رسالتي لأعز وأغلى الأحباب

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

لن أقول ابنتي بل أقول حبيبتي .. طابت أيامكِ ودامت احوالك وسعد حظك وبارك الله ما أنتِ فيه من خير وزين حياتكِ بما فيه رضاه ..

حبيبتي: لا تظني بفعلنا معكِ أننا أعداء لكِ بل نحن أشد الناس حباً لكِ .. قد نقسوا عليكِ بعض الشيء لكن هذا لا يعني أننا نكرهكِ ، بل على العكس من ذلك إن ما نفعله معكِ برهانٌ واضح لمدى حبنا لكِ وخوفنا عليكِ ..

حبيبتي: الدين المعاملة: وأي معاملة أفضل وأطيب من دعاء الأبوين لأولادهم ، واي سرور يمر على الأبوين أعظم من أن يسمعا كلمة طيبة من أولادهما ..

إني وأمكِ والله يشهد لنحبكِ حباً لا يعلمه إلا الله ، فأنتِ أول هبة لنا من الله الكريم الوهاب ، وأنتِ أول من زيَّن بيتنا وأضفى عليه الجمال ، لقد غمَّنا ما جرى عليكِ في طفولتكِ ، وأفزعنا ذلك المرض الذي أصابكِ ، لم نرتاح إلا حينما بُشرنا بأن ما أنتِ فيه قد زال ، لقد كنا خلال فترة علتكِ تلك نعيش القلق بكل ما يعنيه ، اجتهدنا في سلوك سبل الوصول لعلاجكِ ، لقد مرَّت علينا أيام متواصلة لا نعرف فيها طعم النوم ، ومرت علينا أياماً متواصلة متنقلين بين مدينتين تبعد الواحدة عن الأخرى200 كلم، همُّنا سلامتكِ وغايتنا أن نراكِ طيبة ، فأنتِ روحنا المحلقة في سماء الدنيا ..

عزيزتي وحبيبتي: لا تكوني علينا وبالاً ولا تقابلي فعلنا معكِ بالعقوق ، واعلمي بأن قلوبنا تعتصر ألماً حينما نرى منكِ هذا الجفاء ، وعيوننا تدمع دماً حينما يقرع آذاننا الكلام اللاذع منكِ ..

ابنتي الغالية: أنتِ تملكين من الثقافة والمعرفة الشيء الكثير ، لا تؤاخذينا على محدودية أفكارنا ولا تلومينا على طريقة تربيتنا ، قد نكون مخطئين في ذلك ، لكن يشهد الله اننا لسنا وحوشاً مفترسة ولا ممن يستقوي على من هم بحاجة لنا بل على العكس من ذلك نحن نملك الحلم ونملك العقل ونملك التسامح ، ولو كنا وحوشاً مفترسة لما تمكنتِ من العيش معنا لحظة واحدة ..

حبيبتي الغالية: طيِّبي خواطرنا بكلمة حلوة فأنتِ برعم أخضر من شجرة طيبة تزين حياة والديها بابتسامة جميلة تمحي الزعل وتُزيل اللوم ، اعلمي بنيتي أن أمك كم يتفطر قلبها على ما تسمعه منكِ من كلام جارح ، وكم تتمنى أن تسمع منكِ بدلاً عنه الكلام الطيب الفائح بشذى نفسكِ الطيبة تعيد الوئام فيما بينكِ وبينها ، حبيبتي أنتِ تملكين قلباً بالحب نابضاً فوجهي نبضه لأمكِ ولديكِ مشاعر فائضة بالحنان فاملئي بها مشاعر أمكِ كي تحنو عليكِ وتفتخر بكِ بين النساء ..

حبيبتي: اعلمي بأن قلبي وأمكِ لا يوجد به إلا الحب لكِ فغذيهما بفيتامين الحنان وطيِّبيهما بأريج مشاعرك الرقيقة ، وامزجي ذلك بالمعاملة الحسنة إن أردتِ أن تستمتعي معنا بحياة خالية من الأكدار وحافلة بالتفاؤل والمل والسعادة التي يغبطكِ عليها أقرانكِ من الفتيات ..

أنتِ مؤمنة وعارفة لما للوالدين من حق عليكِ ، لا تكوني عنيدة فالعناد يولد البغضاء والبغضاء من فعل الشيطان والشيطان لا يريد الخير للإنسان ..

اسمعي كلام أمكِ فهي أحق بطيب التعامل معها وكوني ممن يسمع ويتبع خير النبيين صلى الله عليه وآله القائل أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ..

لا تفتحي عليك باباً يدخلكِ إلى جهنم بمعصيتكِ لأمكِ ولا تكوني ممن يغضب الله في والديه ولو بكلمة أف ، فهذه الكلمة لها الأثر السيء عليكِ دنياً وآخرة ، لو تطلب الأمر منكِ أن تقبلي التراب الذي تمشي عليه أمكِ فافعلي ، أوما قرأتِ الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي جاء فيه: الجنة تحت أقدام الأمهات ، أطيعي الله بطاعتكِ لوالديكِ وانظري ببصيرتكِ لقوله عز من قائل وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 سورة الإسراء..

أرجو أن لا أكون قد أثقلتُ عليكِ وأتمنى أن تكون رسالتي هذه وصلت إلى قلبكِ لا إلى ناظريكِ فقط ..

وفقكِ الله وسدد على طريق الحق خطاكِ وبارك لكِ حياتكِ الدنيا ووفقكِ لبرنا والإحسان إلينا وخفض جناح الذل من الرحمة لنا لتنعمي في أخراكِ برضوان الله ورحمته والخلود في جنته ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)