#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الرسول (ص) أول من أقام الإحتفال بيوم الغدير
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ـ سورة المائدة آية 67 . ::: مدخل بالرجوع إلى الأخبار الشريفة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، نجد الإهتمام بيوم الغدير ، ووصفه باليوم العظيم ، كما نجد التأكيد والحث على الإتيان بأعمال هذا اليوم المبارك ، ومن تلك الأعمال المستحبة: :: الغُسل :: فهو من الأغسال المستحبة كما في الروايات ، وفتاوى الفقهاء الأعلام ، والأولى إتيانه قبل الظهر . :: الزيارة :: أي زيارة أمير المؤمنين عليه السلام من قرب أو بُعد ولكن يستحب فيه مؤكداً الحضور عند أمير المؤمنين سلام الله عليه بمشهده المقدس للخبر المروي عن الإمام الرضا سلام الله عليه أنه قال: (يابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين سلام الله عليه فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسُر فيه كل مؤمن ومؤمنة ، ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً وأنكم لممن إمتحن الله قلبه للإيمان مستذلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات) . وللعلم إنه قد رويت للإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في هذا اليوم ثلاث زيارات مخصوصة منها زيارة أمين الله المعروفة ، ويزار بها من قُرب أو بُعد إضافة إلى زيارات أخرى ورد ذكرها في كتب الأدعية والزيارات . :: التعايد بين المؤمنين :: ويستحب في هذا اليوم المبارك أن يتعايد المؤمنين فيما بينهم وأن يبارك ويهنئ بعضهم بعضاً ويقولوا: الحمد لله الذي جعلنا وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام . :: الصوم :: فقد جاء في الأخبار كما نقل في كتاب الفقيه عن الإمام الصادق سلام الله عليه قال: (صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة) . كما نقل صاحب كتاب روضة الواعظين ، قال: روى عن الأئمة سلام الله عليهم أنهم قالوا: (من صام يوم غدير خم ولم يستبدل به كتب الله له صيام الدهر) . بل ورد في الروايات في شأن فضل صوم يوم الغدير المبارك ، أن صومه يعدل مائة حجة ، كما جاء عن المعصوم (أن صيام يوم غدير خم يعدل عند الله عز وجل في كل عام مأة حجة ومأة عمرة مبرورات متقبّلات) . وبالتأكيد أن المقصود من مائة حجة في الرواية الشريفة ، هو من الحج المستحب وكذلك العمرة فتأمل . سؤال: نجد في الكثير من الأخبار ، وكذلك يردد العلماء على تسمية يوم الغدير ، بعيد الغدير ، والحال أن فتاوى العلماء رضوان الله عليهم ، يحرموا الصوم في يوم العيد كما في عيدي الفطر والأضحى؟؟ الجواب: الضابط الشرعي عند العلماء دامت بركاتهم ، هو النصوص الشرعية وليس الهوى والإستحسان كما يتصور البعض ، لذا نقول لم يرد عندنا في الآيات أو الروايات دليل على حرمة صوم كل يوم عيد ، بل الذي ورد عندنا حرمة صوم يوم عيد الفطر والأضحى ، وورد إستحباب صوم يوم الغدير وجواز صيام يوم الجمعة الذي هو أيضاً عيد من أعياد المسلمين فلا تناقض لأن النهي جاء عن صوم يوم عيد الفطر والأضحى دون غيرهما . ::: عيد الله الأكبر ::: اتفق علماء الإسلام على وجود عيدين في الإسلام ، عيد الأضحى وعيد الفطر , وتترتب عليه بعض الأحكام الفقهية , مثل الصلاة وحرمة الصيام وما أشبه . ولكننا للمناسبة قد وجدنا تسمية عيد الله الأكبر ، فأي الأعياد المقصود بهذه التسمية؟ الجواب: هناك رأيان .. الرأي الأول: أن المقصود بعيد الله الأكبر هو عيد الأضحى ، لأرتباطه بالمناسك والتضحية والحج ، وقد قال به بعض علماء السنة ، وبعضهم قال عيد الفطر . الرأي الثاني: وهو الذي تعتقده الشيعة بأن عيد الله الأكبر , هو يوم الغدير ، إستناداً لثلاثة إستدلالات: الإستدلال الأول: القرآن الكريم . لقوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) . الإستدلال الثاني: للروايات عن أهل البيت سلام الله عليهم . كالرواية التي ينقلها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في كتابه (الأمالي) ، عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمتي , وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي , وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا) . الإستدلال الثالث: لما ورد تسمية يوم الغدير بـ عيد الله الأكبر عن لسان المعصوم عليه السلام . ففي الحديث المعتبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (هو عيد الله الأكبر وما بعث الله عزّ وجل نبياً قطّ إلا وتعبّد في هذا اليوم وعرف حرمته واسمه في السماء العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود) . ::: الأمة الإسلامية وحادثة الغدير ::: يذكر المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كتابه: ماذا خسر العالم بإقصاء الغدير؟ يقول: بعد أن تبين أنّ بعض أولئك الذين بايعوا بالأمس علياً بالإمامة والخلافة نكصوا ، وعمدوا إلى عزل الإمام المعيّن بالحقّ وغصبوا خلافة النبي صلى الله عليه وآله ، مع علمهم أن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه كان أقربهم منزلة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله . وقد إنعكست الآثار السلبية لمصادرة وإقصاء الغدير على المسلمين والبشرية جمعاء ، نذكر فيما يلي بعضها: 1ـ كبت الحريات . 2ـ تحريف الشريعة . 3ـ شن الحروب في وجه الإمام . ::: رسول الله في يوم الغدير ... ::: سؤال يتردد ، هل عيد رسول الله صلى الله عليه وآله بعيد الغدير? الجواب: يتضح لكم من إجابتين: الإجابة الأولى: ما بعد يوم الغدير الأغر . وللتوضيح أن كلمة ((عيد)) تتضمن معنى العود , وهو على أقل التقادير عود سنة واحدة على نفس الحدث المحتفل به , وهذا الأمر لم يتسنَ للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله , وذلك لوفاته بعد فترة قليلة من واقعة تنصيب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ولياً على المؤمنين من بعده في غدير خم , إذ كان التنصيب في يوم 18 ذي الحجة وكانت وفاته صلى الله عليه وآله في يوم 28 صفر حسب روايات الشيعة , أو في يوم 12 ربيع الأول حسب روايات السنة , وهي فترة تتجاوز الشهرين قليلاً كما ترى .. الإجابة الثانية: في ذات اليوم ، أي في يوم الحدث (يوم الغدير في 18 ذي الحجة) . وعن الاحتفال في نفس ذلك اليوم , فالروايات الواردة تؤكد إجراء مراسيم خاصة أجراها النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام والصحابة والألاف من المسلمين في ذلك اليوم المشهود ، لتهنئة أمير المؤمنين سلام الله عليه بهذه المناسبة , وللفائدة أكثر يمكنكم الوقوف على موسوعة الغدير للشيخ العلم الأميني رضوان الله عليه . ::: همسة من القلب إلى شيعة أهل البيت عليهم السلام ::: الحمد لله الذي جعلنا وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام . وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|