|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
صور من البيت العلوي الفاطمي
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛ أفضل سيرة تربوية للاُسرة هي سيرة أمير المؤمنين مع فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، فإنّها سيرة زوجين معصومين ، فأقوالهما وأفعالهما وتقريرهما كلّها من السنّة الشريفة ، ولا توجد اُسرة تحمل العصمة الذاتية الكلّية الواجبة بكلّ أبعادها وجوانبها إلاّ الاُسرة العلوية الفاطمية ، أي الاُسرة المتكوّنة من زوجين معصومين ( عليّ وفاطمة (عليهما السلام) ) ، فحياتهما الزوجية والاُسروية خير مثال وخير قدوة واُسوة يهتدى به ، وفي حياتهما لقطات تشعّ نوراً وجمالا وبهاءً وحيويةً ونشاطاً ، تعلّمنا كيف نعيش وكيف نفكّر كزوجين ناجحين في الحياة الزوجيّة وفي عالم الاُسرة والتربية والتعليم . ؛؛؛ الصورة الأولى: ::: لمّـا أراد الأوّل والثاني أن يعودا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مرضها ، فاستأذنّا علياً (عليها السلام) ، فدخل عليها وقال لها : أ يّتها الحرّة فلان وفلان بالباب يريدان أن يسلّما عليك فما تريدين ؟ قالت : البيت بيتك والحرّة زوجتك ، افعل ما تشاء . * هذه لقطة رائعة في الحياة الزوجية ، فإنّها توحي للزوجين كيف يكون التفاهم بينهما وكيف يتعاملان ، في من يريد أن يدخل البيت معتذراً أو ضيفاً أو لقضايا سياسية أو غير ذلك ، على الزوج أن يخبر زوجته ويعرف رأيها في الموضوع ، فإنّ لها حقّ في البيت وما يجري فيه . * والزوجة بالمقابل تدرك الموقف ، ولا ترى لنفسها وجوداً في رحاب زوجها ، بل البيت بيتك ، والحرّة وإن كانت حرّة ، إلاّ أ نّها زوجتك فهي في قيد الزوجيّة والإطاعة للزوج ، فافعل ما تشاء . ؛؛؛ الصورة الثانيه: ::: ومن اللقطات البديعة ما جاء في وصيّة الزهراء (عليها السلام) ، فإنّها بيّنت الأركان الأساسية في الحياة الزوجية ، وعلّمت البشرية ونساء العالم كيف تكون الزوجة في بيت زوجها ، وما هي وظائفها الدينية والإنسانية ، وإنّها لو تحلّت بهذه الصفات لعاشت سعيدة وماتت سعيدة وساد الحبّ والحنان حياتها ، فيعزّ فراقها على زوجها . * لمّـا مرضت فاطمة مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها ، فلمّـا نعيت إليها نفسها قالت لعليّ (عليه السلام) : يا بن عمّ ، إنّه قد نعيت إليّ نفسي وإنّني لا أرى ما بي إلاّ أ نّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، وأنا اُوصيك بأشياء في قلبي . * قال لها عليّ (عليه السلام) : أوصي بما أحببتِ يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثمّ قالت : يا بن عمّ ، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني . * فقال (عليه السلام) : معاذ الله ، أنت أعلم بالله وأبرّ وأكرم وأشدّ خوفاً من الله من أن اُوبّخك بمخالفة ، وقد عزّ عليّ مفارقتكِ وفقدكِ إلاّ أ نّه أمرٌ لا بدّ منه ، والله جدّدتِ عليّ مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها وآلمها وأمضاها وأحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء لها ، ورزيّة لا خلقت لها ، ثمّ بكيا جميعاً ساعة . ::: لقد لخّصت فاطمة الزهراء في هذا الحوار الملكوتي حياتها الزوجية في هذه الأركان الثلاثة : 1 ـ عدم الكذب . 2 ـ عدم الخيانة . 3 ـ عدم المخالفة . * فذكرت الأمير (عليه السلام) بإخلاصها وطهارتها وإطاعتها لزوجها ، وشكر الإمام (عليه السلام) وفاءها وأثنى على طهارتها وقدسيّتها ومعاناتها وتقواها وأبدى لها حبّه وودّه وتعلّقه بها . * لقد كانت كلماته (عليه السلام) تفيض بالحبّ وتجيش بالاحترام والتقدير لزوجته التي لا تماثلها زوجة بل امرأة في العالمين ، كلماتُ محبٍّ متعلّق يعرف تماماً قدرَ محبوبه . * وهاجت بهما الذكريات وجاشت الخواطر وتذكّرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء والحنان والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الأحداث والمشاكل وتذليل الصعاب ، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع لعلّها تطفئ نار القلب التي تقضي على الجسد . * وبعد أن بكيا ساعة أخذ عليّ (عليه السلام) رأسها وضمّها إلى صدره ، ثمّ قال : أوصيني بما شئتِ ، فإنّكِ تجديني فيها أمضي كما أمرتيني به ، وأختار أمرك على أمري . * أجل هكذا الحياة الزوجية السعيدة أن يختار الزوج تقديم هوى زوجته على هواه ما دامت الزوجة متّقية خائفة من الله وتعلم بالله ومن أهل البرّ والكرامة ، كما أنّ الزوجة تقدّم هوى زوجها على هواها ، ما دام مطيعاً لله كريماً مخلصاً برّاً وفيّاً متّقياً ، وإلى مثل هذه الحياة الزوجية ندعو الناس قاطبة ، فإنّهم ينالون سعادة الدارين ، خير الدنيا والآخرة . اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
08-30-2012, 10:57 AM | #3 |
المراقبين
ya hussien
|
مجهود مميز خيتي شجون الزهراء بارك الله بك وربي يوفقك ويرعاك
لك مني كل الاحترام والتقدير اخوكم علي |
|
09-05-2012, 03:37 PM | #4 |
اللجنه الأعلاميه
|
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ~~
موفقين لكل خير موضوع جميل ~~ أختكم خادمة أهل البيت ... توأم روحي |
|
09-05-2012, 07:41 PM | #5 |
المراقبين
|
السلام على اهل
بيت النبوة ومعدن الرسالة السلام على الزهراء البتول وعلى زوجها علي فحل الفحول شجون الزهراء |
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
|
|
|
|