آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين صفات الديان ، وصفوة المنان ، وخاصة الرحمن وسفراء الغيب والقرآن ، فليس للخلق على عظمتهم نسبة ، ولا بعظيم جلالهم معرفة ، فمعرفة العامة لعلي أنه ‹ صفحة 195 › فارس الفرسان ، وقاتل الشجعان ومبيد الأقران ، ومعرفة الخاصة له أفضل من فلان وفلان ، فلذلك إذا سمعوا أسراره أنكروا واستكبروا وذهلوا وجهلوا وهم في جهلهم غير ملومين لأنهم لو عرفوا أن محمدا هو الواحد المطلق ، وأن عليا هو العلي المطلق ، فلهما الولاية على الكل ، والسبق على الكل ، والتصرف في الكل ، لأنهما العلة في وجود الكل ، فلهما السيادة على الكل ، لكنهما خاصة إله الكل ، وعبدي إله الكل ، ومختاري معبود الكل ، سبحانه إله الكل ، ورب الكل ، وفالق الكل ، ومفضل محمد وعلي على الكل ، والمستعبد بولايتهم وطاعتهم الكل ، فمن عرف من مراتب الإبداع والاختراع هذا القدر وتدبره ، عرف مقام آل محمد وخبره ، وإليه الإشارة بقوله : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ( 1 ) لكنهم ردوه وما دروه فأنكروه وما عرفوه ومن جاءهم بشئ منه كذبوه وكفروه ، وهذا شأن أهل الدعوى أنهم لم يزالوا منغمسين في حياض التكذيب ، فيا وارد السراب دون الشراب ، والقانع بالعذاب دون الغلل العذاب ، هذا إبليس ( لعنه الله ) عدو الرحمن وهو يجري مجرى الدم في كل إنسان ويعلم خواطر القلوب ووساوس الصدور وهواجس النفوس ، وإليه الإشارة بقوله : ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) ( 2 ) ، وهو محيط بالخلائق مع جنوده ، وهذه صفات الربوبية ، فانظر إلى المنافق والمرتاب والمعدم إذا ذكرت خواص إبليس قال مسلم ، وإذا ذكرت خواص علي أنكر واستعظم وطعن في قائلها وتوهم ، وهو أحق بالطعن وأوصم ، ثم يزعم بعد ذاك أنه آمن وأسلم ، كلا والليل إذا أظلم والصبح إذا تبسم ، فيا مدعي اليقين وهو منغمس في شكه ، ويا طالب الخلاص وهو مرتبط في شرك شكه ، هذا جامسب ( 3 ) الحكيم ، قد وضع كتاب القرانات ، وتحدث فيه على المغيبات ، وذكر فيه ظهور الأنبياء إلى آخر الدهر ، وتاريخ هذا الكتاب 2211 سنة ، وقد ذكر فيه الملوك والدول من أيام زرادشت إلى انقراض العالم ، وتحدث فيه على الغيب فما أخطأ. اتمنى للجميع الفائدة تحيـاتي نورجهان