#1
|
|||||||||
|
|||||||||
مناجاة في محاسبة النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. إلهي لك الحمد الذي لا نهاية له ويرى كل الأحايين باقيا وشكرا يفوق عدد الرمل والحصا ونجم السما والقطر ثم الأواديا على أن رزقت العبد منك هداية أناجيه تخليصا من الفكر واقيا فأنت الذي أاطعمتني وسقيتني ولولاك كنت الدهر غرثان ظاميا وانت الذي آمنت خوفي بحكمةٍ أيا رجها تلقاه للنصر شافيا وأنت الذي أعززتني بعد ذلتي وصيرتني بعد الأذلة عاليا وأنت الذي أغنيتني بعد فاقتي فأصبحت من جدوى وحدانك ناويا وأنت الذي في يوم كربي أغثتني وقد كنت مكثورا وللنصر ساليا وأنت الذي لما دعوتك مخلصاً بلا مرية حقا أجبت دعائيا وأنت الذي أوليتني منك عصمةً رأيت بها طرْف المكارم خاسئا وفي أحسن التقويم ربي خلقتني وصيرت لي في الخافقين مساعيا وكم لك يا رب الأنام مواهبٌ وكم مننٍ تحكي الرياح السوافيا ومن بعد هذا عن صراطك سيدي تنكبت إذا ألقى لأمرك عاصيا وكم ذلة أثبتها في صحائفي وكنت بها أعلى المعاصي راقيا وكم مآثمٍ حقا تقمصت قمصة وكم من يد حسنى جعلت مساويا وكم صهوة في منكر امتطيتها وكنت بميدان الهوى متماديا وكم من عهود خنتها متعمدا وصرت بها عن قرب عفوك قاصيا وكم لذة من بعدها النار لم أخف عواقبَها بل كنتُ فيها مواليا فكم من هوىً تابعته فأضلّني فأصبحت من أثوابِ سخطكَ كاسيا وكم واجب ضيّعتُهُ يوم شقوتي وعزمي أضحى في المعارف ماضيا فيا نفسُ هلا اعتبرتِ بمن مضى وادؤرهم للموت أمست خواليا فهم ببطون الأرض اضحوا رهايناً محاسنهم فيها يرين بواليا كم اخترمت أيدي المنون من الورى قرونا فأمسوا في القبور حوائيا وكم من مليك قد تمكّن مُلكه سقاه الردى كأسا من الموت طاميا فما منعت منه الضياحي التي بنى ولا كان بالأموال للنفس فاديا ولم يغن عنه جمعه وجنودُه وأصبح منه ناظر العين خاسيا فكم فرح مستبشر بوفاته وكم ترح اضحى لذلك باكيا فيا نفسُ جدِّي في البكاء واندمي زمانا به قد كان شرك ساميا ويا نفسُ ماذا تصنعين بحق من له الحق في يوم يريد التقاضيا ويا نفس توبِي عن هواك واقصري وسُحّي دموعا بل دماء جواريا ويا نفسُ ولّى العمر والشيبُ قد أتى نذيراً بقرب الموت لا شكّ ناعيا ويا نفسُ قومي في الظلام بذلةٍ ورقةِ قلبٍ يجعلُ الصخرَ جاريا وقولي إلهي أنت أكرم من عفى وأجدر من يولي الجُدى والأياديا إلهي إلهي دقّ عظمي وانمحى من العالم الأرضي ذكري وشانيا إلهي إلهي قحَمَتني مآثمي تعمّدتها تحكي البحور الطواميا إلهي أمن أهل الشقاء خلقتني فأيدي الشجايا يطيل بكائيا إلهي أَهَل في الفائزين جعلتني فأفرح في دار المقام رجائيا إلهي بباب العفو أصبحت سائلا ذليلا أرجّي أن تجيب دعائيا إلهي لئن أقعدت عن سبقِ طائعٍ فتوحيد ربي قد أقام قواميا إلهي لساني في ثنائك مدأبٌ فكيف يرى في الحشر للنار صاليا إلهي لأن اخطأت كل طريقة فإني أصيب الخوف منك إليها إلهي إذا لم تعف إلا عن امرئ أطاع فمن ذا للذي جاء خاطئا إلهي لئن عذبتني من مآثمي وإن جدت لي فالفضل القاه فاشيا إلهي إذا ذنبي اتاح عقوبتي أراني ارتجائي حسن صفحك دانيا إلهي فاجعلني مطيعا اجرته وان لم يكن فارحم لمن جاء عاصيا إلهي أمرت الضيف يقري ضيوفه فكن لي بعفو منك يا رب قاريا نزلت بباب العفو أرجو اجازة بقرب فلا توفي النزيل الأصانيا وحاشاك يا رب البرية كلها ترد عُبيدا مستجيرا مواليا وحاشاك في يوم القيامة أن أُرى وحظي من نيل المراحم خاليا وحاشاك في يوم التغابن أن يرى بي الغبن أو أضحى من العفو عاريا وإنّ يقيني فيك أنك منقذي من النار في يوم تشيب النواصيا وكيف أذوق النار يا خالق الورى وذلي قد أمسى بعزك لاجيا وكيف أذوق النار يا رافع السما وطرفي قد أضحى ببابك باكيا سليل الحياء جاء نحوك تائبا ذليلاً يرى في حندس الليل داعيا سليل الحياء يشتكي من جرائم صغايرها تحكي الجبال الرواسيا جرائم لو تبلى اللّكام بحَملها لدكّ وأضحى بالثبور مُناديا بعثتُ الأماني نحو جودك سيدي فردّ الأماني لعاطلات حواليا وأرسلت آمالي خماصا عواريا بحقك فارجعها بطانا كواسيا أقلني أجرني أعطني يا مؤمّلي مكارمك العظمى فقد جئتُ راجياً وصلِّ على خير النبي وآله وعترته ما أصبح الدهر باقياً برحمتك يا أرحم الراحمين اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
02-20-2014, 07:02 AM | #2 |
مديــر عام |
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده.. وكلما ازدادت (قيمتها) كلما ازداد حرص الشياطين في (سلب) تلك الجوهرة من يد صاحبها.. ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة، لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم، من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد.. ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف، لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك، لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة رزقنا واياكم شفاعة الزهراء عليها السلام ربي ايبارك في جهودكم شجون الزهراء احسنتم كثيرا لكم منا دعاء بالعافيه |
|
|
|
|