بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
من هنا وبعد مرور 1372 عاماً على فاجعة كربلاء تلك الفاجعة الكبرى التي اهتز لها عرش الجبار وتزلزلت لأجلها الأكوان وأفلت حزناً على ما جرى فيها من فعل شنيع نجوم السماء وانخسف لِعظم جرمها البدر المنير ، وانكسفت لمصابها شمس النهار وتلاطمت أمواج البحار حتى كادت تفيض لتُغرق من على الأرض سخطاً من الله على من تجرأوا على إزهاق روح ولياً من أوليائه وإمام هدى يهدي إلى الرشاد
من هنا أتوج مقالتي هذه وأزينها بالسلام على تلك الأرواح الطاهرة التي أبت إلا أن تكون قدوة للأجيال في الصمود والوفاء وقوة الإيمان ، تعلموا كيف يصونون الأمانة ويحفظون الرسالة ويؤدون الواجب الذي أمرهم الله به من دون تلككٍ أو اعتراض ، باعوا أنفسهم رخيصة ليُثبتوا كيف يكون الولاء ، ترجلوا إلى الحرب متعطشين للشهادة بين يدي سفينة النجاة ، حملوا الأرواح على الكفوف وقدموها هدية لإمامهم وسيد شباب الجنان ، لم يعبأوا بكثرة الأعداء ولم يرتهبوا من أسلحة الفتك التي يمتلكها جيش البغاة ، ساروا بسكينة ونفوس مُطمئنة إلى حيث الخلود في نعيم الجنان ، اغتسلوا بدمائهم وتطيبوا براحئة الفداء ، وناموا هانئين لينقلبوا بسعادة إلى حيث رضا الرحمن ، تعلموا من ذلك المصباح كيف يكونون فداءاً لرسالة خير الورى ودواءاً لدين الواحد الديان
رحلوا عن هذه الحياة غانمين بالذكر الخالد وفائزين برحمة الله ، كانوا لإمامهم عبيداً مُطيعين ولأمره مُسلمين يتسابقون للتضحية بين يديه والشهادة تحت لوائه الذي سيبقى يرفرف مرفوعاً بأكف المؤمنين على مر العصور والأزمان ، فقضوا ولم يأفلوا بل زهو ونوروا وأضاءوا قلوب الأحرار
فسلامٌ لهم من مؤمن يتمنى أن يكون معهم في تلك الحقبة ويفدي بنفسه إمامه ويداوي بجراحه دين ربه ويسعد بخلود الذكر وطيب المقام
سلام صدح به صداحهم بعد أحقاباً من الزمان ليبدي وفاءه لهم ويظهر إخلاصه في ودهم رغماً عن المنافقين والحساد

صــ آل محمد ــداح