:: منتديات السيد عدنان الحمامي ::

:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: (http://www.adnanalhamame.com/vb/index.php)
-   قسم المكتبه الاسلاميه (http://www.adnanalhamame.com/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   آداب الاُسرة في الإسلام (http://www.adnanalhamame.com/vb/showthread.php?t=2513)

المعارف 09-18-2011 08:12 PM

آداب الاُسرة في الإسلام
 
مقدمات تشكيل الاُسرة
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifمعنى الاُسرة:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالاُسرة لغةً:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifأُسرة الرجل: عشيرته ورهطه الأدنون؛ لأنّه يتقوى بهم[1].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوالاُسرة: عشيرة الرجل وأهل بيته[2].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوالاُسرة: أهل الرجل وعشيرته، والجماعة يربطها أمر مشترك[3].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوالاُسرة: أهل بيت الإنسان وعشيرته، وأصل الاُسرة الدرع الحصينة، وأطلقت على أهل بيت الرجل؛ لأنّه يتقوى بهم[4].
الاُسرة اصطلاحاً:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifهي رابطة الزواج التي تصحبها ذُرّية[5].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوهي: رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا في معيشة واحدة[6].
استحباب النكاح وأهميته:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالنكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة، وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة، وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض، وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة، والمعونة على العفّة والفضيلة، فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي، والانحراف الجنسي، ومن هنا كان استحبابه استحباباً مؤكدّاً، قال تعالى: ( وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللهُ مِن فَضلهِ واللهُ واسعٌ عليمٌ )[7].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifووردت روايات عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام تؤكد هذا الاستحباب، قال أمير المؤمنين عليه السلام: « تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج »[8].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « تناكحوا تكثّروا، فإنّي أُباهي بكم الاُمم، حتى بالسقط »[9].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال صلى الله عليه وآله وسلم: « ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً، لعلَّ الله أن يرزقه نسمة، تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله »[10].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوهو ضمان لاحراز نصف الدين، لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة، لينطلق الإنسان متعالياً عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « من تزوج أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي »[11].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: « ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب »[12].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين[13].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifولأهمية النكاح جعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية، حيث قال: « ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله »[14].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « اتخذوا الأهل، فإنّه أرزق لكم »[15].
كراهية العزوبة:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifحكم الإسلام بكراهية العزوبة؛ لأنّها تؤدي إلى خلق الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي الناجم عن كبت الرغبات وقمع المشاعر، وتعطيل الحاجات الأساسية في الإنسان، سيّما الحاجة إلى الاشباع العاطفي والجنسي، والعزوبة تعطيل لسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: « من سنتي التزويج، فمن رغب عن سنتي فليس مني »[16].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال صلى الله عليه وآله وسلم: « إنّ أراذل موتاكم العزاب »[17]، وفي رواية: « شرار موتاكم العزاب »[18].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقد أثبت الواقع أن العزاب أكثر عرضةً للانحراف من المتزوجين، فالمتزوج اضافة إلى إشباع حاجاته الأساسية، فإنّ ارتباطه بزوجة وأُسرة يقيّده بقيود تمنعه عن كثير من الممارسات السلبية، حفاظاً على سمعة أُسرته وسلامتها، مما يجعله أكثر صلاحاً وأداءً لمسؤوليته الفردية والاجتماعية.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوتزداد الكراهية حينما يعزب الإنسان عن الزواج مخافة الفقر، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « من ترك التزويج مخافة الفقر، فقد أساء الظنّ بالله عزَّ وجلَّ »[19].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifومن الحلول الوقتية التي سنّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للتخفيف من وطأة العزوبية أن أمر الشباب أمراً ارشادياً بالالتجاء إلى الصوم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباه فليتزوّج، ومن لم يستطع فَليُدمِنِ الصوم، فإنّ الصوم له وجاء »[20].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifهذا الحديث يجعل الزواج في مقابل الصوم كأحد الوسائل الرادعة لجميع أسباب الانحراف وتأثيراتها السلبية. فبالصوم يستطيع الشاب أن يهذب غرائزه، ويخفف من تأثيراتها السلبية، النفسية والعاطفية والسلوكية دون قمع أو كبت، إضافة إلى إدامة العلاقة مع الله تعالى التي تمنعه من كثير من ألوان الانحراف والانزلاق النفسي والسلوكي، وبالزواج أيضاً يستطيع أن يحقق عين الآثار المتمثلة بتهذيب السلوك ومقاومة أسباب الانحراف.
استحباب السعي في النكاح:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifحث الإسلام على السعي في النكاح، والمساهمة في الترويج له وإقراره في الواقع بالجمع بين رجل وامرأة لتكوين اُسرة مسلمة، فمن يسعى فيه يعوضه الله تعالى عن سعيه في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «... ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوّجه الله عزَّ وجلَّ ألف امرأة من الحور العين.. »[21].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifقال الإمام الصادق عليه السلام: « أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادماً، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوّج عزباً »[22].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام: « ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: رجل زوّج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سرّاً »[23].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوجعله الإمام علي عليه السلام من أفضل الشفاعات فقال: « أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما »[24].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوالروايات المتقدمة تحثّ الناس إلى السعي في الجمع بين الرجل والمرأة لتكوين أسرة مسلمة، فيستحب جميع ما يؤدي إلى ذلك، من السعي في الخطبة، أو بذل المال لتوفير مستلزمات الزواج أو التشجيع عليه أو غير ذلك.
استحباب الدعاء للنكاح:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالدعاء بنفسه من العبادات المستحبة، لذا حثّ الإسلام عليه في سائر شؤون الإنسان، ومن بينها النكاح، لتكون جميع أعمال الانسان متجهة إلى الله تعالى في سيرها، طلباً لمرضاته.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقد أكدت الروايات على استحباب الدعاء لمن أراد النكاح، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « فإذا همّ بذلك فليصلِّ ركعتين ويحمد الله، ويقول: اللهمّ إني أُريد أن أتزوج، اللهمّ فاقدر لي من النساء أعفهنَّ فرجاً، وأحفظهنَّ لي في نفسها وفي مالي، وأوسعهنَّ رزقاً، وأعظمهنَّ بركة، وأقدر لي منها ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي »[25].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوالله تعالى يجيب الإنسان إذا دعاه بقلب مخلص ونيّة صالحة، كما تظافرت على ذلك الآيات والروايات، وهو نعم العون في اختيار صالح الأعمال لعبده المؤمن المخلص، وخصوصاً في مثل هذه القضية المهمة التي تكون مقدمة لسعادته في الدنيا والآخرة.
اختيار الزوجة:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالعلاقة الزوجية ليست علاقة طارئة أو صداقة مرحلية، وإنّما هي علاقة دائمة وشركة متواصلة للقيام بأعباء الحياة المادية والروحية، وهي أساس تكوين الاُسرة التي ترفد المجتمع بجيل المستقبل، وهي مفترق الطرق لتحقيق السعادة أو التعاسة للزوج وللزوجة وللأبناء وللمجتمع، لذا فينبغي على الرجل أن يختار من يضمن له سعادته في الدنيا والآخرة.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifعن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: « اُنظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه على دينك وسرّك، فإن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وحسن الخلق، واعلم:

فمنهنَّ الغنيمة والغـــــرام
*
ألا إنّ النســـاء خلقن شتى
لصاحبه ومنهنَّ الظــــلام
*
ومنهنَّ الهـــلال إذا تجلّى
ومن يعثر فليس له انتقام »[26]
*
فمن يظفر بصــالحهنَّ يسعد

http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوراعى الإسلام في تعاليمه لاختيار الزوجة، الجانب الوراثي، والجانب الاجتماعي الذي عاشته ومدى انعكاسه على سلوكها وسيرتها.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « اختاروا لنطفكم، فإنّ الخال أحد الضجيعين »[27].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm2.gifوقال صلى الله عليه وآله وسلم: « تخيروا لنطفكم، فإنّ العرق دسّاس »[28].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوروي أنّه جاء إليه رجل يستأمره في النكاح، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « نعم انكح، وعليك بذوات الدين تربت يداك »[29].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال صلى الله عليه وآله وسلم: « من سعادة المرء الزوجة الصالحة »[30].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifفيستحب اختيار المرأة المتدينة، ذات الأصل الكريم، والجو الاُسري السليم[31].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوبالاضافة إلى هذه الاُسس فقد دعا الإسلام إلى اختيار المرأة التي تتحلى بصفات ذاتية من كونها ودوداً ولوداً، طيبة الرائحة، وطيبة الكلام، موافقة، عاملة بالمعروف إنفاذاً وإمساكاً[32].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوفضّل تقديم الولود على سائر الصفات الجمالية، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « تزوجوا بكراً ولوداً، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً، فاني أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة »[33].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifولم يلغِ ملاحظة بعض صفات الجمال لاشباع حاجة الرجل في حبه للجمال، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا أراد أحدكم أن يتزوج، فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فان الشعر أحد الجمالين »[34].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال صلى الله عليه وآله وسلم: « تزوجوا الأبكار، فانهنَّ أطيب شيء أفواهاً »[35].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أفضل نساء أمتي أصبحهنَّ وجهاً، وأقلهنَّ مهراً »[36].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifويستحب أن تكون النية في الاختيار منصبّة على ذات الدين، فيكون اختيارها لدينها مقدّماً على اختيارها لمالها أو جمالها، لأنَّ الدين هو العون الحقيقي للانسان في حياته المادية والروحية، قال الامام جعفر الصادق عليه السلام: « إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإنّ تزوجها لدينها رزقه الله عزَّ وجلَّ جمالها ومالها»[37].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifويكره اختيار المرأة الحسناء المترعرعة في محيط أُسري سيء، والسيئة الخلق، والعقيم، وغير السديدة الرأي، وغير العفيفة، وغير العاقلة، والمجنونة[38]، لأنّها تجعل الرجل في عناء مستمر تسلبه الهناء والراحة، وتخلق الأجواء الممهّدة لانحراف الاطفال عن طريق انتقال الصفات السيئة إليهم، ولقصورها عن التربية الصالحة.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: « قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً، فقال: أيُّها الناس إياكم وخضراء الدمن. قيل: يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء »[39].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوحذّر الإسلام من تزوج المرأة المشهورة بالزنا، قال الإمام الصادق عليه السلام: « لاتتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا »[40]، وذلك لأنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح، إضافة إلى فقدان الثقة في العلاقات بينها وبين زوجها المتدين، إضافة إلى إنعكاسات انظار المجتمع السلبية اتجاه مثل هذه الاُسرة.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوكما نصح بتجنّب الزواج من الحمقاء لامكانية انتقال هذه الصفة إلى الاطفال، ولعدم قدرتها على التربية، وعلى الانسجام مع الزوج وبناء الاُسرة الهادئة والسعيدة، قال الامام علي عليه السلام: « إيّاكم وتزويج الحمقاء، فإنّ صحبتها بلاء، وولدها ضياع »[41].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوكذا الحال في الزواج من المجنونة، فحينما سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن ذلك أجاب: « لا، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس أن يطأها، ولايطلب ولدها »[42].
اختيار الزوج:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالزوج هو شريك عمر الزوجة، وهو المسؤول عنها وعن تنشئة الأطفال وإعدادهم نفسياً وروحياً، وهو المسؤول عن توفير ما تحتاجه الاُسرة من حاجات مادية ومعنوية، لذا يستحبّ اختياره طبقاً للموازين الإسلامية، من أجل سلامة الزوجة والاُسرة من الناحية الخلقية والنفسية، لانعكاس صفاته وأخلاقه على جميع أفراد الاُسرة من خلال المعايشة، فله الدور الكبير في سعادة الاُسرة أو شقائها.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوعليه فقد أكدت الشريعة المقدسة على أن يكون الزوج مرضياً في خلقه ودينه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه »، وأردف صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بالنهي عن ردّ صاحب الخلق والدين فقال: « إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »[43].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوأضاف الإمام محمد الجواد عليه السلام صفة الأمانة إلى التدين فقال: « من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »[44].
الكفاءة في الزوج:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifكانت العرب لا تقدِّم شيئاً على عنصر الكفاءة في الرجل، والرجل الكفؤ عندهم، هو من كان ذا نسبٍ مناظر لنسب المرأة التي تقدَّم لخطوبتها، ولا يقدّم عندهم على النسب شيء، ومازال هذا الفهم سائداً لدن الكثير من المجتمعات، لا سيّما القبلية منها، أو التي احتفظت بعاداتها القبلية وإن تمدنت في الظاهر.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifلكن الإسلام قدّم رؤيته للكفاءة في معناها الصحيح وإطارها السليم، المنسجم مع ميزان السماء: ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) مع الأخذ بنظر الاعتبار حقّ المرأة في العيش. فعرّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرجل الكفؤ بقوله: « الكفوء أن يكون عفيفاً وعنده يسار »[45].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقيل: إنّ الكفاءة المعتبرة في النكاح أمران: الإيمان واليسار بقدر مايقوم بأمرها والانفاق عليها، ولا يراعى ما وراء ذلك من الأنساب والصنائع، فلا بأس أن يتزوج أرباب الصنائع الدنيّة بأهل المروات والبيوتات[46].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifويحرم رفض الرجل المتقدم للزواج المتصف بالدين والعفة والورع والأمانة واليسار، إذا كان حقير النسب[47].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifولقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوّج المقداد بن الأسود ضباعة ابنة الزبير بن عبدالمطلب، وإنّما زوّجه لتتّضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم »[48].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifولملاحظة أن المرأة تتأثر بدين زوجها والتزامه بقدر تأثرها بأخلاقه وأدبه أكثر من تأثره هو بدينها وأدبها، قال الإمام الصادق عليه السلام: « تزوّجوا في الشكاك ولا تزوّجوهم، لأنّ المرأة تأخذ من أدب زوجها، ويقهرها على دينه »[49].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifويكره للأب أن يزوّج ابنته من شارب الخمر، والمتظاهر بالفسق، والسيء السيرة[50].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « من شرب الخمر بعدما حرّمها الله على لساني، فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب »[51]؛ لأنّ شرب الخمر والادمان عليه يؤدي إلى خلق الاضطراب الاُسري والتفكك الاجتماعي في جميع ألوانه، إضافة إلى ذلك فإنّه عقاب لشارب الخمر ليكون ردعاً له.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوكما حذّر الإسلام من تزوج المرأة المشهورة بالزنا، فقد حذّر أيضاً من تزويج الرجل المعلن بالزنا، قال الإمام الصادق عليه السلام: « لا تتزوج المرأة المعلنة بالزنا، ولا يزوج المعلن بالزنا إلاّ بعد أن يعرف منهما التوبة »[52].
الأحكام المتعلقة بالخطبة:
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifالخطبة تعني مبادرة الرجل لطلب الزواج من امرأةٍ، تبقى أجنبية عليه ما دام لم يعقد عليها عقد الزواج.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوهي بداية للتعارف عن قرب، يطلع من خلالها كل من الرجل والمرأة على خصوصيات الآخر، وخصوصاً ما يتعلق بالجانب الجسدي والجمالي، لذا جوّز الإسلام النظر في حدود مشروعة وقيود منسجمة مع قيمه وأُسسه في العلاقة بين الرجل والمرأة.
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifفيجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة، ويرى يديها بارزة من الثوب، وينظر إليها ماشية في ثيابها[53]، ويجوز لها كذلك، ولا يحلّ لهما ذلك من دون ارادة التزويج[54].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « لا بأس بأن ينظر إلى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوجها »[55].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقال أيضاً: « لا بأس بأن ينظر الرجل إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها، ينظر إلى خلفها وإلى وجهها »[56].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوله أيضاً جواز تكرار النظر، وأن ينظر إليها قائمة وماشية، وأن ينظر إلى شعرها ومحاسنها وجسدها من فوق الثياب[57].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوقيّد الإمام الصادق عليه السلام ذلك بعدم التلذّذ، فحينما سُئل عن النظر إلى شعرها ومحاسنها قال عليه السلام: « لا بأس بذلك إذا لم يكن متلذذاً »[58].
http://www.ahlolbayt.net/books/adabalosrh/b.htm1.gifوخلاصة الأحكام المتعلقة بالخطبة هي جواز النظر بشرط إرادة التزويج، فمن لم ينوِ التزويج يكون نظره محرماً، ويشترط عدم التلذّذ لأنّه حرام بأيّ حال من الأحوال.


[1] لسان العرب | ابن منظور 4 : 20 ، مادة أسر ، نشر أدب الحوزة ، قم 1405 هـ .

[2] لسان العرب 4 : 20 .

[3] المعجم الوجيز ، لمجمع اللغة العربية : 16 ، دار الثقافة ، قم 1411 هـ .

[4] دائرة معارف القرن العشرين | محمد فريد وجدي 1 : 277 ، دار المعرفة ، بيروت .

[5] علم الاجتماع | محمد عاطف : 92 .

[6] الاُسرة والمجتمع | علي عبدالواحد وافي : 15 .

[7] سورة النور : 24 | 32 .

[8] الكافي 5 : 329 .

[9] كتاب السرائر 2 : 518 .

[10] من لا يحضره الفقيه 3 : 382 .

[11] من لا يحضره الفقيه 3 : 383 .

[12] تهذيب الاحكام 7 : 239 | 1 كتاب النكاح باب 22 .

[13] كتاب السرائر 2 : 518 . وجامع المقاصد 12 : 8 .

[14] تهذيب الاحكام 7 : 240 | 4 كتاب النكاح باب 22 .

[15] من لا يحضره الفقيه 3 : 383 .

[16] مستدرك الوسائل 14 : 152 .

[17] من لا يحضره الفقيه 3 : 384 .

[18] جامع المقاصد 12 : 9 . والمقنعة : 497 .

[19] من لا يحضره الفقيه 3 : 385 .

[20] المقنعة : 497 .

[21] وسائل الشيعة 20 : 46 .

[22] وسائل الشيعة 20 : 46 .

[23] وسائل الشيعة 20 : 45 .

[24] الكافي 5 : 331 .

[25] تهذيب الاحكام 7 : 407 .

[26] من لا يحضره الفقيه 3 : 386 ، وتهذيب الاحكام 7 : 401 .

[27] تهذيب الاحكام 7 : 402 .

[28] المحجة البيضاء ، الفيض الكاشاني 3 : 93 ، ط3 ، دار التعارف ، 1401 هـ .

[29] تهذيب الاحكام 7 : 401 .

[30] الكافي 5 : 327 .

[31] اُنظر : الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290 . والسرائر 2 : 559 . وجامع المقاصد 12 : 11 .

[32] الوسيلةإلى نيل الفضيلة : 290 . ونحوه في : جواهر الكلام 29 : 36 وما بعدها .

[33] الكافي5 : 333 .

[34] منلايحضره الفقيه 3 : 388 .

[35] الكافي5 : 334 .

[36] تهذيبالاحكام 7 : 404 .

[37] من لا يحضره الفقيه 3 : 393 .

[38] الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290 .

[39] تهذيب الأحكام 7 : 403 . وجواهر الكلام 29 : 37 .

[40] مكارم الأخلاق ، الطبرسي : 305 ، منشورات الشريف الرضي ، قم 1410 هـ .

[41] الكافي 5 : 354 .

[42] وسائل الشيعة 20 : 85 .

[43] تهذيب الأحكام 7 : 394 .

[44] تهذيب الأحكام 7 : 396 .

[45] الكافي 5 : 347 .

[46] السرائر 2 : 557 . وجامع المقاصد 12 : 135 ـ 136 .

[47] الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 290 ـ 291 . وجامع المقاصد 12 : 138 .

[48] الكافي 5 : 344 .

[49] الكافي 5 : 348 .

[50] الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 291 . وجامع المقاصد 12 : 140 .

[51] الكافي 5 : 348 .

[52] تهذيب الاحكام 7 : 327 .

[53] المقنعة : 520 : وجامع المقاصد 12 : 26 ـ 27 .

[54] الكافي في الفقه : 296 . وجواهر الكلام 29 : 65 .

[55] الكافي 5 : 365 .

[56] المصدر السابق .

[57] شرائع الإسلام 4 : 188 . وجواهر الكلام 29 : 66 ـ 67 .

[58] الكافي 5 : 365 .

علي هاشم البدراوي 11-08-2011 02:26 AM

سلمت يداك ولاحرمنا روائع


جودك وكرمك


يعافيك ربي ويرزقك خير الدنيا والاخرة


موفق ببركة الصلاة على محمد وآل محمد

سيد عدنان الحمامي 11-08-2011 06:57 AM


جميله هي مواضيعكم
احسنتم

ربي ايبارك بجهودكم ويعافيكم



الساعة الآن 11:07 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team