– صـلاة الـجمـعـة :
عندما كان السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) يصلي الجمعة في مسجد الكوفة كان له عدد من الوكلاء يصلّون الجمعة في اماكن مختلفة من العراق ومنهم السيد الحسني (دام ظله) حيث بعثه السيد الشهيد(قدس سره) الى مدينة الحلة لإمامة صلاة الجمعة هناك وقد صلى سماحته(دام ظله) بأهل الحلة في مقام الإمام علي في منطقة الشاوي قرابة تسع جُمَع إلى ان منعه أزلام صدام المجرم من إقامتها ، وهذا مما لا يخفى على الجميع وخاصة مقلدي السيد الشهيد(قدس سره) في الحلة وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على ان السيد الصدر(قدس سره) كان يعتبر السيد الحسني من طلابه الثقاة العدول وممن يستطيع تحمل المسؤولية .
وبعد إستشهاد السيد الصدر(قدس سره) في زمن الطاغية صدام لمْ يتصدَّ أي مرجع ديني الى صلاة الجمعة سوى السيد الحسني(دام ظله) ، حيث أوصى السيد الصدر(قدس سره) بصلاة الجمعة بعده قائلاً: (( استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر لأنه لا يجوز لكم ان تجعلوا موت السيد محمد الصدر سبباً وذريعةً لذلة الإسلام والتشيّع وتفرّّق الكلمة وكثرة المشاكل)) ، ومن هذا المعنى نستنتج ان السيد الحسني يمتلك من الشجاعة ما لا يملكه غيره ممن يدّعي الاجتهاد أو الأعلمية أو القيادة ، وانه لا تأخذه في الله لومة لائم وهذه هي الأخلاق التي دعا إليها أئمتنا الأطهار(عليهم السلام) .
وكانت صلاة الجمعة التي أقامها السيد الحسني(دام ظله) بعد إستشهاد السيد الصدر(قدس سره) في النجف الاشرف والتي سُميت (جمعة الأقصى) السبب الرئيسي للإعتقال الأول لسماحة السيد الحسني(دام ظله) والتي اعتبرها النظام البائد تحديا ً صريحا ً وعلنيا ً لمنع صلاة الجمعة لا سيّما أن السيد أقامها وترديد الشعارات التي كان يرددها السيد الشهيد(قدس سره) وتلك الشعارات هي صوت الحق الذي صرخه بوجه الظلم والطغيان
|