#1
|
|||||||||
|
|||||||||
أزف الرحيل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أختي المسلمة : إسألي نفسك في صراحة وخشوع وتفكر وخضوع : أين الآباء والأجداد .. ! وأين الكثيرون من الأهل والأحباب !! ستجدين الجواب مصحوباً بدموع الحزن .. وأزيز القلوب على الفراق : هم تحت طيات الثرى والتراب ! نعم هذا هو المصير .. وهذا هو المصير .. تفكر في مشيبك والمآب *** ودفنك بعد عزك في التراب إذا وافيت قبراً أنت فيه *** تقيم به إلى يوم الحساب وفي أوصال جسمك حين تبقى *** مقطعةً ممزقةً الإهاب فلولا القبر صار عليك ستراً *** لأنتنتِ الأباطح والرَّواب خُلقنا للممات ولو تُركنا *** لضاق بنا الفسيح من الرحاب ينادى في صبيحة كل يوم *** لدوا للموت وابنوا للخراب يا أمة الله .. كم في كتابك من خطأ وزلل ، وكم في عملك من سهو وخلل .. هذا وشمس عمرك على أطراف الذوائب وقد قرب الأجل .. ولذلك قال الشاعر : لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها أختي المسلمة : وقفتُ مرةً على قبر من القبور قد أُعِدَّ لدفن ميت فرأيت بين التراب المنثور خصلة من شعر إمرأة . ماتت منذ زمن ، اللهُ أعلم به ..! فقلت في نفسي : كم يا ترى كانت هذه المرأة أو الفتاة تعتني بهذا الشعر الجميل وتمنع عنه كل أذى وكل ما يذهب رونق جماله ونعومته !! لكن أُنظري كيف حاله وقد اختلط بالتراب والثرى ؟!! فالبدار البدار يا أمة الله .. ويا محمية هذا الدين ويا أمل هذه الأمة .. البدار البدارإلى توبة نصوح ورجعة صادقة لله تعالى من قبل أن يحين الحين ويبين البين !! { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|