.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 210 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 270 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 140 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 164 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 199 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 138 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 330 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 160 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 140 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 124 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5153


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 08-19-2011, 01:02 PM
نـــائب المدير
المعارف غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
وسام الاداري المميز Default Medal المشرف المميز العضو المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 118
 تاريخ التسجيل : May 2011
 فترة الأقامة : 4717 يوم
 أخر زيارة : 10-30-2012 (10:36 PM)
 المشاركات : 1,850 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
Lightbulb من مناظرات الإمام الرضا عليه السلام



من مناظرات الإمام الرضا عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
مناظرته مع عمران الصابئي

وكان عمران الصابئ من كبار فلاسفة عصر الإمام ( عليه السلام ) كما كان الزعيم الروحي لطائفة الصابئة ، وقد انتدبه المأمون لامتحان الامام ، فأختار له أعمق المسائل الفلسفية وأكثرها تعقيدا وغموضا ، وقد شرحها وعلق عليها المحقق الشيخ محمد تقي الجعفري ، قال : وقد اشتمل هذا الاحتجاج على أهم المسائل الإلهية وأغمضها ، وهي على اطلاقها عويصات في الحكمة المتعالية ، قد أتعبت أفكار الباحثين الناظرين في ذلك الفن ، ولم يأت هؤلاء الأساطين بأجوبة كافية لتلك المسائل بل تعقبها أسئلة أخرى ربما تكون اغمض من نفس الأسئلة ، وقد وقعت تلك الغوامض موارد لأسئلة عمران في هذه الرواية ، وأجاب عنها الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ثامن حجج الله على عباده وامنائه في ارضه ، وما بينه الامام في هذا الاحتجاج مناهج واضحة لم يطمسها غبار الحجب المادية التي تثيرها العقول المحدودة في معقل المحسوسات المظلمة ، هكذا ينكشف عند المتمسكين بأذيال أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي حقائق ضل في سبيل الوصول إليها الأفكار الناقصة .

" ونعرض للنص الكامل من أسئلة الصابئ وجواب الامام عنها حسبما ذكره الشيخ الصدوق في ( عيون أخبار الرضا ) مع مقتطفات من تعليقات الشيخ الجعفري عليها . .

لقد قدم الوفد الذي كان مع عمران جملة من المسائل ، وبعدما أجاب الإمام ( عليه السلام ) عن أسئلة الوفد الذي هو من كبار علماء النصارى ، واليهود والصابئة ،

قال لهم : " يا قوم ان كان فيكم أحد يألف ؟ ؟ الاسلام ، وأراد أن يسأل ، فليسأل غير محتشم . . . "

فانبرى إليه عمران الصابئ ، وكان متطلعا بصيرا في علم الكلام فخاطب الامام بأدب واكبار قائلا :

" يا عالم الناس لولا أنك دعوت إلى مسألتك ، لم أقدم عليك بالمسائل ، فلقد دخلت الكوفة والبصرة ، والشام ، والجزيرة ولقيت المتكلمين ، فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا - يعني ان الله تعالى واحد لا ثاني له - ليس غيره قائما بوحدانيته أفتأذن لي أن أسألك . . . "

عرض الصابئ إلى عمق مسألته ، وانه لم يهتد لحلها علماء الكوفة والبصرة والشام والجزيرة ، ويطلب من الإمام ( عليه السلام ) حلها ، فقابله الامام ببسمات فياضة بالبشر

قائلا : " ان كان في الجماعة عمران الصابئ فأنت هو . . . " .

" أنا هو " سل يا عمران ، وعليك بالنصفة ، وإياك والخطل والجور . . " .

وأطرق الصابئ بوجهه إلى الأرض ، وقال بنبرات تقطر أدبا وإجلالا للامام : " والله يا سيدي ما أريد الا أن تثبت لي شيئا أتعلق به فلا أجوزه . .

" لقد أعرب الصابئ عن نواياه الحسنة وانه يريد الحقيقة ، والوصول إلى الواقع ، ولا صلة له بغير ذلك ،

فقال ( عليه السلام ) : " سل عما بدا لك . . . " .

وكان المجلس مكتظا بالعلماء والقادة ، وفي طليعتهم المأمون فانضم بعضهم إلى بعض ، وانقطعوا عن الكلام ليسمعوا أسئلة الصابئ وجواب الامام عنها ، وتقدم الصابئ بأسئلته .

