عروس تزف بطيب الذكر لله

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
طابت ليلتكم وفاح عطر شذاها العابق بذكر الله والمزين بمناجاته في هذا الوقت الذي فيه انفتحت أبواب السماء مستقبلة نسائم أدعيتكم وشذى تضرعكم وأنوار تبتلكم وزينة صلواتكم ونوافلكم التي بها اختليتم بأعظم محبوب ، وأكرم موجود ، أرحم الراحمين ، ليقابلها بالمغفرة والرضوان والرحمة والإحسان ، إنه المنان بالعطايا المعطي من دون حساب
نعم ليلة تستأنسون فيها بالرءوف الرحيم لتتحصلوا على ضالتكم وتنالوا مطالبكم ، فتقضى بذلك حوائجكم وتفرج همومكم وتكشف غمومكم ، وتداوى عللكم
ليلة عظيمة جعلها الله فرصة لكم مع الرب العظيم تخاطبونه بأدب الدعاء ويخاطبكم بآياته العظيمة التي فيها الخير والبركة متدبرين فيها لترتقون وتسمون فكراً ونفساً ورحاً
ليلة أزهرت بنور الله وتزينت بجميل ذكره لتكون عروس الليالي تحتفي بعرسها من خلالكم ، فاحتفلوا بعرسها بالقيام والقعود والركوع والسجود ، وأنشدوا بنغمات الدعاء الشجية زافينها على يومها الذي جعله الله عيداً لكم تنقطعون فيه عن كل ما يشغلكم عن ذكره من بيع وشراء وسعي في شئون الدنيا ، وتحيوه بالعمل المقرب إليه من صدقة ، وصلة رحم ، وعيادة مريض وتفريج كرب ومن ثم تتهيأوا فيه لذكر الله حينما يحين للشمس زوالها ، لتعيشوا الروحانية مع الله من خلال خطبتي وصلاة الجمعة المباركة بعد أن تسمعوا نداء الحق يدوي قائلاً الله أكبر ، لتمشوا بأرجلكم إلى بيوت الله وتثابوا على خطواتكم بأجر عظيم لا حصر له ولا عدد ، وبعد أن تستأنسوا بخطبتي الجمعة تقوموا لله قانتين وتختموا هذا العمل المبارك بسجدة الشكر على ما من الله به عليكم من توفيق لصلاة الجمعة وبعدها تحلوا من حرمة السعي لتسعوا في الأرض طالبين للرزق
تقبل الله منكم إختلائكم بمولاكم في هذه الليلة المباركة وتقبل سعيكم إليه في يومه المعطر بعبير القربى والزلفى إليه أيها المؤمنون

صــ آل محمد ــداح