|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
معنى العهد والعقد والبيعة فيما يرتبط بمناصرة مولانا المهدي(عج)
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
.وهو الدعاء الذي يتلى كل صباح (لا اقل اربعين صباحاً) لتعجيل ظهور الامام المهدي(ع) واعطاء العهد بمناصرته، وقد حدثناك في لقاءات سابقة عن مقدمته،.. وهنا نحن نحدثك عن موضوعه حيث بدأ بهذا النحو (اللهم اني اجدد له - اي شخصية العصر وهو الامام المهدي(ع)- في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي، لا احول عنها ولا ازول ابداً...) واضح، ان القراءة لهذا الدعاء هي يومياً وصباحاً، والدعاء ذاته يشير الى هذين المعنيين حيث يقول (في صبيحة يومي هذا) وحين يقول (وما عشت من ايامي) لذلك، فان ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام'>الامام الصادق عليه السلام من قراءته اربعين صباحا هو اقل ما يمكن والاّ فقوله(ع) (وما عشت من ايامي) يعني طوال عمر الانسان... لكن: لندع هذا الجانب، ونتجه الى مضمونه القائل بان قارئ الدعاء يجدد كل صباح (عهداً وعقداً وبيعة) للامام المهدي(ع).. ولعل اهم سؤال ينبغي ان يطرحه قارئ الدعاء على نفسه، هو: ما المقصود من هذه الكلمات الثلاث (العهد، العقد، البيعة)؟ ان المعنى العام الذي يستهدف قارئ الدعاء ان يؤكده هو: ان يصبح من انصاره عليه السلام (على تفصيل يأتي في معنى النصرة له).. لذلك، كان من الممكن مثلاً ان يقول: اعاهده تعالى على ان اكون من انصار الامام المهدي عليه السلام او اقسم على ذلك... وهكذا.. ولكن كما لاحظنا استخدم الامام الصادق عليه السلام'>الامام الصادق عليه السلام ثلاث عبارات هي (العهد، العقد، البيعة)، فهل هي متماثلة في الدلالة، او متفاوتة؟ طبيعياً: متفاوتة وان كانت متماثلة في الدلالة العامة، حيث نكرر الاشارة الى ان المعصومين عليهم السلام لايستخدمون الترادف في الكملات لانهم معصومون بلاغياً ايضاً، حيث ان الترادف هو: كلام عبثي (اذ لا معنى لان نقول مثلا: شاهدنا اسداً وليثاً وضرغاماً.. الخ) لانها جميعاً تشير الى حيوان خاص دون سواه.. كذلك: لايستخدم الامام عليه السلام ثلاث كلمات بمعنى خاص دون سواه،.. وهذا يعني: ان كل واحدة من هذه الكلمات ذات دلالة خاصة.. والآن ما دمنا نستهدف من قراءة الدعاء (دعاء العهد) بان نعطي كلاماً لانتراجع عنه وهو: ان نتقدم لنصرة الامام المهدي عليه السلام: فلابد وان نعرف معاني الكلمات الثلاث، وهي: العهد والعقد والبيعة، والا كيف نقدم كلاماً لانعرف دلالته وخصوصيته؟.. اذن: لنتحدث عنها.. المصادر اللغوية تشير الى فوارق محددة بين هذه التعبيرات الثلاثة.. انها تشير مثلاً الى ان (العقد) هو الشد والوثاقة بين طرفين (كعقد البيع مثلاً).. واما (العهد) فقد يحصل من طرف واحد (كما لو عاهد شخص ما نفسه على نصرة اخيه مثلاُ).. واما (البيعة) فهي اصطلاح قد استخدم لتولية شخص ما ادارة هذا المجتمع او ذاك مثلاً.. وذلك وفق طقوس خاصة (كمدّ اليد ومسك يد المتولي المذكور، تأكيداً للتولية المشار اليها...). اذن: نحن الآن امام ثلاثة انماط من الاظهار لما في انفسنا من عواطف خاصة حيال الامام المهدي عليه السلام، هي: ان نعاهد انفسنا بنصرته.. وهو امر يتم من طرف واحد.. ولكن ماذا بالنسبة الى العقد والبيعة حيث لامناص من وجود طرفين فعليين.. لذلك نتساءل: كيف لنا باتمام العقد والبيعة (مع ملاحظة ان الطرف الآخر غائب عنا)؟.. هنا: تتحدد الاجابة بوضوح حينما نقول: ان الطرف الاخر اما ان يكون موجوداً (بالفعل) او (بالقوة)، اي: ان يكون حاضراً وجهاً لوجه، او يكون حاضراً بالقوة، اي: الشكل الغائب من الحضور: اذا صحّ التعبير.. والآن مع معرفتنا بهذه الاشكال الثلاثة من العلاقات المفترضة بيننا وبين الامام المهدي عليه السلام، ماذا نستخلص من كلّ منها؟ بالنسبة الى العهد فالمشكلة لاغبار عليها.. اننا نعاهد انفسنا بان نكون من انصاره عليه السلام.. ولكن بالنسبة الى العقد، فان المقصود منه هو الشد والوثاقة كما قلنا: عندئذ فهذا يعني: بما اننا احد طرفي العقد: نؤكد ونشدد كلامنا في الاستعداد لنصرته عليه السلام.. واما بالنسبة الى البيعة وهي المرحلة الثالثة من مراحل الكلام المقدم الى الله تعالى والمتضمن تجديداً لنصرة الامام المهدي،.. هذه المرحلة هي تصاعد الى ذروة عواطف القارئ، اي: المرحلة الاولى هي: اعطاء عهود لانفسنا بنصرته عليه السلام، ثم نوثقه بالعقد، ثم: نتصاعد بها الى مدّ اليد لمبايعته: تأكيداً لما صممناه داخل انفسنا، ووثقناه، ثم اردفناه بمد اليد لمبايعته.. اذن: امكننا ان نلحظ هذه المراحل الثلاث من عواطف قارئ الدعاء في تصميمه على نصرة الامام المهدي عليه السلام، بدءاً من اضمره في نفسه، ثم اظهاره من خلال عقد نفترضه بينه وبين الامام عليه السلام، ثم من خلال تأكيد لما تقدم وهو: مدّ اليد بصفتها تعبيراً عن اعلى درجات التعيين.، سائلين الله تعالى ان يوثقنا فعلاً الى ذلك، يردد كل منا (اللهم اجعلني من انصاره واعوانه والذابين عنه، والمسارعين اليه في قضاء حوائجه،...). اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|