س :1 - اخبرني عن الكائن الأول ، وعما خلق . . "

أما المسؤول عنه في هذه الكلمات فهو الشئ الأول والمادة الأولى التي خلق الله تعالى الأشياء منها ، وليس المسؤول عنه وجود الله المبدع العظيم فإنه من الأمور الواضحة التي لا يشك فيها من يملك وعيه وإرادته ، فإن جميع ما في الكون تدلل على وجود خالقها فإنه من المستحيل أن يوجد المعلول من دون علته . . .

ولنستمع إلى جواب الإمام ( عليه السلام ) عن هذه المسألة .

ج 1 - أما الواحد فلم يزل واحدا كائنا ، بلا حدود ، ولا أعراض ، ولا يزال كذلك ، ثم خلق خلقا مبتدعا مختلفا بأعراض وحدود مختلفة ، لا في شئ أقامه ، ولا في شئ حده ، ولا على شئ حذاه ، ومثله له ، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة ، وغير صفوة ، واختلافا وائتلافا ، وألوانا وذوقا وطعما لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ، ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلا به ولا رأي لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا . . "

وحكى هذا المقطع من جواب الإمام ( عليه السلام ) ما يلي .

أولا : ان الله تعالى واحد لا شئ معه ، وهو مجرد من الحدود والاعراض التي هي من صفات الممكن ، فهو كائن واحد ، ما زال ولا يزال ، وليست وحدته عددية أو نوعية أو جنسية ، وانما بمعنى عدم ارتباطه بأي شئ مادي أو غير مادي ، فهو بمرتبة من الكمال لا يشابهه أي شئ من الممكنات التي نسبتها إليه نسبة الصانع إلى المصنوع ، فتبارك الله .

ثانيا : إن النظرة البدوية في الأشياء أن كل صورة لا بد لها من مادة تقوم وتحل
بها ، ولكن هذا بالنسبة إلى غير الواجب تعالى أما هو فإنه يخلق الأشياء لا من شئ كان ، ولا من شئ خلق ، وانما يقول للشئ كن فيكون ، فقد ابتدع خلق الأشياء لا على شئ حذاه ، ومثله له ، فهو القوة الكبرى المبدعة لخلق الأشياء لا لحاجة منه إليها ، فهو المصدر الوحيد للفيض على جميع الكائنات .

والتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى عمران فقال له : " تعقل هذا يا عمران . . . ؟ " .

" نعم والله يا سيدي . . . " .

" اعلم يا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة ، لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته ، ولكان ينبغي أن يخلق اضعاف ما خلق لان الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى ، والحاجة يا عمران لا يسعها لأنه كان لم يحدث من الخلق شيئا إلا حدثت فيه حاجة أخرى ، ولذلك أقول : لم يخلق الخلق لحاجة ولكن تقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض ، وفضل بعضهم على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ، ولا نقمة منه على من أذل . . . " .

وهذا الكلام متمم لما قبله من أن الله تعالى خلق الخلق في غنى عنهم فهم المحتاجون إلى فيضه ورحمته وعطائه ، فهو الجواد المطلق الذي بسط الرحمة والاحسان على جميع الموجودات والكائنات وكان من فضله أنه فضل بعض مخلوقاته على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ، ولا نقمة منه على من أذل .

س : 2 - " يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه . . ؟

وهذا السؤال عميق للغاية ، وتوضيحه - حسبما ذكره الشيخ الجعفري - أن تحصل شئ وتحققه في الانكشاف العلمي كواقع ذلك الشئ ينحل إلى هوية نفسه ، وطارديته لغيره ، وبذلك يكون محدودا ، فإن الحجر ما لم يضف إلى هويته عدم جميع أضداده لا يتحصل تحصلا علميا . . .

فأن النفس المعلومة ما لم يلاحظ طرد جميع ما سواها عنها لا تكون معلومة ومحصلة عند العالم وكأن هذا هو الموجب لسؤال عمران عن كونه تعالى معلوما عند نفسه ، فحينئذ لو أجاب الامام بثبوته لاستشكل عمران هل كان تحصيل نفسه عند نفسه ملازما لطرد غيره من المعقولات أم لا ؟ .

ج 2 - قال ( عليه السلام ) : إنما يكون المعلمة بالشئ لنفي خلافه ، وليكن الشئ نفسه ، بما نفى عنه موجودا ، ولم يكن هناك شئ يخالفه ، فتدعوه الحاجة إلى
نفي ذلك الشئ عن نفسه بتحديد ما علم منها . . .

والتفت الامام إلى عمران فقال له : " أفهمت يا عمران ؟ . . . " .

" نعم والله يا سيدي . . . " .

وحاصل ما أجاب به الإمام ( عليه السلام ) أن ما ذكره الصابئ إنما يصح فيما لو كان المعلوم مقارنا بعدة أشياء تخالفه فيلزم حينئذ نفي تلك الأشياء لتحصيل المعلوم إلا أن الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة ما لم يكن هناك شئ يقارنه فلا حاجة إلى نفيه ليقرر ارادته بذلك النفي .

س 3 - أخبرني بأي شئ علم ما علم أبضمير أم بغير ضمير ؟

أراد الصابئ بهذا السؤال الزام الامام بالقول بالتركيب في ذاته تعالى ، من جهة أنه ذو ضمير .

ج 3 - أرأيت إذا علم بضمير هل يجد بدا من أن يجعل لذلك الضمير حدا تنتهي إليه المعرفة ؟ أراد الامام أن ذلك الضمير لا بد أن يعرف حقيقته وماهيته ، وقد وجه الامام إليه السؤال التالي : " فما ذلك الضمير ؟ . . . " .

فانقطع الصابئ عن الكلام ولم يستطع أن يقول شيئا ، فقد سد الامام عليه كل نافذة يسلك فيها لاثبات ما يذهب إليه ،

والتفت الامام إليه قائلا : " لا بأس إن سألتك عن الضمير نفسه فتعرفه بضمير آخر ؟ فان قلت : نعم ، أفسدت عليك قولك . . " .

وأقام الإمام الحجة الكاملة والبرهان القاطع على بطلان ما التزم به الصابئ من أنه تعالى يعلم بواسطة الضمير ، وعلى هذا فلا بد من ضمير آخر يقع به الادراك لذاته تعالى ، وهذا الضمير الآخر يتوقف على ضمير غيره ، وهكذا فيلزم التسلسل ، وهو ما لا نهاية له ، وإن توقف الضمير الثاني على الضمير الأول فيلزم منه الدور والأمران مما أجمع على فسادهما ، لترتب الأمور الفاسدة عليها حسبما ذكره الفلاسفة والمنطقيون وتمم الإمام ( عليه السلام ) حجته وبرهانه بقوله :

" يا عمران أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير ، وليس يقال له : أكثر من فعل وعمل وصنع ، وليس يتوهم منه مذاهب وتجزية كمذاهب المخلوقين وتجزيتهم ، فاعقل ذلك ، وابن عليه ما علمت صوابا . . " .
أراد لامام ( عليه السلام ) أن صدور الافعال والأعمال المختلفة من الله تعالى ليست على غرار غيره من الممكنات التي تحتاج إلى العلل والأسباب كالعقل ، وغيره من سائر الجوارح الظاهرية ، فإنه تعالى يستحيل عليه ذلك .

س 4 - يا سيدي الا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي ؟ وما معانيها ؟ وعلى كم نوع يكون ؟ . . . " .

واستفسر عمران عن حدود المخلوقات التي تميز بعضها عن بعض فاجابه الامام :

ج 4 - قد سألت فاعلم أن حدود خلقه على ستة أنواع :

ملموس ، وموزون ، ومنظور إليه ، وما لا ذوق له ، وهو الروح ، ومنها منظور إليه ، وليس له وزن ، ولا لمس ، ولا حس ، ولا لون ، ولا ذوق ، والتقدير والاعراض والصور ، والطول ، والعرض ، ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعملها ، وتغيرها من حال إلى حال وتزيدها ، وتنقصها ،

فأما الأعمال والحركات فإنها تنطلق لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه ، فإذا فرغ من الشئ انطلق بالحركة ، وبقي الأثر ، ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره . . "

وحفل جواب الإمام ( عليه السلام ) بذكر الخواص والصفات التي تتميز بها الأشياء سواء أكانت من الكائنات الحية أم من غيرها .

س 5 - يا سيدي : ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شئ غيره ، ولا شئ معه ، أليس قد تغير بخلقه الخلق . . " .

ومعنى هذا السؤال ان الحقائق الطبيعية التي أوجدها الله تعالى انها توجب تغير الخالق العظيم بتغييرها ، وهذا انما يلزم على القول باتحادها معه تعالى ذاتا ، وهذا مستحيل .

ج 5 - " قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق ، ولكن الخلق يتغير ، بتغييره . . " .

وحاصل جواب الإمام ( عليه السلام ) ان الخالق العظيم لما كان هو الصانع والموجد للأشياء ، وهو قديم فلا يلزم منه التغيير بتغيير الممكنات والكائنات .

س 6 - " يا سيدي فبأي شئ عرفناه ؟ . . . . " .

ج 6 - " بغيره . . . ان جميع ما في الكون مما يرى ، ومما لا يرى يدلل على وجود الخالق العظيم ، لقد عرفناه بمخلوقاته ، وآمنا به بما نشاهده من بدائع صنعته ، وقد استبان بصورة واضحة لا غموض فيها في هذه العصور التي غزا الانسان فيها الفضاء الخارجي ، فقد ظهر للبشرية عظيم صنعته تعالى بما أودعه في هذا الفضاء من الكواكب التي لا تحصى ولا تعد ، وكلها تسير بانتظام ، ودقة ، ولو اختلفت في مسيرها لحظة لتصادمت ، وتلاشت ، ولم يبق لها اثر ، فسبحان الله المبدع الحكيم .

س 7 - أي شئ غيره ؟

ج 7 - مشيئته ، واسمه وصفته ، وما أشبه ذلك ، وكل ذلك محدث ، مخلوق ، مدبر . . " .

لقد عرفنا الله بمشيئته واسمه وصفاته التي دلت عليه سبحانه ، ففي دعاء الصباح :

" يا من دل على ذاته بذاته " .

وكل ما في الكون من موجودات تستند إليه استناد المصنوع إلى الصناع .

س 8 - يا سيدي أي شئ هو ؟

ج 8 - " هو نور ، بمعنى أنه هاد خلقه من أهل السماء ، وأهل الأرض ، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه . . . " .

لقد أراد عمران بسؤاله معرفة حقيقة الله تعالى ، متوهما انه تعالى كسائر الممكنات والموجودات ، ولما كان ذلك مستحيلا ، إذ كيف يحيط الانسان الذي لا يعرف ذاته وما فيها من الأجهزة الدقيقة ، كيف يعرف حقيقة الخالق العظيم المصور والمبدع للأكوان ، وقد أجاب الإمام ( عليه السلام ) انه يعرف بأوصافه الظاهرية من هدايته لخلقه وغير ذلك من الأدلة الصريحة الواضحة التي تنادي بوجود خالقها العظيم .

س 9 - يا سيدي : أليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ، ثم نطق . . .

ج 9 - " لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله ، والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج : هو ساكت لا ينطق ، ولا يقال : ان السراج ليضئ ، فما يريد أن يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ، ولا كون ، وانما هو ليس شئ غيره ، فلما استضاء لنا ، قلنا : قد أضاء لنا ، حتى استضأنا به ، فبهذا تستبصر أمرك . . " .

ومعنى جواب الإمام ( عليه السلام ) إن السكوت والنطق انما يعرضان موضوع قابل لهما ، توارد العدم والملكة وحيث إن نطق الله تعالى ليس على غرار ما يتصف به الناطقون من الممكنات ، فيصح عليه النطق ، كما يصح عليه السكوت وقد ذهبت الشيعة إلى أن التكلم من صفات الافعال لا يقوم بذاته تعالى قوام الأوصاف الذاتية ، فإنه تعالى هو الذي خلق النطق والكلام إذا اراده وقد مثل الإمام ( عليه السلام ) لذلك بالسراج فإنه لا يقال له انه ساكت لا ينطق ، كما أن اسناد الإضافة إلى السراج ليس اختياريا له ، هذه بعض الاحتمالات في تفسير كلام الإمام ( عليه السلام ) .

س 10 - " يا سيدي : فان الذي كان عندي ان الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق . . " .

ج 10 - " يا عمران في قولك ان الكائن يتغير في وجه من الوجوه ، حتى يصيب الذات منه ما يغيره ، هل تجد النار تغيرها تغير نفسها ، وهل تجد الحرارة تحرق نفسها ؟ أو هل رأيت بصيرا قط رأى بصره ؟ . . . " .

ان هذا السؤال من عمران قد تقدم ، وقد اجابه الإمام ( عليه السلام ) وقد زاده ( عليه السلام ) توضيحا ، فقال له ان الكائن لا يتغير بوجه من الوجوه ، فأفعال النفس - مثلا - التي تصدر منها لا توجب زيادة فيها ولا نقصانا ، وهناك مثال آخر وهو البصر ، فان صدر الرؤية منه لا توجب زيادة فيه ولا نقصانا .

س 11 - " الا تخبرني يا سيدي أهو في الخلق ، أم الخلق فيه ؟ . . "

ج 11 - " أجل هو يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ، ولا الخلق فيه تعالى عن ذلك ، وسأعلمك ما تعرفه ، ولا قوة إلا بالله ، اخبرني عن المرآة أنت فيها ، أم هي فيك ؟ فان كان ليس واحد منكما في صاحبه ، فبأي شئ استدللت بها على نفسك يا عمران . . . ؟ " .

لقد أحال الإمام ( عليه السلام ) حلول الله تعالى في خلقه ، وحلولهم فيه ، ومثل لذلك بالصورة التي تنعكس في المرآة فإنها لا تحل فيها ، وكذلك المرآة لا تحل في الصورة ، وانما النور هو الذي أوجب رؤية الصورة في المرآة ، وهو غير حال في شئ منهما ،

يقول ابن الفارض :

بوحدته دامت لها كل كثرة * فصحت وقد آنت لها كل علة

فد صار عين الكل فردا لذاته * وإن دخلت افراده تحت عدة

نظرت فلم أبصر سوى محض وحدة * بغير شريك فد تغطت بكثرة

وهنا بحث فلسفية عميقة اعرضنا عن ذكرها إيثارا للايجاز .

س 12 - " بضوء بيني وبينها . . . " .

وهذا السؤال مرتبط بما قبله ، وقد أوضحناه .

ج 12 - هل ترى من ذلك الضوء أكثر مما تراه في عينك ؟

عمران : نعم .

الامام : فأرناه .

وسكت عمران ، ولم يدر ما يقول ، فقد سد الامام عليه كل نافذة يسلك منها ،

وواصل الامام حديثه قائلا : " فلا أرى النور إلا وقد دلك ، ودل المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما ، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ولله المثل الاعلى " .

تأجيل المناظرة :

وحضر وقت الصلاة ، ولم يجد الامام بدا من تأجيل المناظرة فالتفت إلى المأمون ، فقال له : الصلاة حضرت ، وخاف عمران من عدم استئناف الحوار بينه وبين الامام ، فقال له : " يا سيدي لا تقطع علي مسألتي ، فقد رق قلبي . . . " . فأوعده الإمام ( عليه السلام ) بالعودة إلى مناظرته ، ونهض الامام فأدى فريضة الصلاة .

استئناف المناظرة :
وعادت الجلسة ، وقد حضرها المأمون ، وكبار العلماء والقادة ،

والتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى عمران فقال له : " سل يا عمران . . . " .

س 13 - " يا سيدي ألا تخبرني عن الله عز وجل ، هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف ؟ . . . " .

ج 13 - إن الله المبدئ ، الواحد الكائن الأول ، لم يزل واحدا لا شئ معه ، فردا لا ثاني معه ، لا معلوما - يعني بحقيقته - ولا مجهولا ، ولا محكما ، ولا متشابها ، ولا مذكورا ، ولا منسيا ، ولا شيئا يقع عليه اسم شئ من الأشياء ، ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون ، ولا بشئ قام ، ولا إلى شئ يقوم ولا إلى شئ استند ، ولا في شئ استكن ، وذلك كله قبل لخلق ( 1 ) إذ لا شئ غيره ، وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات محدثة ، وترجمة يفهم بها من فهم . واعلم أن الابداع والمشيئة والإرادة معناها واحد ، وأسماؤها ثلاثة ، وكان أول ابداعه ومشيئته وارادته التي جعلها أصلا لكل شئ ، ودليلا على كل شئ مدرك ، وفاصلا لكل مشكل ، وبتلك الحروف تفريق كل شئ من اسم حق وباطل أو فعل أو مفعول ، أو معنى أو غير معنى ،

وعليها اجتمعت الأمور كلها ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير أنفسها ، تتناهى ولا وجود لها ، لأنها مبدعة بالابداع . والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض ، والحروف هي المفعول التي عليها مدار الكلام ،

والعبادات كلها من الله عز وجل علمها خلقه ، وهي ثلاثة وثلاثون حرفا ، فمنها ثمانية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية ، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل على لغات السريانية والعبرانية ، ومنها خمسة أحرف متحرفة في ساير اللغات من العجم والأقاليم ،

واللغات كلها ، وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين حرفا من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا ، فأما الخمسة المختلفة " فيتجنح " لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ثم جعل الحروف بعد احصائها ، واحكام عدتها فعلامته كقوله عز وجل : ( كن فيكون ) وكن منه صنع ، وما يكون به المصنوع ،

فالخلق الأول من الله عز وجل الابداع لا بوزن له ، ولا حركة ، ولا سمع ، ولا لون ، ولا حس ، والخلق الثاني الحروف ، لا وزن لها ، ولا لون ، وهي مسموعة موصوفة ، غير منظور إليها ، والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوسا ، ملموسا ، ذا ذوق منظور إليه والله تبارك وتعالى سابقا للحروف ، والحروف لا تدل على غير نفسها وبهر المأمون ، ولم يفهم أكثر محتويات هذه الكلمات العميقة التي تحتاج إلى وقت طويل لبيانها ،

وقال للامام : " كيف لا تدل - أي الحروف - على غير أنفسها ؟

. . . " . فأجابه الامام موضحا له الامر قائلا : " إن الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا ، فإذا الف منها أحرفا أربعة أو خمسة ، أو ستة ، أو أكثر من ذلك ، أو أقل لم يؤلفها بغير معنى ولم يكن إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا . . " .

س 14 - كيف لنا بمعرفة ذلك ؟ . . .

ج 14 - أما المعرفة فوجه ذلك وبيانه : إنك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير

نفسها ذكرتها فردا ، فقلت : ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها ، فلم تجد لها معنى غير أنفسها ، وإذا ألفتها وجعلت منها أحرفا ، وجعلتها اسما وصفة لمعنى ، ما طلبت ، ووجه ما عنيت ، كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها ، أفهمته ؟

" نعم " .

وواصل الامام حديثه في بيان معاني الحروف عند تركيبها قائلا : "

واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ، ولا حد لغير محدود ، والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال ، والوجود ولا مثال على الإحاطة ، كما تدل الحدود التي هي التربيع والتثليث ، والتسديس ، لان الله عز وجل تدرك معرفته بالصفات والأسماء ،

ولا تدرك بالتحديد ، بالطول والعرض ، والقلة والكثرة ، واللون والوزن ، وما أشبه ذلك وليس يحل بالله ، وتقدس شئ من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا . ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ، ويدرك بأسمائه ،

ويستدل عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين ، ولا استماع أذن ، ولا لمس كف ، ولا إحاطة بقلب ، ولو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه ، وأسماؤه لا تدعو إليه ، والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه ، فلولا ان ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله لان صفاته وأسماءه غيره . .

أفهمت يا عمران ؟

" نعم يا سيدي زدني . . . "

وواصل الامام حديثه الممتع ، وقد استولى على من حضر من العلماء والقادة ،

قائلا : " إياك وقول الجهال من أهل العمى والضلال الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب ، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبدا ، ولكن القوم تاهوا وعموا ، وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون ،

وذلك قوله عز وجل : ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ( 1 ) يعني أعمى عن الحقائق الموجودة ، وقد علم ذوو الألباب ان الاستدلال على ما هناك لا يكون ألا بما ها هنا ، ومن أخذ علم ذلك برأيه ، وطلب وجوده وادراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك إلا بعدا لان الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون . . . . " .

س 15 - " يا سيدي الا تخبرني عن الابداع أخلق هو أم غير خلق ؟ . . " .

علق الشيخ الجعفري على هذه المسألة بقوله :

إن هذه المسألة أيضا مما أعيى الأذهان والعقول البشرية لأنها التي أوجبت افتراق المسالك والفرق المختلفة

فمنهم من قال : باستحالة الابداع مطلقا أكان من الواجب ، أم من الممكن ، ومن قبيل المواد والصور أو العقول والنفوس وغيرها ،

ومنهم من جوزه مطلقا ، ومنهم من حصر امكان الابداع على الله تعالى على نحو العموم أي انه تعالى قادر على أن يبدع أي موجود شاء دون مادة سابقة له ، وقع التغير عليه ،

وقد قالوا : انه مقتضى قدرته المطلقة وقابلية الموضوع ومنهم من ذهب مذاهب أخرى .

ج 15 - بل خلق ساكن ، لا يدرك بالسكون ، وانما صار خلقا لأنه شئ محدث ، والله تعالى الذي أحدثه فصار خلقا له ، وانما هو الله عز وجل خلقه لا ثالث بينهما ولا ثالث غيرهما ، فيما خلق الله عز وجل لم يعد أن يكون خلقه ، وقد يكون الخلق ساكنا ومتحركا ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها ،

وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل واعلم أن كل ما أوجدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس ، وكل حاسة تدل عل ما جعل الله عز وجل لها في ادراكها ، والفهم من القلب بجميع ذلك كله واعلم أن الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد خلق خلقا مقدرا بتحديد وتقدير ،

وكان الذي خلق خلقين اثنين : التقدير والمقدر ، وليس في كل واحد منهما لون ولا وزن ، ولا ذوق ، فجعل أحدهما يدرك بالآخر وجعلهما مدركين بنفسهما ، ولم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلالة على نفسه واثبات وجوده فالله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه ، ولا يعضده ، ولا يكنه ، والخلق مما يمسك بعضه بعضا بإذن الله تعالى ومشيئته وانما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله تعالى بصفة أنفسهم ، فازدادوا من الحق بعدا ، ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ، ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ، ولما اختلفوا ، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ، ارتبكوا ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . . . "

س 16 - " أشهد أنه كما وصفت ، ولكن بقيت لي مسألة . . . " .

" سل عما أردت . . . " .

" أسألك عن الحكيم في أي شئ هو ؟ وهل يحيط به شئ ؟ وهل يتحول من شئ إلى شئ ؟ أو به حاجة إلى شئ . . . ؟ " .

ج 16 - أخبرك يا عمران فاعقل ما سألت عنه ، فإنه من اغمض ما يرد على الخلق في مسائلهم ، وليس يفهم المتفاوت عقله ، العازب حلمه ، ولا معجز عن فهمه أولو العقل المنصفون ، أما أول ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول :

يتحول إلى ما خلق لحاجة إلى ذلك ، ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجة ولم يزل ثابتا لا في شئ ، ولا على شئ إلا ان الخلق يمسك بعضه بعضا ، ويدخل بعضه في بعض ، ويخرج منه ،

والله جل وتقدس بقدرته يمسك ذلك كله ، وليس يدخل في شئ ولا يخرج منه ، ولا يؤوده حفظه ، ولا يعجز عن امساكه ، ولا يعرف أحد من الخلق كيف ذلك ؟ إلا الله عز وجل ، ومن أطلعه عليه من رسله ، وأهل سره ، والمستحفظين لامره وخزانه ، القائمين بشريعته ، وانما أمره كلمح البصر أو هو أقرب ، إذا شاء شيئا فإنما يقول له ( كن فيكون ) بمشيئته وارادته وليس شئ أقرب إليه من شئ ، ولا شئ أبعد منه من شئ . . أفهمت يا عمران ؟

. . . " . " نعم يا سيدي . . . " .

ان الانسان مهما أوتي من علم فهو عاجز عن معرفة نفسه وما فيها من الأجهزة الدقيقة المذهلة ، فكيف ليعرف أو يحيط علما بالخالق العظيم ، مبدع الأكوان ، وواهب الحياة يقول ابن أبي الحديد : فيك يا أعجوبة الكون غدا الفكر عليلا فكري كلما دان شبرا منك راح ميلا أنت حيرت ذوي اللب ، وبلبلت العقولا ان فكر الانسان محدود فكيف يعرف حقيقة الله تعالى ، نعم عرفناه وآمنا به بمخلوقاته ، فكل ذرة في هذا الوجود تنادي بوجود الخالق العظيم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء والأرض .

اسلام الصابئ :
ولما رأى عمران الصابئ الطاقات الهائلة من العلم التي يتمتع بها الإمام ( عليه السلام ) ، والتي منها أجوبته الحاسمة من أعمق المسائل الفلسفية التي لا يهتدي لحلها إلا أوصياء الأنبياء الذين منحهم الله العلم وفصل الخطاب ،

أعلن عمران اسلامه وطفق يقول : " أشهد أن الله تعالى على ما وصفت ، ووحدت ، وأشهد أن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبده المبعوث بالهدى ، ودين الحق . . . " . ثم خر ساجدا لله تعالى واسلم ، وبهر العلماء والمتكلمون من علوم الامام ، ومواهبه وعبقرياته ، وراحوا يحدثون الناس عن فضل الامام وسعة علومه ،

وانصرف المأمون وهو غارق بالألم ، قد أترعت نفسه بالحقد والحسد للامام :

خوف محمد على الامام :
وخاف عم الإمام محمد بن جعفر عليه من المأمون ، وكان حاضرا في المجلس ، ورأى كيف تغلب على عمران الصابئ الذي هو في طليعة فلاسفة العصر ،

فاستدعى الحسن بن محمد النوفلي ، وكان من أصحاب الإمام

فقال له : " يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك - يعني الامام - ؟

لا والله ما ظننت أن علي بن موسى الرضا خاض في شئ قط ، ولا عرفناه به ، انه كان يتكلم بالمدينة ، أو يجتمع إليه أصحاب الكلام ؟ . .

" وراح النوفلي يعرفه بعلم الامام وفضله قائلا :

" قد كان الحاج يأتونه فيسألونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم فيجيبهم ، وربما كلم من يأتيه يحاججه . . . " .

وراح محمد يبدي مخاوفه من المأمون على ابن أخيه قائلا : " اني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمه أو يفعل به بلية ، فأشر عليه بالامساك عن هذه الأشياء . . . " .

وكان النوفلي يظن خيرا بالمأمون ، ولا يخاف منه على الامام ، فقال لمحمد : " ما أراد الرجل - يعني المأمون - الا امتحانه ليعلم هل عنده شئ من علوم آبائه ؟

. . " . ولم يقنع محمد بكلام النوفلي ، فقد كان يظن السوء بالمأمون وراح يقول له : " قل له : إن عمك قد كره هذا الباب ، وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتى . . " .

وكان عم الامام مصيبا في حدسه ، عالما بما تكنه الأسرة العباسية من العداء والحقد لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد أثارت أسئلة الصابئ واسلامه على يد الامام أحقاد المأمون فقدم اغتيال الامام كما سنوضح ذلك في غضون هذا الكتاب .

ونقل النوفلي كلمات محمد إلى الإمام ( عليه السلام ) فشكره على ذلك ، ودعا له بالخير .

تكريم الامام لعمران :
وكسب الإمام ( عليه السلام ) في مناظرته اسلام عمران الذي هو في طليعة علماء عصره ، فقد بعث خلفه ، فلما مثل عنده رحب به وقابله بمزيد من الحفاوة والتكريم ، ودعا له بكسوة فخلعها عليه وأعطاه عشرة آلاف درهم ، ففرح عمران بذلك وأخذ يدعو للامام ويشكره على ذلك قائلا :

" جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين عليه السلام " .

وجعل عمران يتردد على الامام ويكتسب من فيض علومه وصار بعد ذلك فيما يقول المؤرخون داعية من دعاة الاسلام ، وجعل المتكلمون من أصحاب المقالات والبدع يفدون عليه ، ويسألونه عن مهام المسائل وهو يجيبهم عنها ، حتى اجتنبوه ، وأوصله المأمون بعشرة آلاف درهم ، كما أعطاه الفضل بن سهل مالا ، وولاه الامام على صدقات بلخ فأصاب الرغائب



 توقيع : المعارف



رد مع اقتباس
قديم 08-19-2011, 01:36 PM   #2
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:01 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



عشت عمري الغير الحزن مشهد
ولا للفرح عيني اتشوف مشهد
يبو محمد ازور شوكت مشهد
واطفي بحظرتك ناري السريه

المعارف

احسنتم واحسن الله اليكم ووفقكم في هذا المشوار النبيل في خدمة محمد وال محمد ص

موضوع جدا مميز وجميل في معلوماته

وممكن ان نستفاد منه مالا نعلم به

تحيتي ودعاي

وربي ايعافيك


 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
قديم 08-30-2011, 03:13 AM   #3
مشرف


الصورة الرمزية محمد أبورغيف
محمد أبورغيف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 85
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 07-14-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 850 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
بارك الله بكم وجزاكم خير الجزاء

جعله الله في ميزان حسناتكم



وفقكم الله ...... ودمتم بحفظ الرحمن


 

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2011, 02:47 AM   #4
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..


دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

نورجهان





 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول