|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
بيان عام لمظلوميات فاطمة الزهراء (عليها السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مظلومية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) متعددة الحوادث والجوانب. وأولها مسارعة القوم لاغتصاب حق زوجها أمير المؤمنين(ع) في الخلافة, وهذا من ظلامتها, كما هو أيضاً في ظلامة كل مؤمن منذ يوم السقيفة الى قيام الساعة، لما جرّت هذه الحالة من الويلات والتداعيات على الأمّه، وكانت الزهراء (عليها السلام) قد أشارت الى هذه المظلومية في عدة مواقف نذكر منها كلامها الذي جابهت به نساء المهاجرين والأنصار عندما سألنها وقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علّتك ؟ فقالت: (أصبحت والله عائفة لدنياكم, قالية لرجالكم, لفظتهم قبل أن عجمتهم, وشنأتهم بعد أن سبرتهم, فقبحاً لفلول الحد وخور القناة, وخطل الرأي, وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون, لا جرم لقد قلدتهم ربقتها وشننت عليهم عارها فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين, ويحهم أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الأمين والطبين بأمر الدنيا والدين, ألا ذلك هو الخسران المبين, وما نقموا في ذات الله عز وجل, والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله(ص) لا عتلقه, ولساربهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه, ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه, ولأصدرهم بطاناً, قد تخير لهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون)) (راجع معاني الأخبار/ للشيخ الصدوق, ص355) لتقف على معاني هذه الكلمات وصحة اسانيدها من طرق الإمامية. وأيضاً كانت هناك مظلومية حرق الدار، والاعتداء على البيت العلوي الطاهر, الذي كان للزهراء (ع) من هذا الاعتداء النصيب الوافر من الأذى والألم البدني والروحي. ولعل المصادر المذكورة في الموقع الخاص بالزهراء (ع) من الأسئلة العقائدية فيما يتعلق بحرق الدار وكسر الضلع واسقاط الجنين ترشدك الى جوانب من هذه المأساة التي شهد فاعلوها بها واجتروا الندم على فعلتهم هذه بحق الصدّيقة الطاهرة التي ثبت عن المصطفى(ص) أنّه قال في حقّها: ((فاطمة بضعة مني يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها)). فقد صرح أبو بكر قبيل وفاته: ((إني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهنَ ووددت أني تركتهن, وثلاث تركتهن ووددت أني فعلتهن, وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوا على الحرب...)) (تاريخ الطبري2/ 617). ثم جاءت مظلومية حجب حّقها الخاص عنها في فدك وطرد عمالها عما نحله إياها رسول الله(ص), إلا أن السيدة الزهراء (عليها السلام) لم تأل جهداً في القاء الحجج على القوم في هذا الموضوع، وقد تظافر نقل حجاجها مع أبي بكر في هذه المسألة (يمكنك مراجعة المصادر فيما يتعلق بفدك على موقعنا). وعلى العموم فقد روى السنة في صحاحهم أن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ ومنهم البخاري في (صحيحه 5/ 177 ط دار احياء التراث العربي) ــ أن فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر ـ أي غاضبة ـ. ولا ريب ولا شك ان غضب الزهراء (عليها السلام) كان للحق وبالحق، وإلا لا يصح قول المصطفى(ص) المتقدم في حقّها: (ان الله يغضب لغضبها). مع العلم أن ذكر النبي (ص) لهذه الصفة بالذات ـ نعني الغضب ـ يكشف عن عصمتها وكمالها الروحي, إذ المعلوم ان الانسان بشكل عام لا يملك نفسه عند الغضب, وقد تخرج منه في هذه الحالة ما يخالف به الشريعة, إلا ان الزهراء (عليها السلام) قد بلغت من السمو الروحي مما يجعلها في كل حالات الغضب لا يخرج عنها ما تخالف به الشرع ولا يكون غضبها الا بالحق وللحق, ومن هنا يصح الاطلاق المستفاد من الحديث وهو أن الله يغضب مطلقاً لغضب فاطمة مطلقاً. وأما سؤالكم بأن هذه الظلامة أمرٌ تأريخيٌ أم عقائديٌ؟ فنحن نقول: إن كل ما جرى على الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) يتجاوز الجانب الشخصي الى الجانب العقائدي الذي يتعلق بمسألة الامامة, فالتحقيق عن قضية الزهراء (عليها السلام) في الحقيقة تحقيق عن مسألة عقائدية من صلب الايمان وليست قضية تاريخية محضة.... وكما ترى ـ ـ فالذي جرى على الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ظلامات متعددة وليست ظلامة واحدة, ولا ندري أي ظلامة تقصد بقولك ((ان القوم أصّروا على هذه الظلامة مع علمهم...الخ)), إلا أن التعليق الذي يمكن قوله حول ما ذكرتم ((مع علمهم بأن هذا العمل سيؤجج الرأي العام عليهم)). إن الله سبحانه شاء أن يوقع القوم في شر أعمالهم وهو التعرض لمقام البضعة الطاهرة, وهو كالفخ الذي نصبته القدرة الالهية للظالم, إذ كانت مأ ساة الزهراء(عليها السلام) ومحنتها مع القوم ثم خفاء قبرها من الاسئلة الملحة التي تفتح الباب على مصراعيه في البحث عن حقيقة ما جرى بعد النبي الاعظم (ص), وهو مصداق لقوله تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )) (الفجر:14). اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|