عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-06-2021, 01:20 AM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4413 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2024 (10:40 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



قال (عليه السلام) : ( الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله ، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله ).

إن هذه الحكمة تتسم بطابع القانون والمنهج الذي يقوم حياة الفرد ويصلح المجتمع فإن افراد المجتمع الواحد – فضلا عن المجتمعات المتعددة القومية واللغة والدين والعقيدة والتوجهات السياسية التنظيمية – مختلفة متعددة تجعل الاختلاف في الطبائع والضمائر امرا مألوفا طبيعيا، مع انه امر لا تقره الفطرة السليمة ان تجاوز الحد ، لأن الطبائع والضمائر البشرية تكاد تتفق او تتوافق على شاكلة واحدة وهي التي يعبر عنها بالفطرة السليمة الطيبة والانسانية وحب الخير الفطري ، ونحو هذه التسميات التي تؤدي مضمون فكرة واحدة وهي التعامل الايجابي من دون تكلف او تصنع وانما يأتي منسجما مع القناعة الشخصية بضرورة ذلك التعامل الطيب.

وأما خلاف ذلك فيعبر عنه باعوجاج السليقة ، والفطرة غير المستقيمة ، والانحراف عن الخط الصحيح ونحو هذه التسميات التي تؤدي مضمون فكرة واحدة وهي التعدي عن المرسوم الصحيح والتجاوز لى ما لا يقبله الطبع البشري المتأصل الذي خلقه الله تعالى في كل فرد مهما كان توجهه ومكانه وموقعه في المجتمع.

ومن ذلك الغدر وهو امر معروف تأباه الطبيعة البشرية السليمة ، لأنه يعني الخيانة وعدم الوفاء ، ويعني التخلي على المساندة والدعم ، ويعني نقض العهد وعدم الاهتمام به بما يجعل شخصية الغادر مقيتة منبوذة اجتماعيا يتحاشاه الناس ويبتعدون عنه ولا يقيمون له وزنا بينهم ، وهذا أشبه بضرب طوق يحاصره ليحذره الاخرون ممن لم يكتشفوا فيه هذه الخصلة المذمومة ، وقد يضطر البعض لممارسته احيانا كوسيلة دفاع وحماية بمعنى ان يقابل الغادر – الذي لا يهتم بالمواثيق المعتمدة بينه وبين غيره – بالطريقة نفسها ليجابه بسلاحه الذي يستخدمه ضد الاخرين.

فالدعوة تحذر من ان يفي احد لنغدر ونقض العهد ، لأن ذلك تشجيع وانماء له ، وهو ما يتعارض مع التعاليم الشرعية التي تشجب الغدر وتعارضه وتعترض على ممارسيه اشد الاعتراض وتدعوهم إلى الايفاء والالتزام ، فمن يصر على الوفاء للغادر فهو مثله إزاء التعاليم والمواثيق الشرعية التي تقتضي على الانسان الملتزم وتلزمه بامور وقضايا معينة ، فمن يخالف يكون غادرا غير وفي مع ربه وخالقه سبحانه.

كما تبين الحكمة ان الالتزام مع الذي لا يلتزم الغادر لا يشكل حالة سلبية مطلقا ، بل هو الوفاء بعينه، إذ قد وفى لله تعالى بما اعطاه من ميثاق التدين بشرائعه وتعاليمه الشرعية وكان منها ذم الغدر وكل ما يتصل به.

فالحكمة تدعو إلى ان يلتزم كل موقعه المناسب في الحياة العملية من اجل تعميم الالتزام الشرعي والتدين بالأوامر والنواهي الشرعية ولو كان ذلك بصورة عدم الوفاء لمن لا يفي واستعمال الاسلوب نفسه توصلا إلى ما هو اهم بنظر الشارع الاقدس ، وتحقيقا للعدل.




 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس