بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أخوتي سأكون معكم في وقفة رائعة وهذه المحطات التي أقول فيها
* هناك من الناس من لا علاقة لنا بهم ومع ذاك نشعر بودهم لنا ونتوق إلى طيب لقائهم وندعو الله بقلب نابض بالود لهم أن يوفقنا لصحبتهم ولو لمرة واحدة في حياتنا
* هناك أُناس يقلقهم بعدنا عنهم لدرجة تجعل نفوسهم مضطربة وكلماتهم مكسرة وعيونهم غائرة فإذا ما وُفقوا لرؤيتنا والإلتقاء بنا طابت نفوسهم واستقرت لدرجة تجعلهم في قمة الفرح وفي تمام السعادة فيظهر ذلك على صفحات وجوههم والثقة بأنفسهم حينما يتحدثون حيث تطيب كلماتهم بالفصاحة والبلاغة التي غابت عنهم في الوقت الذي كنا فيه عنهم غائبين وتُقر عيونهم وتبتسم شفاههم بعد أن كانوا عابسين وللدموع هاطلين وعلى غيابنا متحسرين
* هناك أُناس نواياهم صافية ونقية كماء الزلال الذي يغسل الأردان ويروي العطشى
* قد نبتلي بصحبة أُناس نواياهم مشوبة بالظنون ونفوسهم حاملة للذنوب والآثام فتعلق أوساخهم بحياتنا فنتأذى ونتألم من روائحها العفنة ومنظرها المقزز لكننا كلما حاولنا غسلها نجدها قد تراكمت وكبرت إلى حد يجعلنا نضج من بلائها ونستغيث من دائها الذي إن استشرى صير حالنا مثل حالهم ونوايانا كنواياهم حينها نهلك ويكون مصيرنا الخلود في قعر جهنم نادمين لصحبتنا لهؤلاء الأرجاس
* قد نجد أحداً من الناس يبكي بمجرد أن ننظر إليه فلا نعرف سبب بكائه ، فنحتمل لبكائه واحد من أمرين الأول: أنه في أمس الحاجة لنا لمساعدته للخروج من مما هو فيه من هم كبير وكرب عظيم .. الثاني: أنه مصاب بمرض خطير وألم شديد لكنه حبس دموعه وآهاته حينما كان وحيداً حيث يعلم أن لا أحد يسمع صراخه لكنه بمجرد أن رآنا أمامه أظهرها كالسيل الجارف وأتبعها بصراخ وعويل لعلمه بأن صراخه سنسمعه ودموعه سنمسحها وآلامه سنُهدؤها بتضامننا معه وشفقتنا عليه

صــ آل محمد ــداح