.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 292 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 342 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 199 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 208 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 270 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 174 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 379 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 199 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 178 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 161 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5153


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 06-03-2011, 04:41 PM
نـــائب المدير
المعارف غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
وسام الاداري المميز Default Medal المشرف المميز العضو المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 118
 تاريخ التسجيل : May 2011
 فترة الأقامة : 4718 يوم
 أخر زيارة : 10-30-2012 (10:36 PM)
 المشاركات : 1,850 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قضايا المرأة في الاجتهاد الإسلامي المعاصر



قضايا المرأة في الاجتهاد الإسلامي المعاصر










قضية المرأة من القضايا المهمّة التي
شغلت الفكر الإسلاميّ المُعاصر، ولا تزال تأخذ حيّزاً مهمّاً في انشغالاته، فقد طالب المجدّدون والمفكّرون المسلمون بضرورة إعادة النظر في وضع المرأة المسلمة على المستويين الواقعيّ والتشريعيّ، لإخراجها من الواقع المتخلّف والمتردّي الذي تعيشه على جميع الأصعدة، ممّا أثّر سلباً على مكانتها وعطائها ودورها الإنسانيّ والاجتماعيّ.
وهكذا انطلقت السجالات حول موضوع المرأة، وسط معطيات متناقضة، أهمّها وأخطرها حضور النموذج الغربيّ للمرأة فكراً وممارسة، والذي أصبح يفرض نفسه يوماً بعد يوم على الواقعين العربيّ والإسلاميّ، ويضع المرأة المسلمة أمام تحدّيات المقارنة بين واقعها المتخلّف والمُزري، وبين واقعٍ آخر تتمتّع فيه المرأة -على الأقلّ على المستوى الظاهريّ- بالكثير من الحقوق والامتيازات، ويُغري بالتقليد والمتابعة. من جهةٍ أخرى انطلقت دعواتٌ من خارج الدائرة الإسلاميّة، تُطالب بضرورة تجاوز التّشريعات الإسلاميّة المتعلّقة بالمرأة، لكونها متخلّفة عن الواقع من جهة، ولكونها لم تعد تتماشى مع مشاريع التّحديث التي طالت كلّ الميادين.
في المقابل كانت استجابات الفكر والفقه الإسلاميين إيجابية إلى حدٍّ كبيرٍ بشكلٍ عامٍّ، حيث انخرطا معاً في عملية تأصيلٍ واجتهادٍ، استطاعت أن تُعيد النّظر في عددٍ من المسلَّمات والآراء القديمة والمتوارثة، كما فتحت باب الاجتهاد على مصراعيه لإعادة النّظر في هذه القضايا، ممّا يشغل بال الفكر والواقع الإسلاميين. لكن هذه العملية عانت ولا تزال تُعاني من وطأة الواقع والعرف والتقاليد الاجتماعية، التي تتحكّم في مفاصل وضع المرأة المُسلمة، لكن ممّا لاشكّ فيه أنّ العقل الاجتهاديّ الإسلاميّ المُعاصر قد خطا خطواتٍ مهمّةً إلى الأمام. فمجمل القضايا والمسائل التي انتقد بسببها التشريع الإسلاميّ هي الآن محلّ نظر، وقد وضعت على طاولة الاجتهاد من طرف عددٍ من الفقهاء والمجتهدين، المتحرّرين من سطوة التقاليد والأعراف الاجتماعيّة، وثقل التراث الفقهيّ، وآراء واجتهادات القدامى، من آلى على نفسه أن يخوض غمار التجديد، وإعادة النظر في الكثير من المسلمات والآراء، منطلقاً من إعادة الفهم للقيم والمبادئ الإسلامية المتعالية والنّصوص الدينية، على ضوء المُعطيات العلميّة والواقعيّة المُعاصرة.
من بين هؤلاء الفقيه والمرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذي أثارت آراؤه الاجتهادية الكثير من الجدل، ليس فقط في موضوع المرأة وحقوقها، ولكن في مواضيع أخرى، وفي ما يلي نص الحوار معه بهذا الخصوص:
سماحة السيد، إنّ الاجتهاد الفقهيّ الإسلاميّ يُدرك الآن ضرورة وأهمية إصلاح وضع المرأة، وإعادة النّظر في عدد من المسلَّمات، لكن على ألَّا يتجاوز هذا الإصلاح والتغيير الالتزام بالمرجعيّة الإسلاميّة ومبادئها، وعدم القبول بالمبادئ والقيم الغربية، مثل مفهوم الحرية الغربية، فإلى أيّ حدٍّ يعتبر هذا الموقف منسجماً مع مبادئ الإسلام وشريعته، وفي الوقت نفسه لا يقف في وجه البحث لإعادة النّظر في قضايا المرأة؟
من الطبيعي أن يكون الاجتهاد هو القاعدة التي لابدّ للمثقفين المسلمين، من الفقهاء أو من غير الفقهاء، أن يأخذوا بأسبابه، من أجل تطوير الفهم للنصوص الواردة في الكتاب والسنة، وهما الأساس في كلّ مفهومٍ إسلاميٍّ، وفي كلّ حكمٍ شرعيٍّ. وعندما أتحدّث عن التطوير فأنا لا أتحدّث عنه كعقدةٍ تحكم المثقفين، تحكم الاجتهاد لدى المثقفين، بل إنّنا نتصوّر أنّ اجتهاد القدماء كان مرتكزاً على ثقافتهم. ونحن نعرف أنّ القدماء اختلفوا في ما بينهم حسب اختلاف ثقافتهم؛ ولذلك يُمكن لنا أن نختلف معهم، بأن ندرس النّصوص دراسةً جديدةً كما لو لم يدرسها أحدٌ قبلنا، مع ملاحظة الفهم السابق عندما نريد أن نؤكّد فهمنا. هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ مسألة أن يكون الاجتهاد إسلاميّاً، هو ألَّا يخرج عن القواعد العلميّة الاجتهاديّة، التي تؤكّد على المصدر الأساسيّ للاجتهاد، وهو الكتاب والسنّة، لأنّ هناك اتجاهاً يتداوله الكثيرون الآن، وهو أن نجتهد في المطلق، انطلاقاً ممّا نعيشه من تطلّعات، إنّ هذا لا يمثّل اجتهاداً إسلاميّاً، بل هو اجتهادٌ ذاتيٌّ، يحاول أن يُقَوِّل الإسلام من موقع ذاتيته، لا من موقع نصوصه.
سماحة السيد، الفقهاء المجدّدون في فقه المرأة، انتقدوا بشدّة مرجعيّة العرف الاجتماعي في فهم النصوص الدينية، كما انتقدوا عدداً من الأحاديث لأنّها ضعيفة أو معلولة سنداً أو متناً، ويرون أنّ أيّ اجتهادٍ معاصرٍ، يجب أن يتحرّر من اجتهادات القدامى، وكذلك الأعراف الاجتماعية، وإعادة النّظر في قراءة الأحاديث والروايات. ما رأي سماحتكم في هذا الموضوع؟
