.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 256 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 311 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 173 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 192 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 234 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 160 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 356 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 184 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 159 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 142 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5153


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 05-04-2011, 07:28 PM
عضو مميز
نهر العلقمي غير متواجد حالياً
    Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 53
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4762 يوم
 أخر زيارة : 10-10-2013 (10:22 PM)
 المشاركات : 485 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي علامات الظهور وفقه الانتظار (فصول من كتاب لم يطبع بعد)



(الحلقة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى الهداة الميامين من أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الوقت الذي ابارك للأخوة الأكارم والأخوات الكريمات افتتاح هذا المنتدى والذي أسأل الله تعالى أن يجعله موضع خدمة لأهل بيت العصمة والطهارة (صلوات الله عليهم) فقد وددت أن أشارك أحبتي ببعض من فصول كتاب لخادمهم يعدّ حالياً حول علامات ظهور الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهو يحاول ان يختط طريقاً جديداً للتعامل مع علامات الظهور وفقه الانتظار... آملاً أن يكون موضع فائدة للأخوة الكرام، وسأكون ممتناً في ان أسمع ملاحظاتهم وانتقادتهم والحمد لله أولاً وآخرا... وصلاته وسلامه على رسوله أبداً

علامات الظهور في المصطلح



يعود مصطلح ((علامات الظهور)) في تسميته واطلاقه إلى وفرة من الأحاديث التي استخدمته، وهي تشير إلى جملة من الأحداث التي تحدّث عنها المتحدث ولما تحصل بعد وربطها بالظهور الشريف للإمام المنتظر (عليه السلام)، ولذلك تسميها العديد من الكتب التراثية بالملاحم، وهذا المصطلح أكثر ما يستخدم لدى المصنفين السنّة،(1) وإن كان بعض الخاصة يستخدمه ايضاً،(2) ولكن الأعم الأغلب من مصنّفي الإمامية من القدامى والمتأخرين يستخدمون هذا المصطلح دون غيره.

وبملاحظة كلية لجميع من تحدّث عن ظهور الإمام المنتظر (روحي له الفدا) قاصداً وغير قاصد، يمكن ملاحظة ثلاثة اتجاهات هي:

أولاً: الحديث العام عن الظهور المرتقب للإمام المهدي (عجل الله فرجه) وتوخي الحديث ظهور الإمام مباشرة وبقصد تام له.

ثانياً: الحديث المتوخي في ظاهره علامات ظهور السيد المسيح (عليه السلام) باعتبار تزامن الظهورين معاً، وهذا ما تجده في العهدين القديم والجديد، أي في التوراة والانجيل الحاليين،(3) ولكنه لدى العهد القديم يتعلق بظهور المسيح المخلص، وفي العهد الجديد يتعلق بعودة المسيح (عليه السلام)، وقد تجد في بعض كتابات العامة المتأثرة عموماً بالاسرائيليات جانباً من هذا الحديث.

ثالثاً: الحديث المتعلق بأشراط الساعة وعلامات القيامة، إذ حصل لبس في كتب العامة في الأغلب مفاده تزامن ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه) مع حيان الساعة، ولذلك تم خلط الكثير من الحديث عن الظهور الشريف مع الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة، وقسم من هذا الخلط تم لأغراض طائفية ومذهبية بحتة، كما هو الحال بحديث الجساسة(4) التي يصورونها كنموذج أسطوري لحيوان سيظهر في آخر الزمان، وبظهور هذا الحيوان الأسطوري يفسرون قوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم}(5) .

ومن خلال التعامل الإجمالي مع هذه الأحاديث يمكن اجمال الملاحظات التالية:

أ ـ هناك أحاديث أشارت إلى أحداث حصلت بالفعل، وبعضها تم عنونته ضمن اطار علامات الظهور، وبعضها توهم المصنّفين فوضعوها ضمن هذا الاطار، ولا يوجد في حديث المتحدّث ما يشعر بأنه كان في صدد التحدث عن الإمام المهدي (صلوات الله عليه).

