الصفح الجميل والظن الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
جميل أن نكون متخلقين بأخلاق الله ومتصفين بصفات نبي الله وآل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، ومن خلق الله العظيم الصفح عن المسيء إن عقد بنية خالصة توبته ، وعاهده بأن لا يعود لذنب ارتكبه ، ليجد أبواب الرحمة قد انفتحت أمامه وملائكة العفو قد رفرفت عليه تبشره برحمة الله وعفوه عنه ليهنأ بود الله ومرضاته ، ويدخل غداً في نعيم جنانه ، ورحمة منه بعباده أرسل إليهم من هو رحمة للعالمين ليكون حريصاً على هدايتهم ورؤفاً رحيماً بالمؤمنين منهم ، وعفواً غفوراً لمن أساء ، وأي إساءة أشد من إساءة قريش له وأيذائه خلال تبليغه لرسالة ربه ، فإذا ما تمكن منهم كان الصفح عنهم هو من عظيم سجاياه وطيب نفسه ، ورأفته ورحمته ، وقد تبين ذلك حينما خاطبهم بعد أن تمكن منهم ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ، فما كان منه إلا أن قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء ، وها هم أهل بيته الكرام وهداة الله إلى الجنان لم يحيدوا عن خُلق رسول الله قيد أنملة فها هي سيرتهم الناصعة والمشرقة تُبين كيف تحملوا الأذى من قبل طغاة زمانهم ومع ذلك تعايشوا معهم وكانوا لهم ناصحين بالكلمة الطيبة والخلق الحميد والسجايا النبيلة فها هو أمير المؤمنين عليه السلام قد أُغتصب حقه وأُوذيت الزهراء زوجته حتى ماتت متألمة وحزينة ومع ذاك لم يُشهر سيفه على من ناوأوه وآذوه وأبعدوه عن أمر يعلمون بأنه هو الأحق به ، فكان لهم نعم الناصح والمرشد لاستقامة الدين ، وها هو الإمام الحسن عليه السلام قد رضي بالصلع مع معاوية بشروط قد أبداها له حقناً لدماء المسلمين ، وها هو الحسين عليه السلام من بعده نهض في وجه شراب لخمور وفي ساحة الوغى يهل الدمع شفقة على من سيدخلون النار بسبب قتله ويصفح عمن جعجع به وروع عائلته ليكون له بعد ذاك من خيرة الأصحاب ، وينعم بمجاورته في الجنان ، وكذا بقية الأئمة ، الكل منهم يحمل نفساً لا ترى للحقد سبيلاً ولا للضغينة طريقاً ليكن الصفح زينة سجاياهم والعفو سبيلهم لجذب الناس إليهم ليكونوا من الموالين لهم والمحبين رغماً وعلى نهجهم الطيب سائرين رغماً عن أنوف من عاصروا من الطغاة المتجبرين والظالمين لهم ، كيف بنا لا نقتدي بهم ونحن من شيعتهم ومحبيهم وقد أمرونا بأن نكون لهم تبعاً لنصل بمباركتهم إلى مرضاة الله وندخل في نعيمه المقيم
ما لنا إذا سمعنا كلمة عن إنسان تربطنا به علاقة ود نصدقها ولا نعود بها إلى إليه لنستفهم منه الأمر بل تأخذنا الحمية وتحملنا الأنانية والضغينة لنجعل من ذلك الإنسان الحميم عدواً لنا وهو في غفلة من أمره ، ليجد نفسه قد افتضح بأمر لم يكن قد فعله ولا هو من سجاياه أصلاً ، مالنا لا نحمل أخانا المؤمن على محامل الخير حتى نستفهم منه لنعرف وجهة نظره حيال أمر قد علمناه من غيره ربما يكون صحيحاً لكن طريقة النقل خاطئة تجعلنا نظن فيه الظن الآثم والعياذ بالله ، لمَ نتعجل في إصدار الحكم مع إننا ومن خلال تعاملنا معه قد عرفنا سجاياه وصفاته سلفاً
مالنا بعد ذاك نحاول نتصيد عليه أي شيء كرسالة وجدناها هنا أو هناك فيها ما يظهر أنه خائن من دون أن نستفهم عن الظرف التي جعلته يكتب رسالته ويبدي فيها وده وإعجابه بإنسان لم ير منه إلا الحسنى والصفات الجميلة وانبهاراً به وبجمال خلقه وحسن صفاته ليبدي ذلك في رسالته ، مالنا نسيء الظن بمن هو أخ لنا بل قد تكون معزته في قلوبنا قبل ذاك أكثر من معزة الأخ لأخيه ، ما لنا ننشر غاز الظن السيئ لنوصله إلى أقرب المرقبين إلى ذلك اللشخص وقد تكون زوجته لنشعل فتيل الفتنة ونتسبب في تحطيم علاقة طيبة بنيت على الود وتزينت بزينة الحياة ، وكأننا وحوش ضارية تفتك بقطيع من الحيوانات الأليفة لتفرق جمعها وتنقص عددها
أين نحن عن خُلق أهل بيت العصمة عليهم السلام ألسنا تابعين لهم ومن شيعتهم المقتدين بهم قولاً وفعلاً ، لماذا لانعمل بقول سيد الأنام احمل أخاك على سبعين محمل من محامل الخير ، لِمَ حينما نسمع إشاعة من هنا أو هناك نسارع بنشرها ، أو نُصدقها لينتج عنها الضغينة ومن ثم إبداء تلك الإساءة إلى القريب والبعيد لتكن العاقبة فيما بعد وخيمة على ذلك الإنسان
كلمة تحمل في طياتها الخير لكم أيها لكرام من إنسان يعزكم كأخوة له وأشقاء يسعد أن يراكم حاملين لخُلق الله وصفات أنبيائه وأوليائه الأطهار صلوات لله عليهم أجمعين والتي منها الصفح والظن الحسن

صــ آل محمد ـداح

ماشاء الله

موفقين

وربي ايبارك بجهودكم

الطيبه في خدمة محمد وال محمد ص

صداح ال محمد


لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم واحسن الله اليكم

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد عدنان الحمامي [ مشاهدة المشاركة ]

ماشاء الله موفقين وربي ايبارك بجهودكم الطيبه في خدمة محمد وال محمد ص صداح ال محمد لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع احسنتم واحسن الله اليكم

أحسن الله إليك وبارك في مرورك وأدامك بوده وجنبك الفتن والفتانين أيها الأخ العزيز

أبا قحطان