|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
فكن أنيسي في وحشتي ومقيل عثرتي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته شرح مناجاة الراجين "فكن أنيسي في وحشتي ومقيل عثرتي، وغافر زلتي، وقابل توبتي، ومجيب دعوتي، وولي عصمتي،ومغني فاقتي، ولا تقطعني عنك، ولا تبعدني منك، يا نعيمي وجنتي، ويا دنيايوآخرتي".. إن الإمام زينُالعابدين (عليه السلام) يُبين علاقة الإنسان المميزة مع ربه من خلال قوله: (لا تقطعني عنك)بعد أن ذكر طلب الأُنس والإقالة والغفران والقبول والإجابة من الخالق عز وجل. ثم يقول: "يا نعيمي وجنتي!.. ويا دنياي وآخرتي!.. أي أن الإمام يوم القيامة إذا لم يدخل الجنة فلاضَير!.. هو في صحراء القيامة سيقول أيضاً: "يا رَب، أنتَ نعيمي وجنتي!.." وهذا نتيجة أو أثر من آثار الذكر الكثير.. فالإنسان يذكر اللهتعالى في الضرَاء (وهذا طبيعي).. ويذكر ربه في السراء(وهي درجة أرقى).. وأما الذكر الكثيرالدائم لله تعالى (وهو الذكر الأرقى والأرقى التي يورثه الاطمئنان).. حيث قال تعالى:﴿أَلاَ بذكْر الله تَطْمَئن الْقُلُوبُ﴾!. فإن الذكر الكثيرمتاح لكل إنسان، ولكن بحسب الشدة والضعف!.. فأميرُ المؤمنين (عليه السلام) لَهُذكرٌ كثير ولكنه متصل، والمؤمن أيضاً من الممكن أن يصل إلى مرحلة الذكر الكثير.. فبني آدم في مرحلة منالمراحل من الممكن أن يعيش الذكر الكثير لمخلوقٍ مثله، ولجَمالٍ فان!.. فإذا وصل العَبد إلى هذه المعرفة المُعمقة؛ كيفَ يغفل عَن ذكر ربه؟.. فكما أن الأنبياءوالأئمة لا ينسون ربهم طرفة عين.. وهم الذين لهم ذكر كثير ومتصل له تعالى!.. وكذلكالمؤمن بإمكانه الوصول إلى هذه المرحلة من الذكر الكَثير من خلال معرفة الله عَزوجل. فإذن، إن المعرفةالمُعمقة التي تأتي من خلال المُجاهدة والعبادة؛ هي التي تورث الذكرَ الكثير!..والإنسان المؤمن يسأل ربه في الخلوات، وفي قيام الليل، وفي المشاهد، وبشكل مُلح..أن يعطيه من هذا الأمر الذي لا يُعطى إلا لخاصة أوليائه!.. فهنيئاً لمن دَخلَ دائرة الجَذب الإلهي؛ لأن رَب العالمين هو الذي جذبه، أحبهُ الله؛ فأحب الله عزوجل!!! اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|