![]() |
الخير الذي يفعله الإنسان لغيره يعود لنفسه في الحقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم كان هناك رجل حاجّ يعيش في إحدى المدن المقدسة نزل في مدينته مسافر من بلد آخر هو وعائلته وكانوا ينزلون فيها لأوّل مرّة ولا يعرفون فيها أحداً، فذهبوا إلى الفنادق والمنازل التي يؤجّرها أصحابها فلم يحصلوا على مكان بسبب كثرة الزوار، واضطروا للجلوس في مكان ما، فمرّ بهم الحاج، وهوكما أعرفه كان يعمل الخير ما وسعه لأي شخص سواء كان يعرفه أم لا، وعندما رأى هذا الزائرَ وعائلته جالسين على الأرض سألهم: لماذا أنتم جالسون هنا؟ فقالوا له: نحن مسافرون جئنا للزيارة ولكنا لم نعثر على مكان ننزل فيه فاضطررنا للجلوس هنا عسى أن يمرّ بنا شخص من أهل بلدتنا يعرفنا ونعرفه فيرشدنا إلى مكان ما. قال لهم الحاج: تعالوا معي إلى بيتي. ففرحوا بذلك وأضمروا أن يعطوه الأجرة المناسبة آخر الأمر لأنهم كانوا أناساً متمكنين مادياً ولكن لم يكن يتيسّر لهم الحصول على مكان ينزلون فيه. وأنزلهم الحاج في بيته منزلاً كريماً وكانوا ضيوفاً عليه لمدة عشرة أيام كان يقدّم لهم خلالها الطعام أيضاً لأنه كان هو الآخر متمكناً مادياً، قد أنعم الله تعالى عليه ولكن الضيوف فوجئوا عندما أرادوا وداعه أنه لا يقبل المال وقال لهم: لم تكونوا ضيوفي بل ضيوف الإمام سلام الله عليه وإن المبلغ الذي سأحصل عليه منه يفوق ما تعطونه لي مهما بلغ. وعندما لاحظوا إصراره على رفض أخذ المال ودّعوه شاكرين وانصرفوا. مرّت سنوات وحدثت للحاج (المضيّف) مشكلة سياسية في البلد الذي قدم منه الزائر الضيف وأُرسل إلى السجن وكان يحتمل حتى صدور حكم الإعدام بحقّه، وكان يتعرض للاستجواب عدة أيام حتى جاءه في أحد الأيام شخص يظهر من العلامات التي يحملها على كتفه أنه رجل رفيع المنصب في الدولة. وعندما دخل عليه سأله: ألستَ فلانا؟ قال بلى. ثم شرع بتوجيه الأسئلة الأخرى من قبيل: ألستَ تسكن البلد الفلاني؟ وكان الحاج يجيب: لقد سألتموني من قبل والمعلومات مكتوبة عندكم فقد أدليت بكلّ إفادتي. وأخيراً سأله المحقق: أليس بيتك في المكان الفلاني؟ قال: نعم. ثم نظر المحقق إليه نظرة خاصة وقال: ألم تعرفني؟ قال: لا. قال دقّق فيّ جيداً، ثم رفع قبعته من على رأسه فقال الحاج: كأني رأيتك ولكن لا أتذكّر أين. فقال الرجل: لقد كنا أنا وعائلتي عشرة أيام في بيتك ضيوفاً أكرمتنا كثيراً ولم تقبل أن تأخذ مالاً لقاء ذلك مهما حاولنا ذلك. قال الحاج: إنما فعلته لله. وهنا قال زائره: ها هو حكمك بيدي، وعقوبتك تصل حتى الإعدام، ولكني أمزّق الورقة أمامك وأقول لك: تفضّل واخرج فليس عليك شيء! :. الخير الذي يفعله الإنسان لغيره يعود لنفسه في الحقيقة كل ما سلف أن الخير الذي يفعله الإنسان لغيره إنما يعود لنفسه في الحقيقة بل هو مسجّل له منذ البداية، ولكن انكشاف هذا الأمر يحتاج إلى وقت، غايته أن النتائج قد لا تظهر كلها في هذه الحياة الدنيا بل قد يراها الإنسان في الآخرة، فإذا كان عند الإنسان بصيرة والتفات وكان معتبِراً بقصص الآخرين سهُل عليه الأمر وبادر إلى عمل الخير للآخرين، وهو لنفسه في الحقيقة كما قلنا. نسأل الله تعالى أن يجري على أيدينا الخير ولا يمحقه بالمنّ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. |
شجون الزهراء
ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا http://www.wlidk.net/upfiles/bqx09646.gif http://www.adnanalhamame.com/vb/data...aQMJKXZJ0//9k= |
الساعة الآن 04:10 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010