أنا مظلومة الدهرِ و عمرُ الزهرِ من عمري
أنا الزهراءُ يا ربي طغى حزني على قلبي

إليكَ أشتكي حزني و أنت بحالتي أدرى
جنيني فوق أعتابي ، إليكَ روحهُ تُسري
يعاتبني بعينيهِ ، يمدُ كفـهُ الحيرى
تحاورنا بعينينِ ، و عيني أبدت العذرَ

أنا محروقةُ البستانْ و ( كل من عليها فان )
طواني الدهرُ كالكُـتْبِ طغى حزني على قلبي


كما مزمارِ داوودٍ لكَ تعلو تراتيلـي
أكاليلٌ من الصبرِ ، و ها ذابت أكاليلي
فرغم اللطمِ و الكسرِ بدت مني تهاليلي
أنا سُـورٌ من الألـمِ و منكَ جاء تأويلي

فضلعي صارَ مكسورا و إني لا أردى نورا
أرى عمري على لَـهْبِ طغى حزني على قلبي






إلا يا جابرَ الكسـرِ فمن للضلعِ يا ربـاه
كتمت الآه في صدري و ضلعي جازعٌ بالاه
لإن أنسى لظى داري ، فلطم العين لا أنساه
لأني قُـدسك الأصفى و إني من رسول اللـهْ

أنا حدٌ أنا شـرفُ و أهلُ الدارِ قد عرفوا
فما الداعي إلى الكذْبِ طغى حزني على قلبي

و بعلي اليومَ قادوهُ بدربِ الكـبرِ و الطغيانْ
فصبر الليثِ في الأسرِ يوازي صولـةَ الميدانْ
أرى القرآنَ يا ربي بكاها سورةَ الإنســانْ
فما يجري على بعلي ، عجيبٌ يشغلُ الأذهانْ

أ ليـثُـك صارَ مـغـلولا ؟ و دمـعي سـالَ مـذهـولا
و قــادوهُ بـلا ذنـبِ طغى حزني على قلبي

بنو اللاتِ بنو الـعـزى لهم في المحشرِ وقـفَـه
فكلٌ قاصِـدٌ ذنـبَـه و كلٌ عـارفٌ كـفَـه
و كلٌ يذكـرُ الدارَ و يعرفُ فاطـمَ الـعِـفَه
و إنَّ لظيةَ الـبـابِ ستخسفُ من جنى خسفَـه

أيا ربي أنـتـقم مـنـهم فلستَ راضياً عـنَـهـم
لأنتَ خالقـي حسبي طغى حزني على قلبي

أبو تـقي الأحسائي