#1
|
|||||||||
|
|||||||||
عيشه كعيش الفقراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته (الشيخ مرتضى الأنصاري) ذلك الاسم الذي تلألأ في سماء المرجعية الصالحة للشيعة، حتى أصبحت مرجعيته المتميزة عنوان الصلاح لكل بيت مرجعي تأسس بعده (رحمه الله). كان في درجة من الزهد والورع والحس الإنساني المرهف، بحيث لم يقبل إلا أن يكون عيشه كعيش الفقراء، يواسيهم ويهتم بهم غاية الاهتمام. فتأتيه الأموال الشرعية من أقطار العالم الإسلامي فلم يقطع منها شيئاً لرفاه نفسه، بل يوزعها على محتاجي المسلمين ويأخذ منها مقدار ما يعطيه لواحد منهم بالتساوي ولِمَ لا وهو في موقعِ مقتداه الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام). يقال إنه اجتمع تجار بغداد يوماً وجمعوا من أموالهم مبلغاً، فجاءوا به إلى الشيخ وقالوا: " أيها الشيخ إن هذا المال ليس من الحقوق الشرعية (الخمس والزكاة) بل هو تبرع منا إليك، وهو من كسبنا الحلال، لتُحْسِن به معيشتك، وتوسّع به على أهلك وعيالك، وقد كبر سنّك فعش في راحة ورفاه ". رفض الشيخ الأنصاري طلبهم، وقال: " يؤسف عليّ بعد عمر من مواساة الفقراء أن أعيش غنياً في آخر العمر، فحينئذ يُمحى اسمي من قائمة أسماء الفقراء، فأتخلّف عن مكانتهم العالية التي أعدها الله تعالى لهم يوم القيامة في (جنّة عَرضُها السماوات والأرض) ". اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|