عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2011, 12:09 PM   #3
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



20- عن الإمام الباقر : - إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل-.
21- وعنه أيضاً : - إذا قام قائم أهل البيت قسّم بالسوية وعدل في الرعية فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصي الله...-.
22- قال الإمام الصادق - يا مفضل؛ ليس للمهدي وقت لأنه كالساعة إنما علمها عند ربي، إلى أن قال: لا يوقت لمهدينا وقت إلا من شارك الله في علمه وادعي أنه أظهره على سره-.
لم تدع هذه الروايات الواضحة والصريحة لأحد شكاً في أخذ الإمام بالثأر الإلهي من جميع الظالمين والمجرمين ومن المتلبسين بالدين الذين أعطوا الشرعية لجرائم الطغاة والذين سكتوا عن الظلم والفساد وذهبوا في ترتيب أوضاعهم المالية والاقتصادية بأموال المسلمين من دون أن يقوموا بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوقت الذي أخذ الله على العلماء أن لا يقارُّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم كما قال مولانا أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). ولكن نتساءل: هل الإمام الحجة حين قيامه بثورته الإصلاحية والقضاء علي الطغاة يغض الطرف عن علماء السوء لأنهم من قريش أو من الحسب والنسب الكذائي، أم يبدأ بهم أولاً قبل الآخرين ليكونوا درساً لغيرهم وعبرة للناس بأن الإمام لا يتهاون ولا يساوم مع أحد في إجراء العدالة الإلهية ولو كانوا من أقربائه وعشيرته؟.
لاشك إن الإمام وكما قال النبي وسلم: - يكون من الله على حذر لا يغتر بقرابته ولا يضع حجراً على حجر ولا يقرع أحداً في ولايته بسوط إلاّ في حدّ، ليمحوا الله به البدع كلها ويميت الفتن كلها-. فالإمام لا يظلم أحداً ولا يعتدي على أحدٍ ولا يقوم إلا بالحق فكل ما يقوم به من إبادة للظالمين وقتل المجرمين وتطهير الأرض من الفساد والمفسدين فهو بأمر من الله عز وجل وبعهد من رسول الله وسلم ولا تمنعه من إجراء العدالة المحسوبيات أو القرابة ولذا فهو يبدأ بقريش فلا يعطيهم إلا السيف ولا يأخذ منهم إلا السيف ولا تأخذه في الله لومة لائم، فهو كمولانا أمير المؤمنين يري القوي عنده ضعيفاً حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوياً حتى يأخذ الحق له. والإمام المهدي ليس مهمته الوعظ والإرشاد لأن زمن الموعظة والإرشاد قد انتهي, فمن كان يريد لنفسه الخير والصلاح لأصلح نفسه بآيات الذكر الحكيم وأحاديث الرسول الكريم وتوجيهات آله الطيبين الطاهرين.
بل إن مهمته الأساسية تطبيق الإسلام بحذافيره وبحدوده وقوانينه وإجراء القصاص والعقوبات بكل صرامة واجراء أحكام العدالة، فلا رحمة على الطغاة ولا شفقة على المجرمين ولا عفو عن السارقين ولا تغافل عن المعتدين، بل المقياس عند الإمام هو الحق والحقيقة بكل أبعادها والعدالة الكاملة بكل جوانبها إنما الرحمة في ذلك اليوم للفقراء والمسكين، والشفقة والعطف على المستضعفين والمحرومين إذا لم يكونوا متعاونين مع المجرمين، وكما روي عن الإمام الصادق ، وعن جدّه المصطفى وسلم، فإن: - المهدي سمح بالمال، شديد على العمال، رحيم بالمسكين- و- المهدي كأنما يُلعق المسكين الزّبدَ- و- يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده-. فالإمام هو المنقذ الحقيقي للبشرية من براثن الظلم والطغيان ومطبق للشريعة الحقة. فالإمام حينما ينهض لا يرفع راية اللاّعنف وراية المحبة والسلام لأعداء الله وأعداء الرسول، إنما يعمل بالآيات القرآنية التي تدعو إلى قتال المشركين كافة حتى لا تكون فتنة، وليجدوا في الإمام وأصحابه غلظة وشدة ويكون الإمام وأصحابه أشداء على الكفار رحماء بينهم. وإذا كانت هناك روايات وأحاديث تتحدث عن الإمام المهدي وأنه يسير بسيرة مولانا أمير المؤمنين بالمن والكف، فإن لهذه الروايات تطبيقات بعد الانتصار الساحق على الأعداء وبعد أن تضع الحرب أوزارها كما فعله أمير المؤمنين ، أما في فترة القتال ومدة الحرب التي تستغرق ثمانية أشهر فضرب الأعناق وقتل الأعداء قائم على قدم وساق، وهذا ما تؤكده الأحاديث الواردة عن أهل البيت التي تتحدث عن القتال ووضع الإمام السيف على عاتقه لمدة ثمانية أشهر كما قال أمير المؤمنين : - يفرّجُ الله الفتنَ برجلٍ منّا، يسومُهم خسفاً، لا يُعطيهم إلاّ السيف، يضعُ السيفَ على عاتقهِ ثمانية أشهرٍ هرجاً، حتى يقولوا: والله، ما هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة لرحمنا. يغريه الله ببني العباس وبني أُميَّة-.
وكما قال الإمام الباقر وولده الإمام الصادق فان الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف): -... يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجاً حتى يرضي الله-.
هذا بالإضافة إلى أن سيرة أمير المؤمنين مع القاسطين والمارقين والنكثين لم تكن إلاّ بالسيف والقتال. فالمعارك الضارية والدامية التي جرت بين الإمام ومعاوية وبين الإمام والنكثين وعلى رأسهم طلحة والزبير وعائشة, وبين الإمام والمارقين (الخوارج) تشهد لها صفحات التاريخ على كثرة الضحايا والمقتولين. أجل سار بالمن والكف بعد الانتصار الساحق الذي حققه الإمام ضد أعداء الله. وهكذا تكون سيرة الإمام المهدي .
فهو بعد أخذ الثائر من الظالمين وإراقة دماء الفجار والمجرمين وبعد تطهير الأرض من أئمة الكفر وأتباعهم يعفو عن بقية الناس المغفلين والجاهلين ويسير فيهم بالمن والكف بعد أن يضع الله الرحمة في قلبه كما سار سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بأهل البصرة. هذا إذا سلكنا مسلك التوفيق بين رواية المن والكفّ والروايات التي تتحدث عن قيام الإمام بالسيف وقتل الظالمين بلا هوادة، أما إذا لم نرتضِ إلاّ برواية المن والكف في سيرة الإمام في الحروب فلابد من إلغاء الروايات الكثيرة المتواترة التي تصرح بسيرة الإمام بقتال المجرمين والظالمين وعدم المسامحة مع الطغاة والأخذ بثأر المظلومين وقتل الأعداء المحاربين. ومن الطبيعي عدم استطاعة رواية المن والكف مقاومة الروايات المتواترة بأخذ الإمام بثارات المظلومين والمضطهدين والشهداء، وعدم إمكانية تطهير الأرض من براثن الشرك والكفر والنفاق ما دامت تلك العناصر الضالة والمجاميع المنحرفة الحاقدة في المجتمع حيةٍ تسعي في ضرب الأهداف المقدسة للإمام وبذلك تتلاشي أهداف ثورته المباركة، بل لا يمكن لها من تحقيق طموحاتها السامية من إجراء العدالة الشاملة، هذا بالإضافة إلى ما يسبب حالة المن والكف إبقاء الحكومات الظالمة لسيطرتها الغاشمة على الشعوب المستضعفة لأن على الإمام إما أن يحارب الظلم والظالمين أو يعفو عنهم مناً وكفاً عن القتال وهذا مخالف للأهداف الربانية التي قام الإمام بثورته المباركة لأجلها بل نستطيع القول إن سياسة المنّ حتى لو استطاعت الإطاحة بالحكومات الفاسدة فهي لا تستطيع توفير الأمن والاستقرار للناس إذا ترك عناصرها المجرمة تسرح وتمرح في الأرض لأن هؤلاء المجرمين يلجؤون إلى التخريب والتفجير لزعزعة الأمن والاستقرار ولهذا فنحن نري أن الروايات التي تتحدث عن قتل المجرمين والظالمين والانتقام من المفسدين، هي الأصح والأقرب إلى تحقيق أهداف الإمام في استقرار الأمن والطمأنينة والسعادة للناس خصوصاً وأن هذه الروايات تذكر العلّة في سبب القضاء على الظالمين فالخير كل الخير تحت ظلال السيوف والخير كل الخير في بقية السيف كما جاء في الأحاديث الشريفة، والخير كل الخير تحت ظل العدالة الإلهية والخير كل الخير في حكومة الإمام المهدي . فالسعادة تعمر القلوب والنفوس ابتهاجاً بعدالة الإمام وبمساواته بين الناس تطبيقاَ لحديث الرسول الكرم - إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى-. فالناس كلهم سواسية كأسنان المشط لا تمايز ولا تفاضل في الأنساب ولا بين القوميات والعرقيات. فخروج الإمام هو في الحقيقة القيامة الصغرى. فكما أن في القيامة الكبرى حساب وكتاب وموازين وعدالة ولا تأجيل للحساب ولا توبة بل ثواب وعقاب، كذلك في خروج الإمام القيامة الصغرى لا توبة ولا تأجيل بل عدالة وكتاب وحساب وعقاب وثواب. فالمجرم يلاقي جزاءه والمحسن ينال أجره. المظلوم يأخذ حقه من ظالمه أينما كان. ويبدو أن المشيئة الإلهية اقتضت أن تكون هناك قيامة مصغّرة على وجه البسيطة قبل القيامة الكبري التي يجمع الله فيها الناس، ولكن القيامة الصغرى يقيمها الله حين يأذن للإمام المهدي بالخروج والقضاء على المجرمين وإعطاء حقوق المظلومين وتحقيق العدالة الشاملة على الكرة الأرضية لإرساء قواعد الأمن والسعادة للبشرية جمعاء. فالعالم اليوم بانتظار صاحب العدالة والسعادة والمساواة، وإلي ذلك اليوم (يوم الخروج) الذي قال الله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِك يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق:42)
الجميع بانتظاره، بانتظار تطبيق العدالة في العالمين، يوم يكون فيه توفير السعادة والرفاه لكل المستضعفين ولجميع الناس على حدّ سواء، ذلك يوم الحق، فهل نحن من المنتظرين لخروجه حقاً؟




 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس