#1
|
|||||||
|
|||||||
حياةُ الأمام محمد الجواد (عليه السلام) دراسة وتحليل ((مِن مُثُلِهِ الْعُلْيا)) الحلقه التاسعة
نتقدم باحر التعازي الى مقام الامام الحجه المنتظر المهدي ناشر العدل في الارض عجل الله فرجه والى العالم الاسلامي بذكرى شهادة الامام محمد الجواد عليه السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ حياةُ الأمام محمد الجواد (عليه السلام) دراسة وتحليل ((مِن مُثُلِهِ الْعُلْيا)) الحلقه التاسعة وتجسّدت في شخصية الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) جميع المثل العليا والنزعات الرفيعة التي يعتزّ بها هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان، وكان من بينها ما يلي: الإمامة: وتقلّد الإمام أبو جعفر (عليه السلام) الإمامة والزعامة الدينية العامة، وكان عمره الشريف سبع سنين وأشهر، كما تقلّد عيسى بن مريم النبوّة وهو دون هذا السنّ. لقد بنيت الإمامة على فلسفة عميقة تهدف إلى رفع مستوى الإنسان وتحقيق ما يصبو إليه من إقامة الحقّ والعدل .. ولابدّ لنا من وقفة قصيرة للتحدّث عن بعض شؤونها. أهدافها: وعنت الإمامة بتحقيق الأهداف الأصلية التي ينعم في ظلالها الإنسان وكان من بين تلك الأهداف: أ ـ إقامة العدل في جميع أنحاء البلاد من دون فرق بين أن يكون العدل اجتماعياً أو سياسياً، فلا تواجه الأمّة في ظلّ الإمامة الرشيدة أي غبن اجتماعي أو فردي، ولا يوجد أي امتياز لقوم على آخرين فالجميع سواء أمام العدل والحقّ، وبإقامة هذا العدل الخالص يكون الإنسان خليفة لله في أرضه ولا تجد الأمّه أي التواء في مسيرتها. ب ـ الثورة على الظلم والطغيان، ومناجزة البطش، ومنع سيطرة القويّ على الضعيف، وقد تبنّت الشيعة بصورة إيجابية هذه الجهة، فقد ثارت بثورات متلاحقة ضدّ الظلم والبغي، وحاربت القوى الغادرة، وقد رفعت رؤوس إعلامهم وأئمّتهم على الرماح وهي تنير طريق الحرية والكرامة فقد قتل معاوية جماعة منهم عمرو بن الحمق الخزاعي داعي الحقّ وعلم الحرية والنضال، وبعد قتله رفع رأسه يطاف به في الأقطار والأمصار، وهو ينير للناس طريق الكفاح، وقتل يزيد بن معاوية العترة الطاهرة من أبناء الرسول ورفع رؤوسهم على الرماح وقد خلدت تلك الثورات للإسلام مجداً على امتداد التاريخ فقد عرفت العالم أنّ الإسلام دين الكفاح والثورة على الظلم والبغي والاستبداد. إنّ الثورات المدوّية التي قامت في الإسلام لم تكن إلاّ بوحي من الإمامة التي استوعبت أفكارها المشرقة قلوب أولئك الثوّار الذين ألغموا قصور الظالمين بعبوات ناسفة أتت على معالم زهوهم وجبروتهم. ج ـ صيانة اقتصاد الأمة، وعدم التصرف في الخزينة المركزية إلاّ في الصالح العام، والعمل على تنمية القدرات الاقتصادية في البلاد، وزيادة الدخل الفردي، وتطوير الاقتصاد العامّ بما يضمن رفع البؤس الذي هو رديف الكفر والإلحاد وليس للحاكم وغيره من المسؤولين في جهاز الحكم التلاعب في مقدّرات الدولة أو اصطفاء شيء منها لنفوسهم وذويهم .. وقد كان السبب الرئيسي في الثورة التي أطاحت بحكومة عثمان عميد الأسرة الأمويّة هو تلاعب بني أميّة بأموال الدولة واصطفائها لهم ولمن سار في جهازهم. د ـ إشاعة الإيمان بالله الذي تبتني عليه قوى الخير والسلام في الأرض فإنّ الإيمان بالله إذا استقرّ في أعماق النفس ودخائل الذات يستحيل أن يقترف الشخص ظلماً أو جوراً أو اعتداءً على الغير وإنّما يكون مصدر رحمة وخير إلى الناس. هـ ـ العمل على تزكية النفوس، وطهارة القلوب وغرس النزعات الكريمة والصفات الفاضلة فيها ليكون فعل الخير والابتعاد عن الشرّ عنصراً من عناصرها ومقوّماً من مقوّماتها، وبذلك يتحقّق للبشرية أهمّ ما تصبو إليه. و ـ نشر الأمن العامّ، والقضاء على جميع ألوان الاضطرابات، فيعيش الفرد آمناً مطمئناً لا يلاحقه رعب، ولا يطارده خوف، فتعيش الشاة إلى جانب الذئب لا تخشى منه، ولا تحذره. هذه بعض الأهداف الرفيعة التي تنشدها الإمامة التي تقول بها الشيعة الإمامية، وهي أسمى قاعدة للتطوّر البشري في جميع مراحل التاريخ. |
|
|
|