#1
|
||||||||||
|
||||||||||
الاستدلال بحديث الطير على أفضلية علي عليه السلام
الاستدلال بحديث الطير على أفضلية علي وأحقيته بخلافة النبي من جميع الأمّة
قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام: ومن غداة الطير بيّن لنا *** خُصَّ بأكل الطائر المشتوي؟ |لفظة| 'من ' من أدوات الاستفهام والمراد بها التقرير لما يريد عليه السلام ذكره من فضل علىّ عليه السلام. وترد |من| للشرط والمجازات كما تقول: من أكرمني أكرمته. والطير معروف وسمّي طيراً لطيرانه، ويقع على الجمع ومنه قوله تعالى- حاكياً عن سليمان بن داود صلى اللَّه عليهما وسلم-: 'وتفقّد الطير فقال: ما لي لا أرى الهدهد' |20/النمل: 27|، وقال تعالى:'طيراً أبابيل ' |3/الفيل: 105|. وتقع |الطير| على الواحد |أيضاً| قال تعالى: 'فتنفخ فيها فتكون طيراً(11) بإذني ' |110/المائدة: 5| وطائر الإنسان: عمله |كما| في قوله |تعالى|: 'وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه' |13/الإسراء/17|. والسانح من الطير- عند العرب-: ما ولاّك ميامنه ومن الظباء أيضاً، والعرب تتيمّن بذلك، والبارح: ماولاّك مياسره، والعرب تتشأّم به(12) والناطح: ما استقبلك، والقعيد: ما استدبرك، والتطيّر: التشأّم في قوله تعالى: 'إنّا تطيّرنا بكم' |18/يس: 36| وفي قوله تعالى: 'يطّيروا بموسى ومن معه '|131/الأعراف: 7| أي يتشأّموا به، وقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ' لا عدوى ولا طيرة' ومن أعدى الاول المراد به التشّأم؟. وقوله- |أي قول الإمام المنصور باللَّه في البيت الخامس هذا|-: "بيّن" من البيان وهو الإيضاح عن الشيء بما يزول معه اللبس العارض فيه، وأصل البيان: القطع والانفصال، ومنه قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ' ما أبين من الحّي فهو ميّت' يريد ما انفصل منه فهو ميتة يحرم الانتفاع به كما يحرم الانتفاع بالميتة /37/ فكأنّ الشيء عند وضوحه قد بان أي انفصل عن اللبس والخفاء وصار في جنبة الوضوح والجلاء؟. وأمّا في أصول الفقه فإن البيان في مقابلة المجمل، والمجمل مالايمكن معرفة المراد به بلغطه نحو قوله تعالى: 'وآتوا حقّه يوم حصاده ' |141/الانعام: 6| فإنّ ذلك مجمل لأنه لا ينبئ عن مقدار الحقّ الّذي يجب أداؤه فهو مجمل بهذا الاعتبار وإن كان غير مجمل في إفادة الوجوب على الجملة. وأمّا البيان فيستعمل في معنيين: عام وخاص، فأمّا العام فإنّه بمعنى الدلالة، ولهذا يقول القائل: بيّن لي فلان كذا وكذا أي دلّنى عليه، وبيّن فلان لفلان الطريق أى دلّه عليها وبيّن اللَّه تعالى للعباد الفرايض التي افترضها عليهم أي تصب لهم الادلة الدالّة عليها. وأمّا المعنى الخاص فهو مادل على المراد بخطاب لايستقلّ بنفسه في الدلالة عليه، وقد يكون قولاً وقد يكون فعلاً فأمّا القول فنحو مانقل عن النبي عليه السلام من بيان القدر الذي تجب فيه الزكوة وهي الحق المجمل الذي ذكره تعالى بقوله: 'وآتوا حقه يوم حصاده ' |141/الأنعام: 6|، فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ليس فيما دون خمسة أوسق صدقه'(13) وأمّا الفعل فنحو إحالته لنا على صلاته بقوله: 'صلّوا كما رأيتموني أصلّي ' ونحو قوله: 'خذوا عنّي مناسككم' (14) فصارت أفعاله في الحج كاشفة لنا عن المراد بقوله تعالى: 'وللَّه على الناس حجّ البيت' |97/آل عمران: 3| وأفعاله في الصلوة موضحة لناالمراد بقوله: 'وأقيموالصلاة' إذ هو مجمل. وقوله عليه السلام: 'خصّ' فالمراد به التميّز والانفراد يقول أهل اللغة: خصّ فلان بكذا أي انفرد به وتميّز عن غيره فهو نقيض قولنا: عمّ فإنّه يفيد الشمول. والعام هو كل كلام مستغرق لجميع ما يصلح له، والعموم في الأصل هو الشمول. فأمّا الخاص فهو ما وضع لشيء واحد نحو قولنا: مكة وبغداد، وأما اذا استعمل في الكلام فقيل في الخطاب انه مخصوص فالمراد بذلك أن المتكلم استعمله في بعض ما وضع له كما نقوله في قوله تعالى: ' وأوتيت من كل شى ء ' | 23/النمل: 27| فإنّه مخصوص، وقد يطلق على المخصوص من عمومه انه خاص، وقد يوصف الدليل المخرج لبعض عموم الخطاب بأنه خاص ويطلق ذلك على ما يفيد العموم أصلاً نحو قوله تعالى: 'قل هواللَّه أحد' فإنه خاص وكذلك ما أشبهه. والأكل معروف |وهو| بفتح الهمزة وبضمّها: المأكول نفسه قال تعالى: 'تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها' |25/إبراهيم: 14|. والطائر معروف والألف واللام دخلا هاهنا لتعريف العهد لا لتعريف الجنس لأنّه أراد طيراً بعينه فلذلك كانا للعهد. والمشتوي معروف وهو الحنيذ قال تعالى: 'فما لبث أن جاءبعجل حنيذ' |69/هود:11| أي محنوذ وهو المشتوي وفعيل بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وسليب بمعنى مسلوب. وقد تضمّن البيت منقبة من مناقب على أميرالمؤمنين عليه السلام /38/ واضحة، ومزيّة له على ذوي الفضائل راجحة، وذلك ثابت فيما: أخبرنا به الفقيه العابد الزاهد العالم المجاهد بهاء الدين أبوالحسن علّي بن أحمد بن الحسين الأكوع رضى الله عنه، بإسناده المتقدم(15) إلى القاضي الخطيب علّي بن محمد الجلاّبي الشافعي المعروف بابن المغازلي(16) قال: اخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبوعمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار البغداديان إذناً أنّ الحسين بن إبراهيم حدثهم(17) قال: حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الاصفهاني قال اخبرنا بشر بن الحسين: قال حدثني الزبير بن عدي: عن أنس قال: أهدي إلى رسول اللَّه صلى عليه واله وسلم طير مشوي فلمّا وضع بين يد يه قال: 'أللهم ائتني بأحبّ خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر'. قال: فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار. قال: فجاء علّي عليه السلام فقرع الباب قرعاً خفيفاً فقلت: من هذا؟ فقال علّي فقلت: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم على حاجة، فانصرف قال: فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم فسمعته يقول الثانية: 'اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر'. فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاًً من الأنصار. قال: فجاء علّي عليه السلام فقرع الباب فقلت: ألم أخبرك أن الرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم على حاجه؟!! فانصرف ورجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم فسمعته يقول الثالثة: 'اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر'. قال: فجاء علّي فضرب الياب ضرباً شديداً فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه واله وسلم: 'افتح افتح افتح'. قال |ففتحت الباب| فلما نظر اليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'أللهم وإليّ |أللهمّ| وإليّ |اللهمّ واليّ| قال: فجلس مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم فأكل معه الطير(18). قال |المؤلف| أيده اللَّه: وهذا الخبر أحد الوجوه المعتمدة في تفضيل أميرالمؤمنين عليه السلام على سائر الصحابة لا سيّما وقد أورده أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الشورى وناشدهم صحته فاعترفوا بصحته، ومن نقل قصّة الشورى نقل حديث المناشدة(19) وإنّما كان |حديث الطير| دالة على فضيلة علىّ عليه السلام لأنّ الأحبّ عند اللَّه تعالى هو الاكثر ثواباً لأنه إذا قيل في اللَّه تعالى إنّه يحبّ المؤمنين فإن المراد بذلك أنّه يريد تعظيمهم والثناء عليهم وإيصال الثواب إليهم فالأحبّ على هذا هو الأكثر ثواباً، فإذا ثبت أنّه عليه السلام أكثر الصحابة ثواباً ثبت أنّه أفضلهم، وإذا صحّ أنّه أفضلهم كان أولى بالإمامة ممن تقدّم عليه، لأنّه لا يجوز أن يتقدّم المفضول على الفاضل كما أشرنا إليه وكما هو مفصّل في مواضعه من كتب الأصول. *** |
11-13-2011, 04:13 AM | #2 |
مشرف
|
مشكور اخي العزيز المعارف
على هذا الموضوع القيم بوركت ولاحرمنا جديدكم وكل عام وانتم بالف خير اسعد الله ايامكم وجعلنا واياك من الثابيتين على ولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام |
|
11-13-2011, 12:07 PM | #3 |
مديــر عام |
ياعلي
أنا وانت ابوواه هذه الامه من كنت مولاه فهذا علي مولاه الا لعنة الله على الجاحدين لفضله ربي ايبارك بجهودكم المعارف لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع احسنتم واحسن الله اليكم |
|
11-14-2011, 02:07 AM | #5 |
المراقبين
ya hussien
|
سلمت يداااك على هالموضوع الرائع
بارك الله فيك والله يعطيك الف عافيه بانتظار مايسطره قلمك من جديد ومفيد لك مني ارق تحيه .. |
|
|
|
|