من أراد الحب فليتمعن في هذه السطور

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الحب ليست كلمة مجردة من المعاني تلهج بها الألسن من دون أن يكون لها وقع في النفوس ولا أثر في القلوب .. الحب كلمة عميقة نابعة من فيض المشاعر ومحفورة في القلوب تنبض بها الدماء لتظهرها النفس من خلال التعامل مع من هامت في حبه ..
هناك من الناس من لا يعرف لهذه الكلمة معنى ولا يرى لها مكاناً في نفسه التي خبثُت بأكل الحرام فما كان من ذلك المسكين إلا اللهج بحروفها بلسانه أما قلبه الخاوي فلا يحوي حرفاً منها هدفه من النطق بها جذب المشاعر والتلاعب بها لغاية في نفسه وبعد أن يصل إلى غايته يرم بها في غياهب الحياة ليظهر للعيان خبث نفسه ويفتضح أمره للقاصي والداني لكن بعد أن يجرح بأنيابه أناساً قد جهلوا الهدف الذي دعاه أن يتظاهر لهم بالحب وبعد أن يخدش أعراض من وثق به وأعطاه أغلى ما يملك ..
إن من يحمل نفسا شيطانية لا يمكن أن يفهم معنى الحب ولا يمكن أن يصل إلى عمق ما تحمل هذه الكلمة ، لذا أدعو من وفُق لقراءة هذه السطور أن لا ينجر وراء العواطف الزائفة ولا يغتر بحلو الكلام وعذوبته حتى لا ينزلق في أوحال ثعلب مكار يتمسكن إلى أن يتمكن ثم يظهر عن خبث نفسه بعد أن يوقع من أوهمه بحبه في حفرة مظلمة تنهي بحياته أو على أقل التقديرات تجعله أسيراً للأمراض النفسية ليصل بها إلى حد الجنون إن لم يتمالك نفسه من وقع المفاجأة المؤلمة التي أظهرت له حقيقة ذلك الخبيث والذي كان يعتقد أنه حبيب ..
ومن أراد أن يعرف الحب الحقيقي ذو المعنى السامي فليذهب بفكره إلى عند من امتلك نفسا طيبة وإيمانا راسخا وقلبا رحيما كأبي عبد الله الحسين والثلة الطيبة الذين كانوا معه في ثورته على حاملي القلوب المتحجرة والنفوس الخبيثة العارقة في شهواتها فاستطابت الحرام وهانت عليها الحرمات فعاثت في الأرض الفساد بهتك الأعراض وقتل الأحرار
نعم إن الحسين عليه السلام وأصحابه قد بينوا لنا المعاني السامية للحب من خلال تعاملهم .. فها هم أصحابه يود الواحد منهم لو يُقتل ويُحرق ويُذر في الهواء سبعين مرة على أن لا يصاب محبوبه أعني بذلك الحسين بأدنى أذى وها هو أحدهم قد تفوه قائلا : حب الحسين أجنني
أما سيد الشهداء عليه السلام فقد أرخص بالنفس والنفيس من أجل محبوبه حتى إذا ما أُثخن بالجراح وسقط على الأرض صريعا توجه إلى محبوبه قائلا ( إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى) فسلم أمره وطابت نفسه بلقاء محبوبه ذلك المحبوب العظيم الذي قابل ذلك الحب لذلك المحب بتخليد ذكره في قلوب أُناس خلقهم وجعلهم له مُحبين يندبونه ويُرخصون أنفسهم من أجله وأعطاه ثلاثا لم يعطها أحد غيره
_ الشفاء في تربته
_ والدعاء مجاب تحت قبته
_ والأئمة من ذريته
جزاءا لما قدم في سبيله وشكرا من أعظم محبوب الواحد الأحد منه لذلك الحبيب الذي قدم نفسه رخيصة رغبة في لقائه

صــ آل محمد ــداح