الموضوع: آهاتٌ مكتومةٌ
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-18-2011, 11:44 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4738 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي آهاتٌ مكتومةٌ



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أرحب بكم أيها الأحبة وأحييكم بتحية أهل الجنة التي تفوح بعطر السلام لينعم من يدخلها بالسلام ، دعواه فيها السلام
فالسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
حديثي معكم أيها الكرام يحمل آهاات مكتومة في نفوس الكثير من الشباب فتيان كانوا أم فتيات ، وإن كنا نعيش هذه الأيام الأفراح العظام وقد لا يتناسب المقام مع ذكر الحسرة وإخراج الزفرة ، لكن ما دعاني إلى أن أخوض في هذا الأمر وفي هذا الوقت بالذات ما أراه من عزوف كثير من الشباب عن سنة من سنن الله وفعلٍ طيبٍ ومبارك من أفعال النبي المختار ، والذي حرص أن نقتدي به في هذا المجال حيث قال صلى الله عليه وآله ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني ) بحار الانوار ج 103 صفحه 220
لكن الظروف المعيشية الصعبة والتي يعيشها الشباب في هذا العصر هي من أهم الأسباب لعزوفهم عن إكمال دينهم ، وإن كانت هناك أسباب أخرى لا علاقة لها بظروف العيش ، بل قد تكون واهية ولا تستدعي الحجم عن تلك السنة الطيبة والتي بها صلاح المرء وتحصينه من الإنجرار إلى أحبال الشيطان والتي تهوي به في المهالك وتودي به إلى الإنحراف والعياذ بالله
نعم هناك من الشباب من تقف الظروف المعيشية حائلاً بينه وبين إكمال دينه ، وذلك لتعسر إيجاد الوظيفة التي من خلالها يتمكن من جمع المال ليكون له عوناً على تخطي العزوبية والدخول في عش الزوجية مع بنت الحلال ، علماً بأنه قد ثابر وجد واجتهد وتغرب عن الأوطان في سبيل نيل شهادة عليا ، ليعود إلى الوطن وقد اصطدم بحواجز كثيرة تمنعه من الحصول على وظيفة تتناسب ومؤهله العلمي العالي ، ليبقى أسيراً للهواجس التي ينتج عنها العزوف عن الزواج ، أو تأجيله إلى أن تتسهل أموره وقد يبقى لسنين تخرجه عن طور الشباب حينها تُصبح هذه السنة بالنسبة له مكروهة ويحتاج فيها إلى ناصح له من أحبته يُعيد إليه بريقها ويُحببه فيها عسى بعد ذاك أن يكون ممن لحق بركب من سبقوه من الأخوان الذين من الله عليهم بالسكن الطيب والذرية الصالحة ، ومع ذاك فهو وفي ذلك السن المتأخرة قد يكون متعرضاً لعدم الإنجاب وإن أنجب فقد لا يدوم به العيش ليخرج من هذه الحياة وأبناءه أطفال صغار

وقد يكون الشاب موظفاً براتبٍ بسيط يحتاج فيه إلى سنين طويلة عله يتمكن من إيفاء المهر الذي صار شبحاً مخيفاً ، يُذيب المشاعر ويُخمد الآمال ، هذا غير المطالب التعجيزية التي يطلبها آباء البنات والتي تكون كالصاعقة التي تحرق تفاؤل الشباب ، وتُبقي البنات في بيوت آبائهن عانسات ، أسيراتٍ للهموم والأحزان شاكيات أمرهن لخالقهن مُتظلمات من فعل الآباء
وقد يكون الشاب قادرُ على الزواج إلا أنه يماطل في ذلك ويتحجج بأشياء لا واقع لها في هذه الحياة ، فإذا ما وصل إلى الخمسين من عمره فكر حينها بجد في أمر الزواج ، ليختار بما يملك من مال أصغر وأجمل فتاة قد أغرى أهلها ببريق المال فإذا ما تزوجها بدت المشاكل والتي قد تنتهي بالإنفصال ، وقد لا تكون هناك مشاكل ، لكن أمراض العصر قد تعيقه من أن يستمتع بطيب العيش ولذة الحياة ، ليدفن بذلك تلك الفتاة معه في مقابر الحياة ، وقد يعيش معها سنواتٍ قصيرة ومن ثم يرحل ويَتركها أرملة له طوال سني عمرها لتنسى بذلك جمال الحياة
ومن الأسباب الواهية التي تحجم بها الفتاة عن الزواج نظرتها القاصرة للزوج المتقدم لها ، فقد يكون ذلك الزوج يحمل خُلقاً طيباً وإيماناً راسخاً ولديه وظيقة جيدة تُمكنه من العيش معها بسلام ، لكنها قد ترفضه لأنه لا يملك بيتاً أو ليس لديه تلك الوظيفة التي تجعله مرموقاً ، أو أن شكله لا يتلاءم وجمالها الأخاذ أو قد تحتج بالدراسة ومن ثم العمل وتُوهم نفسها بأنها إن تزوجت الآن فقد تَضِيع دراستها ويتبخر أملها في العمل ، وهذا قد يوقعها في خطر البقاء عانساً فمن طرق بابها اليوم فلن يطرق بابها غداً ومن أرادها اليوم فقد اختار غيرها من البنات ، علماً بأن هذا المطلب له حل في شرع الله ، فإن أرادت أن تُكمل دراستها وتعمل بعد ذاك فما عليها إلا أن تشترط على المتقدم لها عند كتابة عقد النكاح ، وبذلك تجمع بين لذيذ العيش مع من أراده الله لها زوجاً وبين ما تحقيق آمالها من دراسةٍ أو عملٍ بعد الزواج
هذه هي آهاااتي قد سطرتها هنا علني بذلك أُسعد أُناساً وأُخرجهم من دوامة الحواجز المانعة لهم من الإقدام على ما فيه لذة العيش والناتج منه زينة الحياة
صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس