عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2021, 01:34 AM   #7
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 05-19-2024 (03:30 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





فقراءة البيت الأول من المقطوعة يحيلك مباشرة إلى قوله تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾([75]).

ولا يخفى انه لم تحظ شجرة في تراثنا العربي بما حظيت به النخلة من تكريم حتى أنها عدة رمزا للشموخ والأصالة والعطاء المتجدد، ومن هنا شبّه الشاعر راية العبّاس عليه السلام بالنخلة من حيث الوفاء والعطاء، فهي راية ما زال عطاؤها، وما زالت تلقي بظلالها على رؤوس المؤمنين.

وكذلك في نفس المعنى المتقدم تقول الشاعرة: (رنا محمد الخويلدي) في قصيدة (رسالة من كفين قطيعين لم تقرأ بعد):

(الكامل)

طرسي أتى لرحاب ذكرك محرما
ونبضت في صدري..والقينا على
فكم انتظرتك في غياهب عتمة
وأنا أمشط بالرموش دجنّة
فلعلني ألقى أكفا تحتوي




ويراعتي جاءت لجذعك مريما
كرسيّه جسدا لكي يتنظما
والعين في أفق الكواكب حيثما
ليمر عيني المنام وتحلما
عمر اخضـرار قد توكأ مهرما([76])



استعملت الشاعرة ألفاظاً بسيطة مثل (جذعك، ومريم)، ذاهبة بالسامع إلى الآية القرآنية ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾([77]).

فنلحظ الشاعرة تخاطب العباس بألفاظ بسيطة في صياغتها تعبر فيها عن براءتها فكأنها تقول للعباس: كتابي أو صحيفتي البيضاء جاءتك لتكتب عنك، لكني فزعة أمام هذه الشخصية العظيمة التي لجأت إليها لتأمن روعتي وفزعتي، كما لجأت مريم عليها السلام إلى جذع النّخلة، كما أنها استغاثت بأبي الفضل العباس وشبهته بالنخلة التي استغاثت بها مريم عليه السلام ، وأبو الفضل العباس هو المستغاث الذي يستغاث به.

وقد ضمن الشعراء الكثير من النصوص التي دلت دلالة واضحة على شجاعة العباس عليه السلام ومن ذلك قول الشواهد على ذلك قول الشاعر (أحمد العلياوي) في قصيدة((قصّة الجود والقرى)):

(الكامل)

صعب له الطرقات تنشر وسعها
وهو الذي إن شاء شاء كما يرى
حرب جناها نخلة وسمت له
وتصافح الشجر السقيب مباركاً
وإليه تنظر من بعيد غمامة
ورنا له القصص القديم حكاية
لجأت إليه الشمس يوم تكوّرت
ودعته يحمي الأُفق يغسل جبهة الـ
فاشتدّ فيه البأس يوم أجارها
ودجى عليهم لا يلين مراسه




لينال من خاف المكرّ فرارها
فأبرّ لم يخلف وزاد خسارها
رطباً تلفّ على يديه سوارها
من سوف يمنح للغصون ثمارها
مذ سلّ منها في الجديب فقارها
فيها يؤلف روحها وحوارها
جاءته تحمل ذلّها وقتارها
ضوء العتيق وأن يصون ذمارها
وأشاع من بأسائها أخبارها
فأحال عمياً في السيوف شفارها([78])



فقد تمثلّت الكناية داخل النص في أكثر من موضع ممّا جعل النص يفيض جمالاً عن طريق الإيجاز والاختصار والإيماء على وفق حالة الشاعر ورؤيته الخاصة وثقافته وتجاربه الذاتية ففي قوله (تنظر من بعيد غمامة، لجأت إليه الشمس، تلفّ على يديه سوارها) كلّها كنايات فيها دلالة واضحة عن صفتي الشجاعة والكرم التي تجسّدت في شخص المرثي عليه السلام فقد أعطت البطولة والشجاعة الشاعر قدرة على تخيل المعاني المبتكرة خيال دحض الأشياء بمعاني رائعة، ولا يخفى أنّ العبّاس عليه السلام من عائلة عرفت بالشجاعة والبطولة فوالده أمير المؤمنين عليه السلام فلا شكّ ولا ريب في أن يملك العبّاس شجاعة لا تجارى فهو فرع من ذلك الأصل فهو كما يقول السيّد جعفر الحلّي:

