع
سعر رغيف الخبز درهم
ولعبة الطفل بدرهم
وعلى العقيق الاحمر اللماع
في عينيه
تنهمر الدموع
خذ ياأبي
من دمع عيناي خمورا لو تشاء
انت لاتعلم كم ابكي عليك
عند شروق الشمس
او عند المساء
حين تجتمع الجموع
وأرى كل صغير بين احضان اباه
وارى الحلوى على تلك الشفاه
وانا ثوبي من نسج خطاياك مرقع
فيه من حظك رقعة
ويمر الشهر عندي دون جمعة
دون فسحة دون بسمة
دون شيء غير دمعة
من أجل ان تزني ابي
او تحتسي الخمر اجوع
سأجوع