#1
|
|||||||||
|
|||||||||
يوم الأربعين.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته في ذلك اليوم بدا نهر الفرات ذليلاً خجلاً أمام زينب (عليها السلام)، ذاك النهر الذي راحت الطيور و الغزلان تمرح في شطآنه، و ماؤه ينثال على الشواطئ يهبها الحياة، بينما كان في عاشوراء قد ذوّب قلب الحسين (عليه السلام) وترك أكباداً صغيرة تتلوى عطشاً، كما تركَ طفلاً رضيعاً ماداً يده طالباً قطرة ماء ولا يزال الكون حائراً بيده التي لا تزال ممدودة توقظُ أناساً أسكرهم حب الدنيا والطغيان!.
في هذا اليوم نظرت زينب فوجدت رمالاً مصبوغة إما بالدم او برماد الخيام التي أحرقها إبليس، في هذا اليوم سَمِعت صهيل خيلٍ ناحية الفرات وشاهدت عزيزها يمطتيه، بجناحان كالتي لدى جعفر الطيار، كانت ترى بريق سيفٍ قد مزق حجب الزمان واكتشف سر الخلود، كان ابن الأسد الغالب، يسطع في وجهه وجه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهو يرتدي صبر أمه الزهراء (عليها السلام)، هل ذلك هو الجميل الذي كانت تراه؟ الله أعلم. و من بعيد لاح جابر الذي اشتَمَّ عطر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فهوى يقبل قبر الحسين (عليه السلام) و يصيح بآهات يتردد صداها في كل زمان: “ياحسين.. ياحسين.. ياحسين.. أحبيبٌ لا يجيب حبيبه.. وأنّى لك بالجواب و قد فرق بين رأسك و بدنك.. أشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا“ ومنذ تلك الكلمة، والأرض محزونة، تنشر الحزن واللوعة والندبة في قلوب بالأسى تصيح “ياحسين”، منذ تِلك الكلمة، والأرض تغرس الأوتاد في باطنها، تمهيداً لارتفاع خيمة أخرى .. فزينب (ع) تريد البقاء إلى جنب الحسين (ع). اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
آخر تعديل شجون الزهراء يوم
10-07-2020 في 03:07 AM.
|
|
|
|