(الكامل)

بطل تورّث من أبيه شجاعة




فيها أُنوف بني الضلالة ترغم([79])



ولقد وصف أحد زعماء جند يزيد شجاعة العبّاس وأخوته وأصحابه بقوله: (ثارت علينا عصابة، أيديها على مقارض سيوفها، كالأُسود الضارية، تحطم الفرسان يميناً وشمالاً، وتلقي بنفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب في مال، ولا يحول حائل بينها وبين حياض المنيّة أو النصر، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها)([80]).

وروي أنّ العبّاس عليه السلام لمّا قطعت يمينه أخذ السيف بيساره وواصل القتال وقتل بيد واحدة عدداً غير قليل([81]).

وقد صور الشاعر ذلك بقوله: ((حرب جناها وسمت له..)) الأعداد التي قتلها العبّاس عليه السلام ، وكذلك يصوّر الانتصار الباهر وهو انتصار الدم على السيف.

ثانيا: القرآنية غير المباشرة المحورة العميقة:

يختلف هذا النوع عن القرآنية البسيطة من حيث ان الشاعر في هذا النوع يهيّئ أجواء النصّ لإعانة المتلقي على الذهاب إلى النصّ القرآني بمخيّلته ولا يعتمد على إضاءة الإشارة التي غالبًا ما تكون بسيطة، وفي الواقع ان الاشارة لا تغيب هنا، ولكنها تكون محورة بعض الـشيء وبعيدة ممّا يصعب التقافها.

وبتعبير آخر إن النص القرآني في هذا النوع يكون مغيب عن المتلقي غيابا قد يفقده حق الملكية الابداعية التي ورثها المبدع الجديد، اذ لا تكاد تقف على صرح النص القديم إلا على بعض اشارات قد يقوى ضوؤها ([82]).

وصور الشعراء من خصائص العباس عليه السلام في هذا المبحث الثاني من الفصل الثاني (شجاعة العباس وايثاره)، و(علمه وفضله)، و(صبره)، و(جوده)، و(عظمة الجرم الذي ارتكبه الأعداء)، و(كونه الحامي)، و(الشهيد الخالد)، (وتفانيه).

فمما خصت به الشجاعة والإيثار قول الشاعر الحاج الملا مهدي الشهابي الدرازي البحراني:

(الطويل)

وما ذاق طعم الما وقد كظه الظما
وآب الى نحو الخبا يحمل السقا
ولكنه لم يكفهم فاستقى لهم
كأنه سليمان البساط مذ استوى
تجافوا جميعاً خيفة وهو صامت




فدونكها صدق المواسات من خل
فكم طفلة روى حشاها وكم طفل
بذآك السقا طوراً أخيراً فتى الفحل
على اشهب كالريح والقوم كالنمل
فداس على انف اليافوخ بالنعل([83])



إنّ أجواء البيت الرابع تحيل إلى أجواء الآية القرآنية: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾([84])، فالشاعر لا يكتفي بالإشارة الضعيفة في ملفوظ (سليمان) و(الريح) الذي يحيل إلى ملفوظ (ولسليمان الريح) في النصّ القرآنيّ، وإنّما عمد إلى إضافة العامل الآخر وهو معنى النصّ ودلالته الكليّة.

و تشير هذه الآية إلى جانب من المواهب التي منحها الله للنبي سليمان عليه السلام فتقول الآية: ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وهذا الأمر ليس عجيبا، لأننا عارفون به وكنا بكل شئ عالمين فنحن مطلعون على أسرار عالم الوجود، والقوانين والأنظمة الحاكمة عليه، ونعلم كيفية السيطرة عليها، ونعلم كذلك نتيجة وعاقبة هذا العمل، وعلى كل حال فإن كل شئ خاضع ومسلم أمام علمنا وقدرتنا.

وفي الواقع أنها كانت موهبة إلهية خارقة وضعت تحت تـصرف هذا النبي العظيم، وما أكثر المسائل التي نعلم بوجودها الإجمالي، ونجهل تفصيلها؟! إن معلوماتنا في مقابل ما نجهله كالقطرة من البحر المحيط، أو كالذرة مقابل الجبل العظيم ([85]).

واما عن العلاقة بين الآية القرآنية والنص الشعري، فاذا ما نـظرنا الى المعجزة التي حصلت للنبي سليمان فهي أمر خارق للعادة فهي معجزة حقيقية ينطبق عليها تعريف المعجزة، كما يقول السيوطي: المعجزة أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم عن المعارضة ([86]).

فمن هذه الناحية لا توجد علاقة بين النص والعباس عليه السلام فهو لم يأت بأمر خارق للعادة وقوانين الطبيعة خاصة اذا ما علمنا ان اغلب العلماء يعلون عن أن قضية كربلاء لم تُبنَ على الإعجاز الغيبيّ، والّا لكان ليد الإعجاز ان تبيد الأعداء وان تحرق كياناتهم باصبع من الغيب! وأن يكون للحسين عليه السلام وكربلاء شأن آخر ([87]).

ولكن في الحقيقة العباس عليه السلام كان بحق هو معجزة الحسين عليه السلام بحق اذا كان الاعجاز من منظار الانتصار فيحصل الاتفاق بين النص القرآني والمعنى الذي قصده الشاعر من حيث الاعجاز، وذلك اذا ما علمنا ان الانتصار الحقيقي ليس بمجرد الاستمرار في الحياة والبقاء في الدنيا، بل هو انتصار الحق، بتحقق الأهداف المطلوبة من المواقف والوقائع، واستمرارها في كيان الانسانية وأداء اثرها، وهو ما قد حصل من كربلاء.

وان كانت المعجزة التي تحققت مع النبي سليمان هي السير على الرياح، فانّ المعجزة التي تحققت في كربلاء هي من نوع آخر، فإنّ أعلى مظاهر الإعجاز وأهمها في كربلاء هو (العباس عليه السلام ) نفسه، حيث احتوى بمفرده على كل تلك المكارم والمآثر في سماته وسيرته؛ فبلغ من المقام والرفعة (درجة يغبطه بها الشهداء يوم القيامة)

فالعباس عليه السلام -بلا شك – كان أكبر معجزة لأخيه الإمام المعصوم، وذلك لأنّ قتل الحسين عليه السلام هو من دلائل النبوة، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله أخبر عنه، وهو من أخباره بالغيب بأمور تحققت في المستقبل، كما اورده ارباب الكتب الجامع لدلائل النبوة.

فهذه كلها معجزات؛ لتحققها واقتران اخبارها باليقين، فليست الا من الوحي المبين من رب العالمين على نبيه الامين.

وبذلك فان وجود العباس عليه السلام في واقعة الطف في كربلاء – وهو من أعلامها واعيانها وعليه تدور أكثر قضاياها المهمة، ووجوده فيها وجود عضوي في انجازها، كل ذلك يدخله في المعجزة ويتحقق به الإعجاز ([88]).

فخروج العباس عليه السلام مع الحسين عليه السلام وقيامه بتلك المهمات وفي جميع ادوارها الحساسة، لهو من خوارق العادة، وعلى وفق هذا المعنى صح وجه التقارب والتمثيل بين العباس عليه السلام والنبي سليمان عليه السلام ، ومن جانب اخر فيه بيان واضح للموقف البطولي الشجاع للعباس عليه السلام .

ومن الشواهد الأخرى في هذا الباب التي خصت شجاعته عليه السلام قول الشاعر احسان محمد شاكر في قصيدته (مرثية للقمر) إذ يقول:

(المتقارب)

برُعبٍ تَجوسُ خلال القلوبِ
وتسطو تُزفُّ إليكَ الرِّقابُ
وتطفِقُ مَسحاً تخالُ الرؤوسَ




فتُملكُ مُصطَكَةً منكَ ذُعرا
فيفتضُّ ماضيك ما كان بِكرا
نِثارَ الدَّراهمِ في العُرس تُبرى([89])



ففي البيت الثالث إشارة إلى أن العباس عليه السلام كان يبادر إلى قطع الرؤوس، وفي التعبير إشارة إلى قوله تعالى عن النبيّ داود عليه السلام : (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) ([90])

ومن الشواهد الاخرى التي خصت علم العباس عليه السلام وفضله وتقواه قول الشاعر الحاج الملا مهدي الشهابي الدرازي البحراني:

(الطويل)

سمو الفتى يا صاح بالعلم والعقل
محاسن فعل المرء عنوان فضله
ولا فضل كالتقوى اذا صانها الفتى
فمن حاز هذا الوصف ثم مدحته




فدونك قول الفصل ما هو بالهزل
كذلك مساويه عناوين للجهل
بعلم فأدى للفرائض والنفل
اصبت ولكن لا كفضل ابي الفضل([91])



في الشطر الثاني من البيت الأول ضمن الشاعر بشكل صريح آيتين قرآنيتين ففي قوله: (فدونك قول الفصل ما هو بالهزل)، يشير الى قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ۞ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ ([92])، ففي هذا البيت قرآنية مباشرة محورية، ولكنا أدرجناه في هذا المبحث لكون الشاعر أراد ان يقول لنا دونك اي يكفيك قول الفصل الذي هو ليس بهزل بل هو قول قرآني وانشد البيت الثاني: (محاسن....). فهو يشير إلى قوله تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾([93]).

بالإضافة إلى غيرها من الآيات التي ينبأ بها النص الشعري، ففي الشطر الأول من البيت الأول يتضح لنا قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾([94])، وقوله عز وجل كذلك ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾([95]).

وفي البيت الثالث نلحظ من الوهلة الأولى قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾([96])، وكذلك قوله عز وجل: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾([97]).

والمعنى العام للنص الشعري الذي يقصده الشاعر، هو أنّ الشخص إذا صار يمتلك هذه المميزات يعني أن يكون رجلاً عالماً عاقلاً، وفاضلاً، ومتقياً ورعاً، فهو يستحق بأن تمدحه، ولكن لا يخفى عليك أيها المادح انه لا فضل ولا عطاء يضاهي فضل وعطاء وجود العباس عليه السلام ، فهو الذي بذل مهجته في سبيل الدين، وأعطى كل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة الحق.

ويستمر الشعراء في مراثيهم للعباس عليه السلام بالتركيز على القيم الانسانية والمواقف البطولية للعباس عليه السلام من خلال القرآنية العميقة والمتمثلة بصبره عليه السلام ومن ذلك قول الشاعر (غني جبّار العمار) في قصيدة (يا سيّد الماء... غيض الماء):

(الكامل)

رأس الفرات أتى إليك مطأطأ
أيّوب قافلتي وجرحي نخلة




ولنبل (حرملة) به امضاء
رفعت يديها والعذوق دعاء([98])



صور الشاعر لنا في البيت الأول وصول أبو الفضل العباس عليه السلام إلى المـشرعة واغترافه الماء وعدم شربه له، ويتحول في البيت الثاني متحدثا عن لسان العباس صلوات الله عليه بقوله: (أيوب قافلتي) وهذه العبارة توحي لنا بقوله تعالى عندما يخاطب النبي أيوب عليه السلام : ﴿...إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ ([99]). وفي قوله: (جرحي نخلة) تصوير لعظمة العطش الذي ألم به وقد شبهه بالشق الذي يفعلونه في النخيل لأجل أن يتسـرب عنه الماء المالح.

وان أبا الفضل سلام الله عليه انما أراد ان يقتل آخر صيحات النفس اللا معصومة في داخلهِ.. وكأنها كانت تجره بخيطِ الآدمية الى فعلٍ مباحٍ حَسنْ.. لا إشكال فيهْ.. وكأن الله اختبره بهذه المشقة التي ما بعدها مشقة في رفعةِ نفسهِ الى درجةِ العصمة.

وفي نفس هذا المعنى يقول الشاعر إحسان محمّد شاكر في قصيدته (مرثية للقمر):


 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس