|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الرياح.. غضب من الله أم آية لنا من آيات عظمته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته تمر بنا هذه الأيام الرياح والعواصف الترابية شديدة ، وهو أمر ليس بجديد أو مستغرب، ولكنه أثار جدلا بين الناس، فمنهم من يقول إن هذه الرياح هي غضب من الله على البشر، ومنهم من يقول بل هي دليل وآية على عظمة الخالق، ومنهم من يرى أنها ظاهرة طبيعية لها فوائد كما أن لها أضرارًا، فأين الحقيقة وراء هذه الرياح؟ الرياح ظاهرة كونية أم آية ربانية؟ في الماضي كانت الحوادث الكونية كالرياح والأعاصير التي يقدرها الله عز وجل مجهولة حتى تقع فيشاهدها الناس؛ أما اليوم ومع ازدهار العلوم تغير الأمر تماما فأصبح من الممكن معرفة زمان ومكان حصول هذه الظواهر قبل وقوعها بسنوات. ومما لا شك فيه أن العلم نعمة أنعم الله بها على عباده وحثنا عليها الإسلام لعمارة الأرض , وكتاب الله تعالى أنزل ليتدبره الخلق والتدبر لا يكون إلا بالفهم والعلموأقوال العلماء والعلم بدلالات الألفاظ ومعانيها والعلم بالكون وأحواله. ونحن حين نتدبر ونفهم القرآن وآياته نستطيع أن نعرف اجابة هذا السؤال ألا وهو, ما الفائدة من معرفة حدوث الأعاصير والرياح الترابية للبشر؟ هل الفائدة تكمن في عدم الخروج والتعرض للغبار والأتربة وتقليل الخسائر المادية فقط؟ بلا شك أن هذا مطلوب لكن هل هو كل شئ في الموضوع؟ أم أن هنالك أمر آخر يجب علينا التنبه له؟ نعم هماك أمر عظيم وراءها وهو معرفة أن المسبب لهذه الظواهر هو الله سبحانه وتعالى ، وأن كل هذه الظواهر تشهد بوجوده وقدرته وعظمته , وهي أيضا دليل رحمته بنا حين يحفظنا من هذه الظواهر الجبارة . وحين نرى هذه الظواهر ندرك أن الحياة بما فيها من سماء وهواء وجبال خلقها الله جل وعلا ,وهو المصرف لها المدبر لشؤونها، فلا يقع شيء في الكون إلا بإذنه , ولا راد لقضائه وحكمه : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " (الأعراف: 54) فالله وحده القادر على تحريك الهواء والأتربة وإرسال الأعاصير , والله هو الذي قدرها وأرسلها في الزمان والمكان والشدة والكثافة التي شاءها سبحانه وتعالى , ولا أحد غير الله يستطيع أن يرسل الأعاصير والعواصف الترابية والرياح وإنما غاية ما يستطيعه الإنسان بتعليم الله له أن يعرف متى يحصل ذلك .. «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ» )القصص: 71-72) العبد ما بين الخوف والرجاء ومن كل ما سبق عرفنا إن الرياح الترابية والعواصف والأعاصير آيات من آيات الله تعالى يذكر الله بهم عباده بقدرته ’ فيخاف البعض أمام هذه الظواهر وهو يشعر بتقصيره في عبادة الخالق العظيم ، فالمسلم دائم الخوف من ربه لا يأمن من مكر الله ولكنه في نفس الوقت يرجو رحمته ولا يقنط من رحمته عز وجل , وفي هذا يقول بعض العلماء : الخوف والرجاء بالنسبة للمؤمن كجناحي طائر إذا اختل أحدهما سقط الطائر وإن اعتدلا طار وارتفع. وهنا علينا أن نفعل كما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم, حيث كان يخاف ويوجل عند حلول هذه الظواهر الكونية كالأعاصير والرياح الترابية وغيرها، وكان يتوجه الى الله بالدعاء راجيا رحمته , فنبينا صلى الله عليه وآله وسلم عندما كسفت الشمس هرع إلى الصلاة والتضرع لله ودعاءه، وكان إذا رأى الريح أو الغيم أقبل وأدبر خشية أن يكون عذاباً وأكثر من الدعاء والذكر عن الإمام الصّادق (ع): "إذا هبّت الرّياح فأكثر من التّكبير وقل: " اللّهمّ إنّي أسألك خير ما هاجت به الرّياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، اللّهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذاباً وصلّى الله على محمّد وآل محمّد ". | مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي| اللّهم اجعلنا ممّن يغمرهم اللّطف وأجرنا من غضبك وارزقنا حسن العاقبة. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|