|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
معرفة الحسين ونصرة المهدي عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته قال مولانا الامام الحجة المهدي (أرواحنا فداه) في زيارته لجده الحسين الشهيد (عليه السّلام السّلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك المتقّرب الى الله بمحبتك، البريء من أعدائك. سلام من قلبه بمصابك مقروح ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع الحزين الواله المستكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حدّ السّيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك فداء وأهله لأهلك وقاء. الفقرة المتقدمة هي جزء من الزيارة التي رواها الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) كما ذكر صاحب البحار، التي عرفت بزيارة الناحية المقدسة والتي يؤكد أهل المعرفة على زيارة مولانا الامام الحسين (عليه السّلام) بها ورجّح العلامة المجلسي أنها لا تختصّ بيوم عاشوراء وقال آية الله السيد أحمد المستنبط (قدس سره لا تدل رواية زيارة الناحية المقدسة أن قرائتها تختصّ بيوم عاشوراء وعلى أيّ حال، فإنّ الفقرة المتقدمة من زيارة إمامنا المهدي لمولانا الحسين (عليهما السّلام) تشتمل على عدة وصايا مهمّة للمهدويين تجاه ثأر الله الاكبر سيد الشهداء (عليه السّلام). الوصية الأولى: هي أن يجتهد المؤمنون في التعمّق في معرفة الحسين (عليه السّلام) ومعرفة حرمته. هذه المعرفة تشمل وعلى العديد من النواحي منها معرفة مقامات سيد الشهداء وما خصّه الله عزّ وجلّ به، وكذلك معرفة أبعاد مظلوميته من جهة وأبعاد كرامته عند الله وحرمته ومصاديقها لكي يلتزم المؤمن بحفظ هذه الحرمة وإجتناب كلّ ما يسيء اليها صغيراً كان أم كبيراً أعاذنا الله وإياكم من ذلك. أما الوصية الثانية: فهي حثّ المؤمنين على الإخلاص في موالاة الحسين (عليه السّلام). بمعنى أن يكون الولاء للحسين إلهياً نقياً من شوائب الرياء والسمعة وطلب الجاه وغير ذلك من الأغراض الدنيوية. أي أن يكون الولاء بعيداً عن جميع أشكال إستغلال إسم الحسين ومظلومية الحسين (عليه السّلام) وشعائره للوصول الى غير رضا الله ورضا رسوله (صلى الله عليه وآله) الذي إستشهد الحسين من أجله. والوصية الثالثة: هي حثّ المؤمنين على الاجتهاد في ترسيخ محبة الحسين (عليه السّلام) في القلوب، ولهذه المحبة خصوصية خاصّة يبيّنها الحديث النبوي المشهور من طرق الفريقين وهو قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) أحب الله من أحبّ حسيناً أي أنّ محبة الحسين من أوثق أسباب محبة الله عزّ وجلّ والتقرّب إليه جلّ جلاله. ورابعة: الوصايا المستفادة من الفقرة المتقدمة من زيارة مولانا الحجة المهدي لجدّه الحسين (عليهما السّلام) هي التأكيد على ضرورة أن يقوّي أنصار المهدي روح البراءة من أعداء الحسين (عليه السّلام) من الاوّلين والآخرين وبمختلف صورهم وأشكالهم ولا يخفى أنّ المطلوب هو البراءة العملية من هؤلاء بمختلف مراتبها. أما الوصية الخامسة: فهي حثّ المؤمنين على صدق التفاعل الوجداني مع مصيبة سيّد الشهداء ومظلوميته (عليه السّلام) إقتداء بأمام زمانهم عجّل الله فرجه اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|