عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2021, 01:30 AM   #3
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 05-19-2024 (03:30 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





لقد وظف الشاعر بقوله: (لجعلتهم عصفاً به مأكولا) الآية القرآنية: ﴿فجعلهم كعصف مأكول﴾([21])، متمثلة بقصة أصحاب الفيل، والشاعر قد عمد إلى هذه القصة، وحور بعض الألفاظ في الآية، للدلالة على الشجاعة التي كان يمتلكها العباس، فهو جعل الكفار في يوم الطف كزرع أكل حبه وبقي تبنه، كما فُعل ذلك بأصحاب الفيل، الذين ارسل عليهم الله طير ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فهو يرسم لنا صورة للعباس معبرة، ولا يكتفي بذلك للتعبير عن شجاعته بل اضافة إلى كون العباس رمى الكفار وجعلهم كعصف مأكول، هو كان يشوي وجوههم بقوله: (يشوي وجوه الغادرين بحده)، فيه اشارة إلى قوله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾([22]).

ففيه إشارة واضحة إلى الشجاعة الفائقة التي أبداها أبو الفضل العباس عليه السلام يوم الطف.

أما ما يخص منزلته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى فقد قال الشيخ عبد الواحد المظفر من قصيدة بعنوان (المزارات الأربعة لأبي الفضل العباس عليه السلام ):

(البسيط)

بابُ الحسينِ أبو الفضل بنُ حيدرةٍ
ثلاثةٌ بربوعِ الطفِّ عمّرَها
فأصبحت مثلَ بيتِ اللهِ طاف بها
مزارُ كفيه معروفٌ ومشهده
ترى الملوكَ على أبوابِ حـضرتهِ




اللهُ شادَ له أسمى مزارات
بالزائرين وفرداً عندَ شاماتِ
مِن كل فجٍ أناسٌ أهْلُ حاجاتِ
ملاذُ زوّارِهِ في كل أوقات
ترمي بتيجانِ تمليكٍ ثمينات([23])



لقد شبه الشاعر مزار العباس عليه السلام ببيت الله، واستعان بألفاظ القران، مضمن الآية القرآنية:

﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾([24]). مشير إلى معناها المقصود، مشبها بها مزار العباس عليه السلام ، إذن فإيراد (من، كل، فج، أناس)، والمعنى وهو حج بيت الله إذا أعلن وقته، فالناس يؤتون إليه من كل حدب وصوب، هو قرآنية مباشرة دائرة في دائرة النص القرآني.


 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس