عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-12-2011, 10:40 AM
عشقي حُسين
عضو نشيط
فلسفة واقعنا غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Palevioletred
 رقم العضوية : 60
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4799 يوم
 أخر زيارة : 07-03-2011 (05:15 AM)
 العمر : 29
 الإقامة : أم الحمام
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حملت جنازة عقلي معي



للشاعر جاسم الصحيح / الأحساء
قصيدة عينية رائعة تحاكي عينية الجواهري..

حملـتُ جنـازةَ عقلـي معـي - وجِئْـتُكَ فـي عاشـقٍ لا يعـي
أحسُّـكَ ميـزانَ مـا أدَّعـيـهِ - إذا كـان فـي اللهِ مـا أدَّعـي
أَقيـسُ بِحُبِّـكَ حجـمَ اليقـيـنِ - فحُبُّـكَ فيمـا أرى مـَـرجِـعـي
خَلَعتُ الأساطيـرَ عنّـي سِـوى - أساطيـرِ عشقِـكَ لـمْ أخـلَـعِ
وغِصتُ بِجُرحِكَ حيثُ الشموسُ - تهـرولُ فـي ذلـك الـمَطـلَـعِ
وحيثُ (المثلَثُ) شـقَّ الطريـقَ - أمامـي إلـى العالَـمِ الأرفَـعِ
وعلَّمَنـي أن عشـقَ الحسيـنِ - انكشافٌ علـى شَفـرةِ المبضَـعِ
فعَرَّيْتُ روحي أمـامَ السّيـوفِ - التـي التَهَمَتْـكَ ولَـم تَشـبَـعِ
وآمنتُ بالعشـقِ نبـعَ الـجُنـونِ - فقد بَـرِئَ العشـقُ مِمَّـنْ يَعـي!
وجئتُكَ فـي نَشـوةِ اللاعقـولِ - أجـرُّ جنـازةَ عقلـي مـعـي
أتيتُـكَ أفتِـلُ حبـلَ الـسـؤالِ - متى ضَمَّك العشقُ في أضلعـي؟!
عَرَفْتُكَ في (الطَلقِ) جـسرَ العبورِ - مـن الرَّحْـمِ للعالَـمِ الأوسَـعِ
ووَالِدَتي بِـكَ تحـدو المخـاضَ - علـى هَـوْدَجِ الأَلَـمِ المُمْـتِـعِ
وقد سِـرْتَ بِـي للهوى قَبلَمـا - يسيرُ بِـيَ الجـوعُ للمرضَـعِ
لَمَسْتُكَ في المهـدِ دفئَ الحنـانِ - علـى ثـوبِ أُمِـيَ والملفَـعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الـذي - تَقاَطَـرْتَ فـي اللَبَـنِ المُوجَـعِ
وقبلَ الرضاعةِ قبلَ الحليـبِ - تَقاطَـرَ إِسْمُـكَ فـي مَسْمَعـي
فأَشْرَقْتَ في جوهَـري ساطِعـاً - بِما شَـعَّ مـن سِـرِّكَ المـودَعِ
بكيتُـكَ حتَـى غسلـتُ القِمـاطَ - على ضِفَّتَيْ جُرْحِـكَ المُشْـرَعِ
وما كنتُ أبكيـكَ لـو لـمْ تَكُـنْ - دمـاؤُكَ قـد أيقظَـتْ أدمُعـي
كَبُرْتُ أنـا.. والبكـاءُ الصغيـرُ - يكبـرُ عبْـرَ الليالـي مـعـي
ولم يبقَ في حَجـمِ ذاك البكـاءِ - مَصَـبٌّ يلـوذُ بــهِ منبـَعـي
أنا دمعـةٌ عُمْرُهـا (أربعـونَ) - جحيمـاً مِـنَ الأَلـمَ المُـتْـرَعِ
هنا في دمي بَـدَأَتْ (كربـلاءُ) - وتَـمَّتْ إلـى آخِـرِ المصـرَعِ
كأنّـكَ يـومَ أردتَ الـخـروجَ - عبرتَ الطريقَ علـى أَضْلُعـي
ويومَ انْحَنَىَ بِـكَ متـنُ الجـوادِ - سَقَطْتَ، ولكـنْ علـى أَذْرُعـي!
ويـومَ تَوَزَعْـتَ بيـنَ الرِّمـاحِ - جَمَعْتُـكَ فـي قلبـيَ المُـولَـعِ
فيـا حـاديـاً دَوَرانَ الإبــاءِ - علـى مِـحـوَرِ العالَـمِ الطيِّـعِ
كفـرتُ بكـلِّ الجـذورِ التـي - أصابَتْـكَ رِيـاً ولــم تُـفْـرِعِ
أَلَسْـتَ أبـا المنجبيـنَ الأُبــاةِ - إذا انْتَسَـبَ العُـقْـمُ للخُـنَّـعِ؟!
وذكراكَ فـي نُطَـفِ الثائريـنَ - تهـزُّ الفحولـةَ فـي المضجَـعِ
تُطِلُّ على خاطـري (كربـلاءُ) - فتخـتَصِرُ الكـونَ فـي مَوضِـعِ
هنا حينمـا انتفـضَ الأُقحـوانُ - وثـار علـى التُربـةِ البَلـقَـعِ
هنا كنتَ أنـتَ تمـطُّ الجهـاتِ - وتنمـو بأبعـادِهـا الأربَــعِ
وتحنو على النهرِ، نهرِ الحياةِ - يُحـاصـرُهُ ألــفُ مستَنـقَـعِ
وحيـنَ تناثـرَ عِقْـدُ الـرِفـاقِ - فـداءً لـدُرَّتِـهِ الأنـصَــعِ
هنا لَـبَّـتِ الريحُ داعي (النفيـرِ) - وحَجَّتْ إلى الجُثَثِ الصُـرَّعِ
فَما أَبْصَـرَتْ مبدِعاً كالحسيـنِ - يخـطُّ الحيـاةَ بـلا إصـبـعِ!
ولا عاشقـاً كأبـي فـاضـلٍ - يجيـدُ العِـنـاقَ بــلا أَذرُعِ!
ولا بطَـلاً مثلـمـا عـابـسٍ - يهـشُّ إذا سـارَ للمَـصـرَعِ!
هنـا العبقريَـةُ تلقـي العِـنـانَ - وتهبِـطُ مـن بُرجِهـا الأرفَـعِ
وينهارُ قصـرُ الخيـالِ المهيـبُ - علـى حيـرةِ الشاعـرِ المبـدِعِ
ذكرتُكَ فانسـابَ جيـدُ الكـلامِ - علـى جهـةِ النـشـوةِ الأروعِ
وعاقـرتُ فيـكَ نـداءَ الحيـاةِ - إلـى الآنَ ظمـآنَ لـم ينـقـعِ
وما بَرِحَ الصوتُ: «هلْ مِن مُغيث» - يدوّي.. يـدوّي... ولـم يُسْمَـعِ
هنا في فمـي نَبَتَـتْ (كربـلاءُ) - وأسنانُهـا الشـمُّ لَــم تُقـلَـعِ
وإصبعُـكَ الحـرُّ لَـمّا يَــزَلْ - يـُديـرُ بأهـدافِـهِ إصبـعـي
فأحشـو قناديـلَ شِعـري بمـا - تَنَـوَّرَ مـن فَتحِـكَ الأنـصَـعِ
وباسمِكَ أستنهـضُ الذكريـاتِ - الحييّاتِ مـن عُزلَـةِ الـمَخْـدَعِ
لَعـلَّ البطولـةَ فـي زَهْـوِهـا - بِيَوْمِـكَ، تأتـي بـلا بُـرقُـعِ
فأصنـعُ منهـا المعانـي التـي - على غيـرِ كفَّيـكَ لـمْ تُصنَـعِ




رد مع اقتباس