إنّ مسألة العرف الاجتماعيّ قد تترك تأثيرها على المجتهد، بحيث يفهم النّص من خلال الذهنية الذاتيّة، التي تكوّنت من خلال البيئة التي يعيشها المجتهد، ولذلك فإنّ علينا أن ندقّق في العرف الاجتماعيّ، ومدى تأثيره على ذهنية المجتهد في استنباط هذا الحكم أو ذاك الحكم، وهكذا لا بدّ لنا عندما نريد أن ننسب شيئاً إلى الرسول (ص)، لا بدّ لنا من أن نوثّق هذه النسبة، بأن تكون المصادر لهذا الحديث أو ذاك الحديث، مصادر موثوقة، أما إذا كان الراوي ضعيفاً، أو كان الراوي مختلطاً، فمن الطبيعي أن نتحفّظ في أخذ فكرة استنتاج الحكم الشرعيّ أو المفهوم الإسلاميّ من هذا الحديث، لأنّ نسبته إلى الرسول عليه وآله الصلاة والسلام لم تثبت على الوجه القطعيّ.
سماحة السيّد، البعض يدّعي أنّ الفقهاء يخافون من سطوة التقاليد والأعراف الاجتماعية، إلى أيّ حدٍّ يُمكن أن يكون هذا الادّعاء صحيحاً؟!
قد نجد ذلك لدى بعض النماذج -لدى بعض الفقهاء- في إعلانهم للرأي الذي قد يصل إليه اجتهادهم إذا خالف الذهنيّة العامّة، ولكن هناك فقهاء أيضاً يملكون شجاعة إعطاء وإبداء الرأي المُخالف، حتى لو واجهوا المعارضة القاسية من مجتمعهم.
سماحة السيّد، كيف يُمكن التعامل في فقه المرأة مع الاختلاف المذهبي، مذهبٌ يحلِّل ومذهبٌ يحرِّم، الطالبان مثلاً منعت تعليم المرأة وعملها؛ وفي بعض الدول العربية، تمنع المرأة من عددٍ من الحقوق البسيطة بحججٍ وذرائع متنوّعة، في الوقت الذي تتمتّع بها في دولٍ أخرى.. أيّ رأيٍ نقدّمه للمرأة وللعالم باعتباره الرأي والموقف الإسلاميّ من قضايا المرأة؟
الأساس أنّ المسألة لا تخضع لاعتباراتٍ مذهبيّةٍ، ولكنّها تخضع لاعتباراتٍ علميّةٍ، لأنّ الأساس في كلّ فقهٍ، سواء كان هذا الفقه للرجل أو للمرأة أو فقهاً مشتركاً -إذا صحّ التعبير- ينطلق من الكتاب والسنة، ولذلك فلا بدّ لنا من أن نرجع إلى كتاب الله نستوحي منه المفاهيم في فقه المرأة، كما نرجع إلى ما صحّ عن النبيّ (ص) في هذا المجال، مع التأكيد على الاتفاق على أصول تصحيح النصوص الواردة في السنة في هذا المجال بطريقةٍ علميّةٍ أيضاً. لذلك فإنّ المشكلة لدى الكثيرين من الذين يجتهدون سلبيّاً بالنسبة إلى المرأة، كما في الذين يُنكرون عليها أن تتعلّم، ويُنكرون عليها أن تُشارك في القضايا العامة، بل ويُنكرون عليها حتى إنسانيّتها، في عقلها وفي موقعها الفكريّ والإنسانيّ، إنّ المسألة تنطلق من جانب التّخلف في فهم الكتاب والسنّة، أو تتخذ جانب الاعتماد على بعض الأحاديث من دون مقارنتها بالأحاديث الأخرى، نحن نعرف أنّ علماء أصول الفقه تحدّثوا كثيراً في باب التعادل والترجيح عن الأخبار المتعارضة في هذا المجال، وطريقة حلّ التّعارض، إنّ البعض يأخذ ببعض الأحاديث ويرفض أحاديث أخرى، فيحكم على هذا الأساس. لذلك إنّني أعتقد أنّه من المُمكن جداً أن يلتقي فقهاء المسلمين على قواعد مشتركة، لتأصيل النص هنا وهناك، سواء تأصيل النّص في المسألة التفسيريّة، إذا تعلّقت المسألة بالقرآن، أو بالمسألة السنَدية والمضمونيّة، إذا تعلّق الأمر بالسنة، ويُمكن أن نصل إلى نتائج مشتركة تصحّح ما أخطأ فيه الآخرون.
سماحة السيّد، من الملاحظ أنّ الفقه الشيعي تطوّر موقفه من المرأة خلال العقود الأخيرة، ما هي مظاهر هذا التطور، وما هي نواقصه، والعوائق التي تقف دون تفعيل الاجتهاد في مجال فقه المرأة بالشكل المطلوب؟
إنّنا نُلاحظ أنّ فقه المرأة في الاجتهاد الإسلاميّ الشيعيّ، استطاع أن يؤصّل الفكرة التي تقول، بأنّ للمرأة حقُّ المشاركة في كلّ جوانب الحياة التي ينطلق إليها الرجل، ولا سيّما في مسائل الأخذ بأسباب العلم، وإلى أبعد مدًى في الموضوعات العلمية، وهكذا المشاركة في العمل السياسيّ والعمل الاجتماعيّ، على أساس أنّ المرأة إنسانٌ مسؤولٌ كما هو الرجل إنسانٌ مسؤولٌ، وأنّ مسؤوليّة المرأة كما هي مسؤوليّة الرجل تتسع لكلّ ما أراده الله سبحانه وتعالى للإنسان، في تنوّعات حياته الفرديّة والاجتماعية والسياسية والعلمية وما إلى ذلك. وهكذا رأينا كيف شاركت المرأة من موقعها الإسلاميّ في مواقع المسؤوليّة كما نُلاحظه في إيران مثلاً، فالمرأة تشارك في الانتخابات تصويتاً وترشيحاً، وما نُلاحظه في المجتمع الإسلامي الشيعي في لبنان، فإنّ المرأة تنطلق من موقعها الإسلاميّ على أساس أنّ مشاركتها في الانتخاب تمثّل تكليفاً شرعياً إسلاميّاً، لا من خلال دعوة الحرية العلمانيّة وما إلى ذلك؛ وهكذا نُلاحظ أنّ المرأة اقتحمت الجامعات، واقتحمت الوظائف الكبرى التي تصل بها إلى مستوى المواقع الرسمية، كمستشارة لرئيس الجمهورية الإسلامية، أو كموظفة في الإدارات العامة وما إلى ذلك من هذه الأمور، هذه الأوضاع تمثّل تطوّراً في هذا المجال.
ومن الطبيعي أنّ هناك بعض القضايا التي يدور الجدل فيها، ممّا بدأ البحث فيه الآن، كمسألة القضاء ومسألة رئاسة الدولة، وما إلى ذلك من الأمور، وهكذا بالنسبة إلى تفاصيل حقّ الطلاق للمرأة وقضايا أخرى، هذه من الأمور التي لا تزال موضع جدلٍ جديدٍ في مسألة الاجتهاد.
سماحة السيّد، البعض يدعو إلى تغيير الكثير من الأحكام المتعلقة بالمرأة، لأنّها من الأحكام التي شملها التغيير والتطوّر الاجتماعي، وكذلك إلى ضرورة التوفيق بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية المُعاصرة. من بين الأحكام التي يُطالبون بتغييرها نظام الإرث، عقوبة الزنا، تعدّد الزوجات، وغيرها من الأحكام، ما رأي سماحتكم؟
إنّ مسألة التغيير هي مسألة لا بدّ أن تكون مسار تحفّظٍ، لأنّ قضيّة أن تغيّر حكماً شرعيّاً، لا بدّ لك من أن تبحث عن أصول هذا التغيير من المصادر الأساسيّة للحكم الشرعيّ، وهي الكتاب والسنة بحسب الفهم الاجتهاديّ لهما، لذلك فإنّ قضية تغيير الحكم الشرعي لأنّ القوانين الوضعيّة اختلفت معه، أو لأنّ التطوّرات الاجتماعيّة المنطلقة من أسس غير إسلاميّة، أنتجت مثل هذا القانون أو ذاك القانون، لا بدّ لنا هنا أن ندرس المسألة دراسةً شاملةً.
لنتحدّث عن هذه العقوبات، أو عن هذه المفردات التي ذكرها السؤال، كقانون الإرث مثلاً، نحن نعتقد أنّ الإسلام عندما ركّز هذا التفريق بين حصة المرأة وحصة الرجل فإنّه لم يركّزها انتقاصاً من شخصيّة المرأة، ولكن ذلك كان من خلال التوازن بين ما أعطى المرأة وما أخذ منها، فالإسلام أعطى المرأة الحقّ في نطاق الحياة الزوجية، بأن تأخذ المهر وأن تأخذ النفقة حتى لو كانت غنيّة مثلاً، ولم يحمِّلها مسؤولية الإنفاق على الأولاد أو على البيت الزوجي، وعلى ضوء هذا فإنّ ما أخذه التشريع الإسلاميّ من المرأة من جانب، أعطاها إيّاه من جانبٍ آخر، وربّما يتكلّم بعض الناس على سبيل الطرفة، أنّ الرجال عليهم أن يُطالبوا بالمساواة مع المرأة في مسألة الحصّة في الإرث، القضية خاضعة للتوازن في مسألة الأخذ والعطاء، إذن علينا ألّا نستغرق فيما أخذه الإسلام من المرأة، بل علينا أن نُقارن بين ما أخذه منها وما أعطاها إياه. أما عقوبة الزنا فهي مشتركة بين الرجل والمرأة، {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ}.
أما مسألة تعدد الزوجات فهذه القضية تخضع لكثير من الحاجات الإنسانية، التي قد تحتاجها المرأة وقد يحتاجها الرجل، قد تحتاجها المرأة عندما يكثر عدد النساء ونواجه حالة لا تجد فيها المرأة زوجاً، وربّما نواجه بعض الحالات الحادّة التي قد يفرضها الواقع، لإبعاد الرجل عن الانحراف وما إلى ذلك، ونحن نعتقد أنّ العالم كلّه يواجه اليوم التعدّد لا الوحدة، فنحن نجد أنّ الغرب كلّه قد منع تعدد الزوجات، ولكنّه أطلق تعدّد الصاحبات أو العشيقات أو ما إلى ذلك، بشكلٍ فوضويٍّ لم يضع له أيّ حدودٍ، حتى اضّطر التشريع الغربي الآن، إلى إعطاء العشيقة حقوق الزوجة في مشاركتها للرجل في ماله، وفي الكثير من الحقوق الأخرى.
سماحة السيّد، بخصوص استبعاد المرأة عن تولّي القضاء، بناءً على عدم قبول شهادتها في الحدود والقصاص، وكذلك عدم قبول ولايتها على الأطفال إذا توفي أبوهم. وهذه مشكلة كبيرة الآن في المحاكم، ما هي أدلّة المنع؟ وهل يُمكن للاجتهاد المعاصر أن يُعيد النظر فيها بما يمكِّن المرأة من أن تُمارس القضاء، وكذلك أن تتولى الإشراف على أبنائها إذا كانت قادرة على ذلك؟
إنّ مسألة تولّي القضاء وردت فيها نصوصٌ خاصّةٌ، لا من خلال قياس المسألة على عدم قبول شهادتها مثلاً في الحدود أو في الدماء، وما أشبه ذلك، ولكن هناك فقهاء -ونحن منهم- يتحفّظون حول سند هذه الأحاديث التي تقول: لا تُولّى المرأة القضاء، إلى جانب أنّ القضاء الآن يختلف عن القضاء سابقاً، لأنّ القضاء كان في السابق ينطلق من خلال القاضي فحسب، أما مع تطوّر أصول الإثبات في القضاء، فإنّ القاضي لا يملك الحرية الكبيرة في النّظر إلى الدّعوة، أو إلى إعطاء الحكم فيها، بل إنّ هناك أوضاعاً إداريةً جديدةً، تجعل القاضي أكثر دقّةً في مسألة القضاء.
ربّما يتحفّظ بعض الفقهاء في اعتبار أنّ مسألة القضاء سابقاً تختلف عن مسألة القضاء الآن، ممّا قد يجعل السّلب في المسألة بحسب الأحاديث السابقة يختلف عن الإيجاب في هذا المجال، ولهذا فإنّ المسألة أصبحت محلّ نظر.
وبالنسبة لكفالة المرأة للأطفال والإشراف عليهم؟
بالنسبة للإشراف على الأبناء، باعتبار أنّ الرّجل الأب في هذا المجال هو الذي يتحمّل مسؤوليّة إعالة أولاده، وقد تكون هناك بعض المواصفات التي يتميّز بها الرّجل، بحسب ظروفه النّفسيّة وظروفه العامّة، تجعل الرجل أكثر ارتباطاً بالولاية على الولد من المرأة، ولكن هناك جانباً آخر، وهو أنّه يُمكن للرجل في الوصية أن يجعل امرأته وصيّةً على الأولاد، ويُمكن للقاضي أيضاً أن ينصّب المرأة وصيةً على الأولاد، ممّا يُمكِّننا من فتح هذه الثغرة، التي تُعطي المرأة بعض الحقّ في هذا المجال.
سماحة السيد، هناك من يرى أنّ ما تسالم عليه الفقهاء من عدم مشروعية تصدّي المرأة وتولِّيها للسلطة، دعوى ليس عليها دليلٌ معتبرٌ، وكذلك لا دليل على اشتراط الذكورة في رئيس الدولة، وبالتالي لا مانع من تولّي المرأة السلطة، في إطار حكم المؤسّسات ونظام الشورى. ما هي وجهة نظر سماحتكم حول الموضوع؟
أمّا بالنسبة لقضية تولّي المرأة الرئاسة العامّة، فالذين يتحدّثون عن ذلك بطريقة السلب، ينطلقون من حديث نبوي شريف، يصحِّحه البعض ويتحفَّظ عليه البعض الآخر، وهو أنّه مات ملك فارس، فعيّن قومه امرأة الملك لتكون الملكة، فسئل النبي (ص) فقال: ما أفلح قوم ملكتهم أو وليتهم امرأة. فاعتمدوا على هذا الحديث وقالوا بأنّ النبي كان في مقام التشريع في هذا المجال، وقوله: ما أفلح قومٌ، يعني أن على المجتمع ألَّا يملِّك المرأة أمره في مستوى الرئاسة العامّة، ولكن هناك من يتحفّظ على هذا الحديث فلا يوثِّقه، وهناك من يقول: إنّ قضايا الرئاسة العامّة في الماضي تختلف عن قضايا الرئاسة العامّة في الحاضر، لأنّ الرئاسة في الماضي كانت تمثل استبداداً من قبل رئيس الدولة على الدولة كلّها -كما نقرؤه في التاريخ-، بينما نجد أنّ الرئاسة العامة الآن، تنطلق من خلال خضوع رئيس الدولة للقانون العام، وللأجهزة المحيطة به، التي يُمكن أن تصل إلى مستوى عزله عندما يُخالف القانون، وهذا يعني أنّ الحديث النبويّ الشريف -على تقدير صحّته- إذا كان ينفي ذلك، فإنّه ينفي ذلك الواقع التاريخيّ، يعني الرئاسة العامّة بحسب ظروفها في ذلك الوقت، ولا يشمل الرئاسة العامّة بحسب المعطيات الحاضرة، والواقع المعاصر في هذا المجال.
أما إذا ابتعدنا عن مسألة الرئاسة العامّة للدولة، وانطلقنا في مجالاتٍ أخرى، فنحن لا نُمانع من أن تتولّى المرأة الوزارة، أو تتولّى الإدارات العامة أو ما إلى ذلك، أو تدخل مجلس الشورى، لتُشارك فيه بالتصويت، أو بالترشيح، وبالتالي فليس هناك مشكلة في هذا المجال.
سماحة السيد، هناك نساءٌ بلغن درجة الاجتهاد، لكنّ الشائع عدم جواز تقليد النساء، أو تصدّيهن لمقام الإفتاء. كيف لمن حصل على ملكة الاجتهاد أن يقلّد غيره، وما علاقة التقليد العلمي بجنس المقلّد؟
أولاً إذا بلغت المرأة درجة الاجتهاد فليس لها أن تقلّد أيّ مجتهد آخر، بل لا بدّ لها -إجماعاً عندنا- من أن تأخذ برأيها فيما اجتهدت فيه، أمّا بالنسبة لمسألة أن تكون المرأة في موقع المرجعية، فهناك الكثير من الفقهاء -ونحن منهم- لا يجدون مانعاً من أن يُرجَع إليها في الفتيا، لأنّ قضية الرجوع للإفتاء، التي يُعبّر عنها بالتقليد، ترتكز على رجوع الجاهل إلى العالم، وهذه القضية لا علاقة لها بالذكورة أو الأنوثة. ولذلك فإذا بلغت المرأة مرتبة الاجتهاد المطلق، فلا مانع من الناحية الفقهية من أن يرجع إليها الآخرون ويؤخذ برأيها تماماً كما نلاحظه في العلوم الأخرى، فنحن نجد أنّ المرأة يرجع إليها في الطب، ويرجع إليها في الهندسة، وفي غير ذلك من المجالات الأخرى. إنّنا لا نفرّق بين الاجتهاد في الفقه، أو الاجتهاد في العلوم الأخرى، في قضية العلاقة بالآخرين الذين يحتاجون إلى رأي المجتهد في هذا المجال.
سماحة السيّد، في السياق نفسه، نجد أنّ الفقه الإسلامي قد ربط بين كرامة المرأة وبين عفّتها وطهارتها وسموّها الأخلاقيّ، أمّا المنظومة الحقوقيّة الغربيّة، فاعتبرت أنّ الكرامة تجسّدها الحقوق التي تتمتّع بها المرأة بعيداً عن سلوكها الأخلاقيّ، كيف يُمكن التوفيق بين الرؤيتين المختلفتين في العالم العربيّ؟
إنّني أعتقد أنّ قضيّة الكرامة تنطلق أيضاً من فلسفة معيّنة للمفاهيم الإنسانيّة، فالإسلام عندما تحدّث عن كرامة المرأة في جانب العفّة وما إلى ذلك، فإنّه لم يحصر الكرامة في هذا الجانب، بل إنّه أراد أن يقول للمرأة: إنّها ليست مجرّد جسدٍ يشتهيه الآخرون أو يتعاملون معه على أساس غرائزهم، وإنّما المرأة هي إنسانٌ يملك عقلاً، ويملك إرادة، وأيضاً يملك جسداً كما يملك الرجل الجسد، فكما أنّ كرامة المرأة هي في توازنها الجسديّ -إذا صح التعبير- في قضايا العفّة وما إلى ذلك، فكرامة الرجل هي في ذلك كلّه كذلك، لأنّ الكرامة هنا وهناك تنطلق من القيمة الأخلاقيّة، فالرجل يفقد كرامته عندما يفقد أخلاقيّاته، وفي خطّ الكرامة هناك القيم الإنسانيّة التي تحكم إنسانيّة المرأة كما تحكم إنسانيّة الرجل، في الكرامة للرجل والمرأة على حدٍّ سواء، فقضيّة العفّة مطلوبة للرجل وللمرأة معاً.
سماحة السيّد! سؤالٌ أخير: هل النّظام الحقوقيّ الغربيّ الخاص بالمرأة نظامٌ عادلٌ، وأكثر انسجاماً مع فطرة المرأة وطبيعتها الحقيقيّة من النظام الحقوقي الإسلاميّ؟
إنني أعتقد أنّ هناك إيجابيّات كبيرة في منظومة حقوق الإنسان، بما فيها ما يتعلق بالمرأة، لكن هناك أيضاً حقوقاً إنسانيّة إسلاميّة بالنسبة للمرأة، ولكنّ المشكلة عندنا في مسألة المرأة، هي أنّ البعض لا يُحاول الدخول في مقارنة بين تشريعٍ يشتمل على سلبيات، يتكامل مع تشريعٍ يختزن الإيجابيات، إنّهم ينظرون إلى القضية بعينٍ واحدةٍ، هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى. إنّ سوء التطبيق بفعل التقاليد الجاهليّة وتقاليد التخلّف، هو الذي أساء إلى المرأة، وليس التشريع الإسلاميّ....




رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 03:58 PM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 11:19 PM   #3
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:01 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



احسنتم واحسن الله اليكم

موضوع قيّم اسئل الله لكم

العافيه ان شاء الله

تحياتي ودعائي وربي يرعاكم


 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
قديم 06-05-2011, 10:49 AM   #4
المراقبين
ya hussien


الصورة الرمزية علي هاشم البدراوي
علي هاشم البدراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 العمر : 38
 أخر زيارة : 09-09-2013 (02:20 AM)
 المشاركات : 1,614 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Green
افتراضي



احسنتم واجدتم على النقل المبارك

لكم مني كل الشكر والتقدير

اخوكم علي


 

رد مع اقتباس
قديم 06-20-2011, 06:26 AM   #5
عضو مميز
يارب حقق املي


الصورة الرمزية شمس الهدى
شمس الهدى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 73
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 08-19-2012 (03:12 AM)
 المشاركات : 709 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



يسلمو وربي يعطيكم الف الف الف عاافيه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول