#1
|
||||||||||
|
||||||||||
الحشر مع الإمام (عليه السلام)
الحشر مع الإمام (عليه السلام)
قالت الحكماء : السنخيّة علّة الانضمام ، وهذا يعني أنّ الشيء إنّما ينضمّ إلى شيء آخر لو كان بينهما السنخيّة ، ومن ثمّ يلزم ذلك في قانون العلّة والمعلول ، فلولا السنخية بين الحرارة والنار لما كانت الحرارة معلول النار كما يقال ، فلا بدّ من سنخية بينهما وإلاّ للزم اختلال النظام وصدور كلّ شيء من كلّ شيء وهذا أمر محال ، كما يقال في الأمثال : الطير مع الطير يطير والجنس مع الجنس يميل ، وفي الحديث الشريف : الأرواح جنود مجنّدة ـ في عالم الميثاق والذر ـ ما اتُلفت اتلَفت ، وما اختُلفت اختَلفت. فليس كلّ واحد يتوفّق أن يكون مع إمامه الحق ، بل لا بدّ من سنخيّة ، ولا بدّ من مؤهّلات وتوفيقات ربّانية وإنسانية خاصّة في نطاق الاختيار من دون جبر وتفويض ، بل أمر بين الأمرين[1]. وممّـا يوجب السنخيّة والمعيّة مع الإمام المعصوم (عليه السلام) وأن يكون المأموم في خطّ إمام زمانه ، وإن كان هو بحكم القطرة الواحدة ، وإمامه بحكم البحر ، بل ولا قياس بينهما ، كما لا يقاس بهم أحد ، إلاّ أنّ الفحم الأسود لو جاور الزعفران برهة من الزمان فإنّه يكسب من رائحته وعطره ، ويشمّ من الفحم عطر الزعفران ، وكذلك الإنسان فإنّه وإن اسودّ قلبه بالذنوب والمعاصي والآثام والمنكرات والقبائح ما ظهر منها وما بطن ، ولو بلغت وزر الثقلين من الجن والإنس ، إلاّ أ نّه بزيارته لإمامه المعصوم (عليه السلام) واتّصاله بالبحر الطاهر المطهّر يكسب من فيض قدسه وعطره الإلهي ، وذلك من أسرار الولاية العظمى ، فالزيارة من أسباب الانضمام ، وكسب الروائح الطيّبة من خلال الجوار والحضور. عن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) في خبر دعبل ، قال (عليه السلام) : لا تنقضي الأيام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له[2]. [1]ذكرت تفصيل ذلك في كتاب ( الحقّ والحقيقة بين الجبر والتفويض ) ، وهو مطبوع ، فراجع. [2]البحار 99 : 39 ، عن العيون 2 : 264. |
09-19-2011, 11:41 PM | #2 |
مديــر عام |
المعارف
اسئل الله ان يرزقنا واياكم شفاعة الحسين في يوم لاينفع فيه مالا ولا بنون لكم الشكر الوفير وتحيات ودعاء ربي يرعاكم |
|
09-24-2011, 12:58 AM | #3 | |
المراقبين
|
|
|
|
|
|
|