ب ـ هناك أحاديث عنت الظهور مباشرة وهي على قسمين:

أولاً: بعضها تم حصوله قبل حيان غيبة الإمام (عجل الله فرجه) بل حتى قبل ولادته (صلوات الله عليه). وستأتي بعض الروايات تشير إلى إن بعض حديث الأئمة (صلوات الله عليهم) في مثل هذه الأحاديث لم تقصد الإمام الثاني عشر (صلوات الله عليه) وإنما تحدثت عن قيام القائم وربما المهدي بشكل مطلق، وواضح أن جميعهم (صلوات الله عليهم) يصح عليهم مصطلح القائم والمهدي، ولكن وكما تشير نفس هذه الروايات لم يتحقق هذا الأمر لأسباب تذكرها وسنذكر بعضها عما قريب.

ثانياً: بعضها متعلق بمرحلة غيبة الإمام (روحي فداه)، وهذه حصل قسم كبير منها ولما يحصل القسم الآخر بعد.

ج ـ هناك أحاديث وصفت أموراً وأحداثاً وأشارت إلى إنها من المحتوم، وهي لم تحصل بعد، وقد تسمى لدى بعض الباحثين بشرائط الظهور، تمييزاً لها عن علائم الظهور، وهذه بمجموعها لم تحصل بعد.

الفرق ما بين العلائم والشرائط:


يسمع المرء ما بين الحين والآخر بمصطلحين؛ أولهما: علامات الظهور، وثانيهما: شرائط الظهور، فهناك مجموعة من الأحاديث وصفت بعضاً من الأحداث بأنها حتمية الوقوع كما في مسألة خروج السفياني واليماني والخراساني، أو كما في آية الدخان وخروج الشمس من المغرب والصيحة في ليلة القدر.. وما إلى ذلك، وقد تطلق بعض الروايات عليها تسمية أخرى وهي العلامات الموقوفة والمحتومة وفقاً لما أشارت إليه رواية الإمام الباقر (عليه السلام) على ما يرويه الفضيل بن يسار يقول: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدّم منها ما يشاء، ويؤخر منها ما يشاء. (6)

وبلفظ آخر أشمل من ذلك قال الفضيل: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدّم فيها ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحداً(7).

وقد استفاد بعض الباحثين من كلام المعصوم (صلوات الله عليه) ووصفه إياها بأنها من المحتوم، إن سواها من غير المحتوم، أي يمكن حصوله ويمكن عدم حصوله، أي أنها كانت مقدّرة ولكنها لم تبرم إبراماً كما هو حال المحتوم منها، وهي من سنخ ما أشارت إليه الآية الكريمة {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}(8) ولهذا يقال: إن العلائم يمكن ان تقع ويمكن أن لا تقع، وتتفاعل في حصولها وعدمه العديد من العوامل كالبداء واللطف الإلهي والدعاء وطبيعة جهد الإنسان واتجاه إرادته، وما إلى ذلك من الأمور التي قد تعجل من حدث وقد تمنع آخراً، ولذلك يطلق عليها بعض العلماء بالعلامات المشترطة،(9) ولعل حديث الإمام الصادق (صلوات الله عليه) الذي يرويه أبو بصير يشير إلى نموذج من ذلك: قال: قلت له: ألهذا الأمر أمد نريح إليه وننتهي إليه؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه.(10)

وفي حديث آخر عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر (صلوات الله عليه) قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن علياً (عليه السلام) كان يقول: إلى السبعين بلاء، وكان يقول: بعد البلاء رخاء، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء، فقال: يا ثابت (وهو اسم أبي حمزة) إن الله تعالى كان قد وقّت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخّره إلى أربعين ومائة سنة فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر، فأخّره الله..(11) الحديث.

ولكن الشرائط حتمية الوقوع، أي انها من الأمور التي لا تتدخل فيها العوامل التي أشرنا إليها، لأنها أبرمت إبراماً.

ومن خلال التتبع لاحظت أيضاً إن كل ما أشير إليه في المحتوم هو من الأحداث المرتبطة بشكل مباشر بالظهور، أي في الفترة القريبة جداً منه، وقد تم تأطيرها بإطار ملفت: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، كما يأتي ذلك على لسانه (عليه السلام)(12) أي إنها تأتي متتابعة، وقد تم توقيت المدة بين وقوع الحتمي وبين الظهور بفترة زمنية محددة، فعلى سبيل المثال تم تحديد قتل النفس الزكية باعتباره من المحتوم بخمسة عشر يوم قبل ظهور الإمام (بأبي وأمي)، بينما لا تلتزم العلامات بالقرب من الظهور فقد تبتعد العلامات عن ظهور الإمام (عليه السلام) بمئات السنين.

