|
#1
04-14-2011, 01:29 PM
|
|||||||||
|
|||||||||
دوام الحال من المحال
دوام الحال من المحال بقلم : فلاح العيساوي القصة من التراث العراقي القديم روية لي باللهجة العراقية الدارجة وارويها لكم بأسلوبي وطريقتي لتكون مفهومة لدى الجميع .... التاجر ابو احمد رجل بلغ مرحلة الكهولة وهو يتصف بخصال جميلة من الاخلاق الفاضلة وعلى الخصوص خصلة التواضع التي ترفع من الانسان وقدره في اعين الناس عكس ما يراه الانسان المتكبر في نظرته الاستعلائية فهو يرى في التكبر انه كبير في عيون الناس والعكس صحيح لكون ان الناس يرون المتكبر كالذرات التي يدوسونه باقدامهم المهم ان التاجر ابو احمد كان غني بالاموال وهو الغنى المادي ولكن هو كان اغنى بالتواضع الذي يملكه كملكه نفسية يتعايش بها مع الناس لهذا كان محبوب من الجميع ... في ذلك الزمن كان يوجد في المدينة حمام يرغب التاجر ابو احمد ان يذهب اليه على فترات متباعدة ليس الغرض منه الاستحمام فقط !!... لكن الاهم عنده هو التواصل الاجتماعي مع رجال المدينة . وكان في هذا الحمام رجل يقارب عمره عمر التاجر ابو احمد وكان هذا الرجل يدعى رحيم ويلقب ابو سلام وكان اسمه ولقبه اسما على مسمى لدماثة اخلاقه وموادعته لجميع الناس وكان يعمل في الحمام مدلك بأجرة شهرية وكان التاجر ابو احمد يحب رحيم المدلك للقواسم المشتركة بينهما فشبيه الشيء منجذب اليه !!!... فعند ورود التاجر ابو احمد الى الحمام يسارع بالسلام والتحية على رحيم المدلك ويطلبه بشخصه بالذات ليجلس عنده ويقوم بتدليكه وذلك ليستأنس بحديثه الجميل وكان التاجر ابو احمد دوما يسأله عن حاله واحواله ويأتي جواب رحيم دوما بهذه الكلمة ( دوام الحال من المحال )!!!... بعد مده من الزمن عاد التاجر ابو احمد الى الحمام وعند دخوله وجد رحيم المدلك جالس في مجلس مالك الحمام فألقى التحية والسلام على رحيم ورد رحيم السلام بأحسن منه وبادره بالذهاب اليه وجذبه واجلاسه الى جانبه فتبادر الى ابو احمد سؤال : عزيزي رحيم هل ذهب مالك الحمام في قضاء عمل ما واجلسك في مكانه ؟؟... رحيم : كلا يا ابو احمد ... ابو احمد :اذا ماذا ؟؟؟... رحيم : يا ابو احمد ان الحمام اصبح ملكي والملك لله وحده وذلك لكون انني ورثت امولا من عمي الذي مات من مده قريبة ولم يكن له من يرثه غيري وقد عرض صاحب الحمام حمامه هذا للبيع وقد اشتريته منه ولله الحمد على نعمائه . ابو احمد : اذا الف مبروك لك يا رحيم فأنت رجل تستحق كل الخير وتقبل مني تعازي في عمك المرحوم !.. رحيم : يا ابو احمد شكرا لك لكن ( دوام الحال من المحال )!!!... ابو احمد : قال في سره اذا ماذا تريد يا رحيم بعد ما اصبحت مالك للحمام ؟؟؟.. وبعد مدة من الزمن انشغل بها ابو احمد عن الذهاب الى الحمام تذكر صديقه اللطيف رحيم فعزم على زيارته ففعل وذهب الى الحمام وعند دخوله لم يجد صديقه رحيم ووجد رجل يجلس في مكان رحيم فبادره بالسؤال عن رحيم فجائه الجواب ان رحيم قد باع الحمام وقد اصبح من تجار القماش الكبار في المدينة في السوق الكبير ... وبعد سماع هذا الخبر عزم ابو احمد على الذهاب الى السوق ليرى صديقه رحيم الذي اصبح تاجر كبير .. وصل ابو احمد الى السوق وتقصى عن مكان التاجر رحيم فدل على محل تجارته واخيرا وجده .. قام رحيم من مكانه مستقبل ابو احمد على عادته المعهوده فهو رجل لا تغير طباعه النبيلة الاموال او الجاه فعانقه واجلسه الى جانبه وبادره في السؤال عن صحته واحواله ... اجاب ابو احمد بحمد الله وشكره وقال : ابارك لك يا رحيم هذا التطور والانتقال من حال الى حال !!.. فقال رحيم : اشكرك ايها الرجل ذو الاخلاق الفاضلة يا من يداوم في السؤال عني رغم متاعب ومصاعب الحياة لكن يا ابو احمد ( دوام الحال من المحال )!!!... فقال ابو احمد في سره وماذا تريد بعد يا رحيم التاجر؟؟؟... وبعد مدة من الزمن اصبح رحيم ممن لهم حضوة عند الملك واصبح من ندمائه والمقربين لديه فمات وزير الملك وبعد ايام صدر مرسوم ملكي يقضي بتعين رحيم وزيرا للملك بدل الوزير المغفور له ... فتناها الخبر الى مسامع التاجر ابو احمد فطار فرحا لكون ان رحيم رجل يستحق منصب الوزير اولا وهو صديق عزيز له ثانيا وقرر ان يكون من اول المباركين للوزير رحيم .. فسارع بالحضور بين يدي الملك ووزيره رحيم وتقدم ابو احمد الى السلام والقاء التحية على رحيم لكن الوزير رحيم رغم منصبه الكبير والهام جدا سارع بنفسه عند رؤية ابو احمد فنزل اليه وعانقه وقبله وجذبه بكل رفق ولطف واوقفه الى جانبه الى حين انتهاء مراسم التبريك والتهائنة من قبل وفود كبار المملكة وبعد انتهاء المراسم بادر الوزير رحيم الى اجلاس ابو احمد الى جانبه واكرامه والسؤال عن احواله واموره وصحته وقضاء كل امر يحتاجه .. فشكره ابو احمد على عظيم لطفه واحسانه وكرمه وحمد الله سرا في نفسه لكون ان رحيم لم يتغير رغم جلوسه على كرسي الوزارة !!.. وقال : يا وزيرنا الجديد كيف وجدة هذا المنصب الكبير ؟؟؟... فقال الوزير رحيم : الحمد لله والشكر له على نعمه وحسن توفيقه لكن يا ابو احمد ( دوام الحال من المحال )!!!... فقال ابو احمد في سره وماذا تريد بعد يا رحيم الوزير؟؟؟... بعد مده ليست بالطويلة مات الملك ولم يكن له ولد او بنت يخلفه فأصبح رحيم الوزير ملكا وتوجا بتاج الملك وتناها الخبر الى مسامع التاجر ابو احمد فبادر بالذهاب ليبارك للملك رحيم على ما انعم الله به عليه من لباس المملكة واعتلائه حكمها وادارتها وهو بحق يستحق ان يكون الملك لعظيم اخلاقه وحسن سيرته وما ان وصل ابو احمد وحظر بين يدي الملك رحيم قام رحيم ونزل من عرشه واعتنق ابو احمد وقبله وجذبه بكل لطف وحنان فائض واجلسه عن يمينه وبادره بالسؤال عن احواله وصحته ووجوب قضاء حوائجه كلها ... فقام ابو احمد بشكره على جزيل اياديه ونوال عطاياه وقال له : ايها الملك الموقر كيف وجدت عطاء الله وفضله عليك اذ انعم عليك بالملك والمملكة ؟؟؟... فقال الملك رحيم : يا ابو احمد فضل ربي ورحمته بي لا يحصى ولا يعد ولا يجزى مني حتى لو بقيت العمر كله احمده واشكره له الحمد والشكر رغم ذلك ... لكن يا ابو احمد ( دوام الحال من المحال )!!!... فقال ابو احمد في سره وماذا تريد بعد يا رحيم الملك ؟؟؟... بعد مدة ضجت المملكة بخبر مفجع ومؤلم للجميع ومفاده ان الملك مات !!!... فعم الحزن وتنكيس الاعلام والرايات في جل المملكة على الملك الطيب الرحيم الودود رحيم ولم يكن التاجر ابو احمد في المملكة حين وفاة الملك رحيم ولو كان موجود لما كان تأخر في حظور جنازة صديقه الملك ... فأبو احمد كان مسافرا في تجارة خارج المملكة وعند عودته فوجئ بخبر موت صديقه الملك رحيم فجلس في بيته ثلاثة ايام والحزن والالم لا يبارحه على فقد رحيم الاخ والصديق بعدها قرر ابو احمد ان يزور قبر الملك رحيم وخرج من منزله وذهب الى المقبرة وسأل الدفانين عن قبر الملك رحيم فدلوه واتو به الى القبر والغريب ان القبر لم يكن كما كان يتوقع ابو احمد فقبر الملك رحيم لا يختلف عن قبور عامة الناس فسأل الدفان فاجابه ان الملك رحيم كان قد اوصى ان يدفن في قبر كعامة الناس وقد نفذة وصيته ... وقف ابو احمد على القبر وقرأ سورة الفاتحة وبعد ان انتهى من قراءة سورة الفاتحة انتبه الى كتابة على صخرة القبر مكتوب عليها ( دوام الحال من المحال )!!!... فقال ابو احمد بصوت عالا جدا وماذا بعد القبر يا رحيم غير القبر ؟؟؟... انشغال ابو احمد بتلاهي الدنيا وامورها واحوالها مدة تذكر بعدها زيارة الاخ والصديق صانع الحمام ثم مالك الحمام ثم التاجر ثم الوزير ثم الملك ثم صاحب القبر ... فذهب الى المقبرة والغريب ان المقبرة قد حدث فيها تغيير كبير فتاه عليه قبر رحيم فذهب الى الدفان وناشده ان يدله على قبر رحيم الملك فجاء به الدفان الى احدى الشوارع التي استحدثة في المقبرة لخدمة الاحياء ووقف في وسط الشارع واشار الى الارض قائلا : هنا قبر الملك رحيم رحمة الله عليه !!!... تعجب ابو احمد وتذكر مقولة رحيم ( دوام الحال من المحال ) !!!... فقال صدقت ايها الرجل الطيب العاقل الحكيم رحيم فدوام الحال من المحال ... قال الله عز وجل وتعالى (( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) سورة آل عمران / الآية 26 صدق الله العالي العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
|
|
04-14-2011, 03:40 PM
|
#2 | |
 مديــر عام
|
اسئل الله ان يرزقنا واياك حسن العاقبه
ان شاء الله ويغفر لنا احسنت فلاح وربي يرعاك ويعطيك العافيه ان شاء الله تحياتي ودعائي |
|
|
|
04-15-2011, 10:03 PM
|
#3 | |
|
عضو نشيط
عشقي حُسين
|
 فعلا دوام الحال من ............. المحال ..~!! طرح موفق .. شكري الجزيل لكم أخي الكريم .. |
|
|
|
|
04-15-2011, 11:10 PM
|
#4 | |
|
مشرف
|
شكرا على القصه الجميله وربي يتقبل منك يااغالي
وسئل الله ان يوفقك بهذه المجال الراقي وننتظر منك كل جديد من ابداعك الصاعد وتقبل مروري ياغالي مع تحياتي ودعائي |
|
|
|
|
04-19-2011, 02:21 PM
|
#5 | |||||||
|
مشرف
|
اعتذر احبتي على تأخري بالرد ربي لا يحرمني منكم دمتم اعز ناس |
|||||||
|
|
|
05-10-2011, 01:06 PM
|
#7 | |
|
عضو مميز
يازينب
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه |
|
|
اللهم صلِّ على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد مااحاط به علمك
|
|
05-13-2011, 09:33 PM
|
#10 | |
|
عضو مميز
|
 اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ >< فلاح العيساوي ><  بارك الله فيك وجــزيت من رب العالمين ببركة محمد وال محمد نسألكم الدعاء |
|
|
يم الضريح أبشوك أوكف يمولاي.. وتخيلك عباس تسكيني الماي يشفيني مايك زين ويطيب الداي..ورجع ورد مسرور ياسيدي ومولاي 
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
العرض العادي
|
|
|
|