ولعل التشديد على ذلك يعود إلى اشتداد الفتن واطباق كلكلها على الناس كلما اقتربت فترة الظهور، وهذه الفتن قسم منها سيبرز فيه مدّعين للمهدوية، وقسم منها تكون وطأتها شديدة في المال والروح والولد والجسم كما هو الحال في اقتحام السفياني (عليه لعائن الله) على العراق، لذلك جاء التحدّث عن هذه الشرائط لتكون في المثال الأول دالّة للمؤمنين على إمام زمانهم كي لا يخدعوا بالمدّعين للمهدوية، فلو ادعى أحد ذلك، فبالإمكان القول بأن أمام ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) شرائط ولما تحصل بعد، وفي المثال الثاني: لكي تكون هذه الشرائط مسلية للمؤمنين بأن هذا البلاء قد أزف زواله لقرب ظهور الإمام (روحي فداه) من هذا الحدث، ولذلك جاء غالبيتها موّقت بوقت محدد من ظهور الإمام (صلوات الله عليه)، كأن تكون الصيحة في ليلة القدر المباشرة قبل ظهور الإمام (عليه السلام) وكأن يكون قتل النفس الزكية قبل خمسة عشرة يوماً، والسفياني قبل تسعة أشهر وهكذا.

الهوامش:
__________
1- كما هو الحال في كتاب الفتن لحنبل بن اسحق بن حنبل، والنهاية في الملاحم والفتن لابن كثير الدمشقي وغيرهم.
2 - كما هو الحال لدى السيد ابن طاوس (رضوان الله تعالى عليه) إذ استخدمه في عنوان كتابه: الملاحم والفتن.
3 - هناك نصوص عديدة في العهدين القديم والجديد تثير الحديث عن علائم الظهور والظهور نفسه بشكل مثير، وسنشير إلى بعض ذلك في الأوراق القليلة القادمة.
ذكر النووي في شرحه على مسلم ذلك منسوباً لعبد الله بن عمرو بن العاص (صحيح مسلم بشرح النووي 18: 27 دار الكتاب العربي؛ بيروت الطبعة الثانية1407)
4 - وقد أسهب المباركفوري في شرحه لسنن الترمذي بوصف هذه الدابة في فكر القوم ورواياتهم، ومن جملة ما ذكره وهو يصفها: طولها ستون ذراعاً، وروي ان رأسها تبلغ السحاب، وعن أبي هريرة: ما بين قرنيها فرسخ للراكب، وأضاف ناقلاً عن الرازي قوله: إن لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان، وعن ابن جريج في وصف شكلها: رأس ثور وعين خنزير واذن فيل وقرن ايل وصدر أسد ولون نمر وخاصرة بقر وذنب كبش وخف بعير، ثم نقل عن انها تخرج ثلاثة أيام والناس ينظرون (لطولها!!) فلا يخرج إلا ثلثها!!! انظر: تحفة الأحوذي في شرح الترمذي 9: 33 للمباركفوري؛ دار الكتب العلمية؛ بيروت 1410هـ.
أقول: وهناك أوصاف أخرى تثير عجب الإنسان من عقول تصدق بذلك، وما وقعوا فيه إلا للرغبة في التنفيس عن طائفيتهم ومقتهم لأهل البيت عليهم السلام، ويكفي أن تجد أن صناع هذا الخبر هم تميم الداري اليهودي وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة وعامر الشعبي وحالهم في النصب سواء. ولربك في خلقه شؤون!!!
5 - سورة النمل: 82.
6 - الكافي 1: 147 ح7.
7 - تفسير العياشي2: 232 ح66 لمحمد بن مسعود العياشي؛ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
8 - سورة الرعد: 39.
9 - قال الشيخ المفيد (أعلى الله مقامه) عن علامات الظهور: ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة. (كتاب الارشاد في معرفة حجج الله على العباد 2: 370؛ للشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري؛ دار المفيد؛ بيروت)
10 - كتاب الغيبة: 427 ح416 لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي؛ مؤسسة المعارف الإسلامية؛ قم المقدسة.
11 - المصدر: 428 ح417.
12 - كتاب الغيبة:270 ب14 ح21 للشيخ ابن ابي زينب محمد بن ابراهيم النعماني؛ أنوار الهدى؛ قم المقدسة 1422، وهذا الكتاب وكتاب الشيخ الطوسي وكتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق تعد من أهم مصادر الحديث في قضية الإمام المنتظر (روحي فداه)


(الحلقة الثانية)


الزمان في مدرسة الظهور

القضية المهدوية والأمد الطويل من الزمن الذي ارتهنت به وتطاول بها، أثار الكثير من التساؤلات حول مغزى هذا الارتهان، حتى قاد وسيقود الكثير من الناس جهلاً أو خبثاً للحديث عن نكران القضية برمتها، وفيما يلجأ الوهابيون لكثرة النقد لهذه القضية بناء على طول زمانها، تحدثت الروايات الشريفة أيضا عن وجود استحقاق لهذا الطول مما سيؤدي إلى انحراف البعض ممن كان يؤمن بهذه القضية أساساً، كما نلحظ ذلك في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يتحدث عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف): أما والله ليغيبن سنيناً من دهركم، ولتمحصنّ حتى يقال: مات (قتل) وهلك؛ بأي واد سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين...الخ.(1)

ولهذا لابد من التوقف عند قضية الزمن وعلاقتها بعملية الظهور لمناقشتها من أكثر من بعد، وبداهة فإن عمر القضية من خلال عمر صاحبها (صلوات الله عليه) ستتصدر هذا الموضوع، فهل يمكن أن يكون عمر الإنسان بهذا الطول الذي نراه للإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)؟ وهل تحتاج هذه القضية لكي تمر بكل هذا الزمن وبهذه الصورة!! بحيث نجد إن الأديان السابقة تحدّثت عن ذلك ولما ينقضي هذا الزمن بعد؟

وما هو موقف الإنسان المؤمن تجاه هذا الزمن؟



عمر الإمام (صلوات الله عليه) الطويل

طرحت مسألة عمر الإمام المنتظر (صلوات الله عليه) كثيراً قديماً وحديثاً؛ بصورة جدية وساخرة أخرى،(2) وما كان ذلك ليمثل مشكلة أمام العقل الإنساني لو لم تنطو هذه القضية تحديداً على بعد طائفي وسياسي ومذهبي، لاسيما إن بداية طرح هذه المشكلة كانت والعقل البشري لما يزل أكثر طواعية للعوامل الغيبية من الآن،(3) مما يعني أنه كان بإمكانه أن يتقبل ذلك بأريحية، لاسيما وأن من نتحدث عنه كانت أدلة قبول الوثائق التاريخية المتعلقة بولادته (صلوات الله عليه) آنذاك مصدقة بشكل أكبر منها الآن،(4) ولكن الشأن الطائفي والسياسي في هذا القضية أدخلها كالمعتاد في أجواء تسمح بالتضبيب عليها والتشكيك بها، وتدخل الإنسان غير المتبحّر في هذه العلوم يصاب بالكثير من العي والعجز.
ومن أجل العثور على جواب موضوعي وسط هذا الجو المشحون باللغط الطائفي، فإننا لابد لنا في البداية من أن نشير إلى إن عملية النفي لأمر ما تحتاج إلى دليل على مصداقية النفي، ومحض النفي دونما دليل يمثل عبثاً علمياً بل وجهلاً، والتشكيك بمثل هذا الأمر أيضاً لا يمثل حالة علمية إن لم تقترن بأسباب حقيقية للشك، ولو لاحظنا ذلك في مسألة الإمام وطول عمر الشريف (صلوات الله عليه) فإننا نجد إن الذين نفوا والذين شككوا إنما ساروا على نفس المنوال المشار إليه أعلاه، فلا يوجد بين يدي هؤلاء أي شئً من وسائل البحث العلمي إلا حالة نفسية وذوقية، وهذه الحالة تضمحل وتنتفي كلية أمام المعطيات الأساسية التي سنشير إليها عما قريب.

ولكن حينما نحلل الشبهات التي ألقيت ضد مسألة طوال عمر الإمام (صلوات الله عليه) سنجد كما قلنا تذرعاً بحجج ذوقية ونفسية ليس إلا، كأن يتم التذرع بعدم معقولية هذا العمر الطويل لأن العمر البشري المعتاد محدو ولا يستوعب كل ذلك، وقد يتذرع البعض بمسألة مكان المولود لو كان موجوداً؟ فيقال حسناً لقد ولد ولكنه اين يعيش وما هو شكله، ونظراء هذه الذرائع التي لا تعدو كونها استفسارات مبنية على الذوق لأن هؤلاء لم تستذوق عقولهم أن يكون للإنسان مثل هذا العمر، دون البحث عما إذا كان ممكناً ان يعيش الإنسان كل هذا العمر؟ وهل توجد نماذج تاريخية تصادق على هذا الإمكان؟

وباعتبار ان هذه المحاولات لم تسلك هذا السبيل فإن هذه الحجج في أحسن صورها لا يمكن لها أن تعبّر عن دليل علمي تام، أو حجة علمية حقيقية، ولهذا ستكون مهمة الباحث في بدايتها هو عملية التأكد من وجود إتمام لهذه الحجج، وتحويلها من المزاح والذوق إلى الدليل العلمي، أو يقدّم في بحثه ما يجعل هذا الذوق والمزاج خللاً من النافي والشاك، وتبياناً إلى إنه لم ستم عملية البحث في المجالات العلمية!!!

وحتى نصل إلى أجوبة قاطعة على كل ذلك لابد لنا من الإشارة إلى المعطيات التالية، وهذه المعطيات ستوجه إلى الفريقين النافي لوجود الإمام (صلوات الله عليه) مطلقاً، لا في السابق ولا في المستقبل فضلاً عن الحاضر، والشاك بوجوده من دون أن ينفي القضية برمتها:

أولاً: هناك جملة من الآيات الشريفة طرحت مسألة الظهور بصورة لا تدع مجالاً للشك في أن حدثاً مستقبلياً يحقق مضمون الظهور من دون أن تشير إلى اسم الإمام رغم انها تعنون مواصفاته، وهي تطرحها في سياقات عدة أذكر منها:

أ: أول هذه السياقات يتعلق بوجود ذكر لهذا الحديث (أي حديث الظهور) في الزمن الغابر وفي الديانات الأخرى السابقة لهذه الأمة، كما نلحظ ذلك في قوله تعالى: {ولقدكتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون}(5) فهذه الآية تشير إلى أن حدثاً سيحصل في المستقبل من بعد نزول القرآن الكريم، وبموجبه ستؤول حاكمية الأرض فيها إلى عباد الله الصالحين.

والتساؤل تارة يتعلق في مغزى أن يكون هذا الحدث مذكوراً في الكتب الدينية السابقة، ومن الواضح إن ذكره في الزبور لا يعني انه ذكر فيه فقط دون غيره من الكتب السماوية، وإنما هو من باب ذكر الخاص ويراد به العام أي إنه ذكر في الكتب السماوية الأخرى رغم أنه لم يأت على ذكرها، وهذا أمر مألوف في القرآن الكريم، ناهيك عن إن ما وصلنا من هذه الكتب يشير بدوره إلى هذا الذكر. (6)



الهوامش

(1) الكافي 1: 336 ح3. لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني؛ دار الكتب الإسلامية ـ طهران، وما بين القوسين منه، وكتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة: 125 ح125 الحسين بن بابويه القمي (والد الشيخ الصدوق ره) منشورات مدرسة الإمام المهدي عج، قم.
(2) كما يغعل الوهابيون في كتاباتهم وأحاديثهم، ولعل اطلاعة بسيطة على ما يجري في غرف النواصب ومنتدياتهم في الأنتريت من سخرية ومن فحش وسباب للإمام (بأبي وأمي) ولأمه المزكاة (صلوات الله عليها) وبشكل يومي وهي مما يفجع القلب ولكنه يوضح حقيقة موقف هؤلاء.
(3) بمعنى يمكن معها القول بأن الله سبحانه وتعالى شاء ذلك، ولكون الأعمار بيده وليس بيد أحد آخر.
(4) لا لأنها فقدت مصداقيتها العلمية، وإنما لأن هجمة التشكيك والتكذيب طالت من النواصب حتى علمائهم.
(5) سورة الأنبياء: 105.
(6) تم التعرض لقضية الإمام المهدي (عحل الله تعالى فرجه) وعلامات ظهوره في الكثير من أسفار العهد القديم والجديد، ولضيق الحيز هنا سأشير إلى بعض النماذج لهذا الذكر، والعجيب إن الكثير منها يتشابه مع الكثير من النصوص الإسلامية الواردة في هذا المجال، وقبل ذكرها أِشير إلى إن بعض الكتاب لا سيما من مفسري العهدين بتجهون إلى تفسير ذلك بظهور السيد المسيح (عليه السلام)، وهذا ليس بضائر من حيث المبدأ باعتبار إن مهمتنا هنا هي توثيق أصل الإشارة، لا الخوض في تفاصيلها، وكذلك لطبيعة التسالم بين المسلمين بأن ظهور السيد المسيح (عليه السلام) يتزامن مع ظهور الإمام المهدي (صلوات الله عليه).

أقول: ورد ذكر الإمام (صلوات الله عليه) وعلامات ظهوره في مساحات واسعة من الكتاب المقدسة وسأذكر بعض ما راجعته على عجل على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: العهد القديم (التوراة):أ: سفر المزامير

جاء في المزمور 37: أما الآثمة فلا بد يهلكون، ونسل الأشرار يستأصلون، والأبرار يرثون الأرض ويسكنونها للأبد. (العهد القديم: 1165 سفر المزامير 37: 29 ؛ دار المشرق بيروت 1988)

ب: سفر أشعيا:

جاء في الاصحاح الحادي عشر ما يلي: ويخرج غصن من جذع يسّي وينمى فرع من أصوله، ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة، ويوحي له تقوى الرب، فلا يقضي بحسب رؤية عينيه، ولا يحكم بحسب سماع أذنيه، بل يقضي للضعفاء بالبر، ويحكم لبائسي الأرض بالاستقامة، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت الشرير بنفس بنفس شفتيه، ويكون البر حزام حقويه، والأمانة حزام خصره، فيسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي، ويعلف العجل والشبل معاً وصبي صغير يسوقهما، ترعى البقرة والدب معا إلى أن يقول: ويلعب الرضيع على حجر الأفعى، ويضع الفطيم يده في جحر الأرقم، لا يسيئون ولا يفسدون، في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمشي من معرفة الرب، كما تغمر المياه البحر، وفي ذلك اليوم أصل يسّي القائم راية للشعوب، إيّاه تلتمس الأمم، ويكون مكان راحته مجداً، وفي ذلك اليوم يعود السيد فيمد يده ثانية ليفتدي بقية شعبه. (العهد القديم: 1547ـ1548؛ سفر أشعيا الاصحاح الحادي عشر 1ـ1).

ج: سفر دانيال

جاء في الاصحاح الثاني عشر: وفي ذلك الزمان يقول ميكائيل الرئيس العظيم القائم لدى بني شعبك، ويكون وقت ضيق، لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الزمان، وفي ذلك الزمان ينجو شعبك كل من يوجد مكتوباً في الكتاب.... إلى أن يقول: وكثير من الراقدين في أرض التراب يستيقظون، بعضهم للحياة الأبدية، وبعضهم للعار والرذل الأبدي، ويضئ العقلاء كضياء الجلد، والذين جعلوا كثيراً منالناس أبراراً كالكواكب أبد الدهور، وأنت يا دانيال أغلق على الأقوال، واختم على الكتاب إلى وقت النهاية، إن كثيرين يتيهون ويزداد الاثم، إن كثيرين يتنقّون ويتبيّضون ويمحصون، والأشرار يرتكبون الشر، ولا احد من الأشرار يفهم، أما العقلاء فيفهمون، ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة شناعة الخراب ألف ومئتان وتسعون يوماً، طوبى لمن ينتظر، ويبلغ إلى ألف وثلاث مئة وخمسة وثلاثين يوماً، وأنت ذاهب إلى النهاية، وستستريح وتقوم لنيل نصيبك في نهاية الأيام. (العهد القديم: 1885_1886 سفر دانيال الاصحاح 12: 1ـ4، 10ـ13).

د: سفر حبقّوق

جاء في الاصحاح الأول من رؤيا النبي حبقّوق: فهئنذا أثير الكلدانيين الأمة المرة المندفعة التي تطوف رحاب الأرض، لتمتلك مساكن ليست لها، إنها مرهوبة هائلة، ومنها يبرز حقها وتشامخها، وخيلها اخف من النمر، وأسرع من الذئاب في المساء، وفرسانها يثبون ويزحفون من بعيد، ويطيرون كالعقاب المنقض للإفتراس، يأتون كلهم للعنف، ووجوههم متجهة إلى الشرق فيجمعون الأسرى كالرمل، إنه يهزأ من الملوك ويكون الزعماء أضحوكة له، ويضحك على كل حصن، ويركم تراباً ويأخذه حينئذ يمر كالريح، ويعبر أثيم يجعل من قوته إلهه... ثم يشير إلى شكوى ثانية للنبي فيقول: ألست أنت الرب منذ القدم، غلهي وقدوسي فلا تموت؟ يا رب إنك للحق جعلته وللتأديب صخرة أسسته، عيناك أطهر من أن ترى الشر، ولست تطيق النظر غلى الإثم، فلم تنظر إلى الغادرين؟ ولم تصمت عندما يبتلع الشرير من هو أبر منه؟ وتعامل البشر كسمك البحر، كزحافات لا قائد لها، إنه يرفعهم جميعا بشصّه، ويجرهم بشبكته، ويجمعهم في شركه، فلذلك يفرح ويبتهج، ولذلك يذبح شبكنه ويحرق البخور لشركه، لأنه بهما سمّن نصيبه ودَسِم طعامه، أفبسبب ذلك يستلّ سيفه، ولا يزال يقتل الأمم ولا يرحم!!
على محرسي أقف، وعلى مرصدي أنتصب، وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا يجيب عن معاتبتي؟ فأجابني الرب وقال: اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح حتى يسرع في قراءتها فإنها أيضاً رؤيا للميقات، تصبو إلى أجلها ولا تكذب، إن أبطأت فانتظرها، فإنها ستأتي إتياناً ولا تتأخر، النفس غير المستقيمة غير أمينة، أما البار فبأمانته يحيا. (العهد القديم: 1983ـ1985 سفر حبقّوق الاصحاح الاول والثاني).

ولعدم اتساع الصفحة لمقدار الهامش فسيأتي لاحقاً تكملة الهامش



 توقيع : نهر العلقمي

يم الضريح أبشوك أوكف يمولاي.. وتخيلك عباس تسكيني الماي

يشفيني مايك زين ويطيب الداي..ورجع ورد مسرور ياسيدي ومولاي


رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 04:04 AM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلوتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعه وفي كل ساعه


ولياً وحافظا وقائدا وناصرا ودليل وعينا

حتى تسكن ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا اخي العزيز الف شكر ع الموضوع الجميل

أخي العزيز نهر العلقمي جعله الله في ميزان حسناتكِ
ونصر الله شيعة امير المؤمنيين بظهره الكريم
حتى يتنصر الحق على يديه الكريمتين
جعلنا الله من انصاره وتحت لولااه والمستشهدين بين يديه
تقبل مروري المتواضع بين سطورك الراقية والمفيدة جدا
جزيت الف خير على جهدك المبارك
تحيااااتي وخالص دعواتي
نورجهان




 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 10:59 AM   #3
عضو مميز


الصورة الرمزية ابو مجتبى البدراوي
ابو مجتبى البدراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 70
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 08-31-2013 (10:50 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اسئل الله لكم التوفيق والنجاح ان شاء الله

تحياتي ودعائي

وربي يرعاكم


 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 11:55 AM   #4
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:01 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



احسنت نهر العلقمي وربي ايبارك في جهودك الطيبه

لخدمة محمد وال محمد ص

اسئل الله ان يرزقنا واياك النظر الى وجهه الشريف

والشهاده بين يديه

موفق ان شاء الله اخي الكريم

تحياتي ودعائي


 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول