.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 237 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 300 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 156 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 181 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 217 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 151 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 349 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 177 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 153 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 137 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5153


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 03-13-2012, 01:47 AM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
المشرفة المميزة وسام شكر وتقدير المراقب المميز المراقب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4773 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي التدبر في القرآن - السيد محمد رضا الشيرازي الجزء الثاني




لماذا التدبر في القرآن؟ هكذا يتساءل البعض، ويضيفون: إننا نقرأ القرآن، ونستمع إلى تلاوته كل صباح ومساء، أفلا يكفينا هذا؟ والجواب:
1. التدبر في القرآن هو الطريق للاستفادة من آياته والتأثر بها.
إن القراءة الميتة للقرآن لا تعني أكثر من كلمات يرددها اللسان دون أن تؤثر في واقع الفرد التأثير المطلوب، أما "التلاوة الواعية" فهي تتجاوز اللسان لكي تنفذ إلى القلب، فتهزه، وتأثر فيه.
لقد كان أولياء الله العارفون يتلون القرآن بوعي، فكانت جلودهم تقشعر، وقلوبهم ترتجف حين يقرأون آية، بل ربما كانوا يصعقون لعظم وقع الآية في نفوسهم. لقد تلا الإمام الصادق (عليه السلام) آية في صلاته ورددها عدة مرات، فصعق صعقة، ووقع مغشيا عليه، ولما أفاق سئل عن ذلك، فقال: "لقد كررتها حتى كأني سمعتها من المتكلم بها، فلم يثبت لها جسمي، لمعاينة قدرته." وكانت الآية ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإَيَّاكَ نَسْتَعِينُ)).
بل إن التدبر لحظاتٌ في القرآن الكريم كان منعطفا تغييراً كبيراً في حياة الكثيرين، فهذا الفضيل بن عياض كان في بداية حياته مجرماً خطيراً، وكان ذكر اسمه كافياً لإثارة الرعب في القلوب. لقد كان يقطع الطريق على القوافل، ويسلب المسافرين ما يملكون.
وذات يوم وقعت نظراته على فتاة جميلة، فصمم في نفسه أمراً، وفي نفس تلك الليلة كان يتسلق جدار ذلك البيت الذي تسكن فيه الفتاة، وهو ينوي الاعتداء عليها واغتصابها، وفي هذه الأثناء، تناهى إلى مسامعه صوت يتلو هذه الآية الكريمة: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه))، فأخذ يفكر في الآية بضع ثوان، وأخذ يردد مع نفسه: "يا رب، بلى قد آن."1 ثم هبط من الجدار، وتولى بوجهه شطر المسجد الحرام، فاعتكف فيه إلى أن مات.
إن تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوّله من مجرم متمرس بالجريمة إلى معتكف في محراب العبادة، فكيف إذا تدبر الإنسان في كل القرآن؟
2. التدبر في القرآن هو الطريق لفهم قيم القرآن وأفكاره ومبادئه كما أنزلها الله سبحانه.
إن هناك خيارات صعبة وعديدة تطرح أمام الفرد وأمام الأمة كل يوم، ولاختيار الطريق السليم بين الخيارات لابد من الرجوع إلى القرآن، والتدبر في آياته. ومن هنا يقول الله سبحانه: ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم))2، ومن هنا - أيضا - أطلق القرآن على نفسه اسم "الفرقان"، ذلك لأنه يفصل ويفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، ولكن لمن؟ الجواب: لمن يفهم آياته، ويتدبر فيها.
3. هنالك مشاكل كثيرة يصطدم بها الإنسان في حياته - سواء المشاكل الفردية التي لا تتعدى إطار ذاته أو المشاكل الاجتماعية التي تصيب الجميع، والقراءة الواعية للقرآن الكريم، والتدبر في آياته يقومان بدور مزدوج في هذا المجال، فهما يقومان - من جانب - بتطهير ما علق في نفس الإنسان من سلبيات - ومن هنا يقول الله سبحانه:
((قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُور))3
((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))4
ويقومان - من جانب آخر - بوضع البرامج السليمة للخروج بحل ناجع لهذه المشاكل.
4. وأخيراً، فإن التدبر في القرآن هو الطريق للعمل بما جاء فيه، وذلك لأن العمل بالقرآن يتوقف على فهمه، وفهم القرآن لا يمكن إلا بالتدبر في آياته. ومن هنا فإن الذين لا يتدبرون القرآن ربما يفوتهم تطبيق الكثير من مبادئ الدين في حياتهم العملية وهم لا يشعرون.

منهج التدبر في القرآن
قبل الحديث عن منهج التدبر في القرآن لابد أن نعترف أن استعراضنا لهذا المنهج - هنا - هو استعراض ناقص، ويعود ذلك إلى عاملين:
أحدهما: صعوبة الإحاطة بالمنهج بشكله المتكامل، فالقرآن بحر عميق، لا يدرك غوره، ولا تفنى عجائبه - كما يقول الإمام عليه (عليه السلام)، ومن هنا فإن الإحاطة أمر صعب، إن لم يكن أمراً مستحيلاً.
وثانيهما: أن بعض هذه المناهج قد تكون عسيرة الهضم على البعض، ذلك لأن فهمها يرتبط باستيعاب علوم معينة، ومن هنا تركنا التعرض إلى تلك المناهج في هذا البحث.
وبعد معرفة هذه الحقيقة، ينتصب السؤال التالي: ما هو منهج التدبر في القرآن؟ والجواب: إن المنهج يعتمد على طرح مختلف التساؤلات حول "الظواهر القرآنية"، فكل آية من القرآن الكريم مجال خصب لطرح تساؤلات عديدة، وعلى الفرد الذي يحاول التدبر أن يثير عقله في هذا التساؤلات، ومن ثم يحاول الإجابة عليها.







 توقيع : نورجهان


رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 01:51 AM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




كيف تفهم أجيالنا المعاصرة القرآن الكريم؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال لابد من أن نطرح سؤلاً آخر هو:

- كيف فهم الطلائع المسلمون الذين عاشوا في عصور الرسالة الأولى هذا الكتاب المجيد؟
الجواب: لقد فهموا القرآن "كتابً للحياة" و"برنامجاً للتحرك" و"خريطة للسلوك". كان الواحد منهم يقرأ القرآن وكأنه هو المخاطب بآياته، وكان يستنبط من آيات القرآن بصائر واضحة يستعين بها في مسيرة الحياة الطويلة، وعندما كانت تعترض الواحد منهم مشكلة أو يجد نفسه على مفترق طريق لا يدري أين تؤدي به كان يلتجئ إلى القرآن، يقلب صفحاته، ويتأمل في آياته حتى يعثر على حل لمشكلته، ويجد الضوء الذي يكشف من أمامه الظلمات.
وجاءت من بعدهم أجيال أساءت الفهم، وضلت الطريق. هذه الأجيال تصورت القرآن "كتاب موت" بدل أن يكون "كتاب حياة"، فالقرآن لا يعني بالنسبة إلى حياة هؤلاء شيئاً، وأنه مجموعة من القضايا الميتافيزيقية والقصص التاريخية والطقوس العبادية، وأي ربط لهذه الأمور بالحياة؟
إذن، فمن الطبيعي بعدئذ أن يبحثوا عن قيم الحياة ومناهج الحياة وتعاليم الحياة في أي مكان آخر غير القرآن - بالطبع. وقد نتج هذا الفصل - الفصل بين القرآن وبين الحياة المعاشة - من عدة عوامل منها:
1. الهوى والشهوات، ذلك لأن الفهم الحيوي والواقعي للقرآن يعني:
أ) تحديد شهوات الإنسان وأهواؤه - كما سيتضح ذلك فيما بعد.
ب) التنازل عن كثير من الارتباطات والعلاقات الاجتماعية، بل ومقاومة الكثير من "مراكز القوى" التي تربط مصالح الإنسان المادية بالخضوع لها والتعاون معها، ولكن أهواء الإنسان لا ترضى بذلك. "إذن، لنفهم القرآن ككتاب ميت، وعندئذ ننطق في حياتنا كما نشتهي ونريد."
2. الفهم الخاطئ للدين، ذلك لأن الدين الذي:
أ) يأمر أتباعه بالعزلة والانزواء عن المجتمع،
ب) ويهتم بالآخرة، ولا يعير الدنيا أي اهتمام،
ج) ويرفض التدخل في السياسة حتى لو كانت نزيهة في أهدافها ووسائلها، (لأنها خبث وكذب ونفاق).
هذا الدين لا يرتبط بالحياة - بالطبع، وقرآن هذا الدين هو كذلك، إنه كتاب يدعو الإنسان إلى الزهد في الدنيا وصرف كل جهوده في الآخرة، فما هي قيمة الدنيا؟ إنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة! بل هي أساساً سميت "دنيا" لأنها دنيئة وهابطة. إذن، ما لنا ولها؟ دع الدنيا للآخرين، دعها للكافرين يتمتعوا بها، ويتقلدوا زمامها، أما أنت فاعبد الله حتى يأتيك اليقين، لتكن دنياك خربة ومتهاوية، ليس ذلك مهماً، المهم أن تكون آخرتك معمورة.
إن هذا المنطق هو بالضبط منطق عبد الله بن عمر حينما مات معاوية وقام على الأمر بالسيف يزيد، لقد رفض عبد الله بن عمر أن يأخذ أي موقف رافض، واكتفى بالقول: "أما أنا فعلي بقراءة القرآن ولزوم المحراب."
وهكذا يجني الفهم الخاطئ للدين على الفهم الحيوي أو الواقعي للقرآن.
3. اعتبار القرآن كتاباً متعالياً عن الإدراك البشري، فالذين يعتبرون القرآن مجموعة من الألغاز والأحاجي والرموز الغامضة - هؤلاء بالطبع - لا يستطيعون أن يفهموا القرآن، وحتى لو فهموه فإنهم لن يسمحوا لعقولهم أن تقوم بـ"الفهم الواقعي والحيوي"، بل إن ذلك - في نظر بعضهم - هو الانحراف الصريح.1
والسؤال الآن هو: ما هي النتائج التي ترتبت على هذا الفصل - الفصل بين القرآن وبين الواقع القائم؟
والجواب:
1. أصبح القرآن - بذلك - كتاباً ميتاً، لا يستطيع الدفع والتحريك بعد أن كان - وعلى امتداد فترة طويلة من الزمن - المحرك الأساسي للأمة المسلمة على طريق النمو والتقدم.
لقد وعت الأمة بفضل القرآن، وتحركت بفضل القرآن، وتصاعدت بفضل القرآن، واندفعت تنشر النور في أقطار الأرض، وتحطم عروش الطغاة في كل مكان بفضل القرآن، وأنجزت كل شيء بفضل القرآن. هذا ما كان في السابق، وحين كانت الأمة تنظر إلى القرآن كتاباً للحياة ومنهجاً للتحرك وخريطة للمسير.
أما اليوم - وحين انفصل القرآن من الحياة - ولم يبق منه إلا الرسوم - كما يقول الإمام علي (عليه السلام) - فقد انتهت فاعليته، وأصبح لا يحرك فرداً، ولا يبني كياناً، ولا يرهب عدواً.
2. انفصل القرآن - بذلك - عن أجيالنا الصاعدة، ذلك لأن هذه الأجيال تبحث عن القضايا المتحركة التي ترتبط بواقعها القائم، أما القضايا الجامدة والقصص الميتة فهي لا تستثيرها، ولا تستقطب اهتماماتها، ولأن هذه الأجيال فهمت القرآن كتاباً عتيقاً ميتاً لا يرتبط بالواقع القائم - لذلك - ألقت بالقرآن وراء ظهرها، وانطلقت تبحث عن أيديولوجية أخرى تعالج مشاكلها الحاضرة.
ولو كان هؤلاء قد فهموا القرآن فهماً حيوياً وواقعياً لما كانوا قد انفصلوا عنه، ونحن واثقون بأن هؤلاء سوف يعودون يوماً ما إلى القرآن وإلى الأيديولوجية الإسلامية - بعد أن يفهموها بشكلهما الواقعي الحي .
3. ظلت بالفصل بين القرآن وبين "الفهم الواقعي" له المفاهيم الخاطئة مكرسة في نفسية الأمة، بينما كان بإمكان "الفهم الحيوي" و"الواقعي" للقرآن الكريم أن يعالج الكثير من هذه المفاهيم، وسنضرب فيما بعد بعض الأمثلة على ذلك.
هذه كانت - بإيجاز - النتائج الخطيرة التي ترتبت على "الفهم الميت" لآيات القرآن الكريم وينتصب هنا سؤال ليقول: ما هي مظاهر "الفهم غير الواقعي" للقرآن؟ والجواب هنالك ثلاث مظاهر:
الفهم الجريدي.



الفهم التاريخي.


عدم إعطاء الكلمة مدلولها الحقيقي.






 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 01:55 AM   #3
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




أولا: الفهم التجريدي
يرتكز "الفهم التجريدي" للقرآن الكريم على عنصرين:
الأول: ربط المفاهيم القرآنية بعالم الغيب.
الثاني: فصل هذه المفاهيم عن الواقع القائم.
إذن فللقضية جانبان: جانب إيجابي يتمثل في العنصر الأول وجانب سلبي يتمثل في العنصر الثاني. ونحن وإن كنا نرتضي الجانب الإيجابي من القضية لأنه صحيح ومؤكد، إلا أننا نرفض الجانب السلبي لأنه يعتبر تجزيئاً للدين، وفيما يلي بعض الأمثلة السريعة على "الفهم التجريدي" للقرآن:

(1)
يقول القرآن الكريم: ((وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))1
كيف يفهم التجريديون هذه الآية والتي تكررت بصيغ مختلفة في أماكن مختلفة من القرآن الكريم؟
الجواب: "إن لله سبحانه ميزة من أهم ميزاته هذه الميزة تجعل الله متفرداً عن كافة الكائنات وهي أنه واحد أحد فرد صمد لا شبيه يعادله ولا شريك له يشاكله،" ويستطرد التجريديون قائلين: "إن النظام الكوني هو خير دليل على وحدانية الله، ذلك لأنه لو كان هنالك إلهان لتنازع أحدهما مع الآخر، ولاختل نظام الكون وتهاوت الحياة." إذن، فالقضية لا ترتبط بالواقع البشري من قريب ولا من بعيد، بل إنها مجرد قضية اعتقادية ترتبط بعالم الغيب والميتافيزيقيا.
ولكن الحقيقة أن كلمة "لا إله إلا الله" هي منهج كامل للحياة بكل ما للحياة من ظلال وأبعاد، فهي تعني:
1. أن العبادة مختصة بالله، وكما يقول القرآن الكريم: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))2
2. إن الحاكمية مختصة بالله، وفي هذا المجال يقول القرآن:
- ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ))3
- ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ))
- ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا))4
- ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))5
3. إن الطاعة مختصة بالله، وفي هذا المجال يقول القرآن:
- ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))6
- ((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ))7
- ((يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ))
وهكذا نجد أن الذين يخضعون لمن دون الله أو يرجعون في حياتهم إلى حكم غير الله سواء في المجال التشريعي كالأحبار أو في المجال التنفيذي كالطواغيت أو يسيرون وراء أهواءهم وشهواتهم، كل هؤلاء ليسوا بموحدين حقيقيين لله.
وبهذا الفهم المتحرك يصبح شعار "لا إله إلا الله" شعاراً واقعياً، بل أهم من ذلك شعار مرتبط بالواقع على الإطلاق، ومن ثم يكتسب حيوية وفاعلية وحرارة.

(2)
يقول القرآن الكريم: ((وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ))8
ما هو مفهوم الآية الكريمة ومثيلاتها في نظر التجريديين؟
"إن الآية تتناول مسألة ’العدل الإلهي‘، ويعتبر هذا من أهم صفات الله تعالى، وهو يعني أن الجزاء الإلهي للبشر يوم القيامة سيجري بشكل دقيق وعادل، حيث تنصب الموازين الدقيقة التي تزن كل شيء سواء كان كبيراً أو صغيراً ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))." ويضيف هؤلاء: "إن عدالة الله نابعة من غناه المطلق وعلمه التام، فهو ليس محتاجاً، وليس جاهلاً، ولذلك فهو لا يظلم الناس."
والحقيقة أن العدالة الإلهية ليست خاصة بـ"الماورائيات"، بل هي تشتمل كذلك مختلف جوانب الحياة الكونية والبشرية، ذلك لأن العدالة تنقسم إلى:
العدالة الكونية، حيث نجد الكون بكل ما فيه بدءاً من الذرة وانتهاءاً إلى المجرة ومروراً بكل الكائنات - نجده - قائماً على أسس حكيمة وعادلة.



العدالة التشريعية، فلم يأت تشريع من تشريعات السماء من أجل العبث أو التضييق على الناس. إن كل "الأحكام الإلهية" نابعة من علم دقيق وحكمة تامة وعدل تام.


العدالة الاجتماعية، فالله سبحانه يفسح المجال للجميع لكي يعملوا، ويمد الجميع كذلك، وإذا ما تقدمت فئة معينة بسبب العمل، فإنه لن يتدخل لصالح فئة أخرى لا تعمل. حتى لو كانت تلك الفئة تعتنق مبادئه وتطبق أحكامه - أو بالأحرى بعض أحكامه.9 فليستيقض الكسالى الغارقون في الأحلام - النائمون على الحرير الأرمل الرقيق، وليعلموا أن الله لن يصبح "بديلا" عنهم، ولن يطهر الأرض من أدناس الجاهلية إلا بعد أن يعمل المؤمنون ويتحركوا!


العدالة الجزائية، حيث يلاقي - على أسس من هذه العدالة - المحسن جزاء إحسانه والمسيء جزاء إساءته، دون أن يظلموا مثقال ذرة، وكما يقول القرآن: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ))10.


ولكن هذه العدالة ليست خاصة بالآخرة، بل إنها تشمل الدنيا - كذلك - فمن أحسن يجد الحسنى في الدنيا ومن بعدها الآخرة، ومن أساء يجد السوءى في الدنيا ثم يرد إلى عذاب النار وبئس المصير.
وهكذا نجد أن الفهم الواقعي للقرآن الكريم يجعله ينبض بالحياة وكأن آياته قد هبطت للتوى واللحظة، بينما "الفهم التجريدي" يحول المفاهيم القرآنية الحية إلى مفاهيم ميتة وباهتة - أو على الأقل يحصرها ضمن إطارات محددة







 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 01:58 AM   #4
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




ثانياً: الفهم التاريخي
الفهم التاريخي للقرآن الكريم يعني أحد أمرين:
الأول: تلقي قصص القرآن الكريم كمجرد قصص تاريخية الهدف منها ذاتها، من دون النفوذ إلى العبر الكامنة وراءها. هذا القسم يفهم التاريخ كأحداث مضت، ويفهم قصص القرآن كقصص أفراد غابرين، ويكتفي بهذا القدر من فهم التاريخ دون أن يمارس مع ذلك فهماً آخر هو "الفهم العبروي".
الثاني: تلقي القصص القرآنية كقصص مرتبطة بذوات خاصة وأفراد معينين، من دون اعتبار هذه القصص رمزاً ونموذجاً حياً يتكرر في كل زمان ومكان.
فالقرآن ذكر قصة الحاكم الطاغية "فرعون"،
والوزير المداهن "هامان"،
والعالم الذي كان في القمة، ثم هوى إلى الحضيض "بلعم بن باعوراء"،
والشجرة الطيبة "أهل البيت"،
والشجرة الخبيثة "بني أمية" ... و ...
كل ذلك مفهوم لدى هذا القسم، إنه يعرف التاريخ الذي مضى تماماً، ولكنه يجهل - أو يتجاهل - التطبيقات الحية الواقعية لهذه "الرموز". إنه لا يريد أن يعرف "فرعون" و"هامان" و"بلعم" الذين يعيشون في عصره، لأن ذلك يعني ضرب كثير من قيمه وعلاقاته الاجتماعية ومصالحه، ولذلك فهو يعوض عن جهله بحاضره بمعرفته بتاريخه الذي مضى وراح.
والدين يرفض كلا النوعين من "الفهم".
1. فالقرآن يؤكد أن ما ورد فيه من قصص هي "للعبرة" فيقول:
- ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)) إلى أن يقول ((فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))1.
- ((قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ))2.
- ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ /أي الرسل/ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ))3.
- ((فَأَخَذَهُ اللَّهُ /أي أخذ فرعون/ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى))4.
وماذا يعني الاعتبار؟ "إنه لغوياً يعني العبور من شيء إلى شيء آخر، ولهذا سمي الدمع بـ’العبرة‘ لأنه ينتقل من العين إلى الخد، وسمي الجسر 'معبراً' لأنه به تحصل المجاوزة، وسميت الألفاظ 'عبارات' لأنها تنقل المعاني من قلب المتكلم إلى عقل المستمع، ويقال: 'السعيد من اعتبر بغيره' لأنه ينتقل بعقله من حال ذلك الغير إلى حال نفسه."5
وفي هذه الآيات تعني "العبرة"، العبور من القصة إلى مغزاها وتجاوز سطور التاريخ لاستشفاف ما وراء هذه السطور.
2. وتؤكد الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن لقصص القرآن نماذج حية في كل زمان ومكان.
أ - فعن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) (الإمام الصادق) عن هذه الرواية: "ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن". قال: "ظهره تنزيله، وبطنه تأويله. منه ما مضى، ومنه ما لم يجيء بعد، يجري كما تجري الشمس والقمر." وفي خبر آخر: "يكون على الأموات كما يكون على الأحياء." والإمام الصادق (عليه السلام) يعني بالظهر المصداق للآية قبل ألف وأربعمائة سنة. أما البطن فهو المصداق الباطني للآية، أي المصاديق المتكررة في كل زمان ومكان والتي ينطبق عليها مفهوم الآية، ولذلك جاء في الحديث: "إن لكل ظهر بطنا".
والسؤال - الآن: لماذا شبهت الرواية القرآن الكريم بالشمس والقمر؟
والجواب: إن الشمس والقمر يشرقان كل يوم على شيء جديد، وكذلك القرآن إنه ينطبق كل يوم على مصداق جديد ليس خاصاً لجيل دون آخر أو لزمان دون زمان أو مكان دون مكان، بل هو لكل زمان ولكل مكان. وكما أن الشمس والقمر يبددان الظلمات ويضيئان من حولنا الأشياء، كذلك القرآن إنه يضيء لنا طرق الحياة، ويكشف ما خفي علينا من الأمور.
ب - عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال لحمران: "ظهر القرآن الذي نزل فيهم، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم، يجري فيهم ما نزل في أولئك."
ج - عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام): "ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية لمات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي، كما جرى فيمن مضى."
د - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): "... ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض."
هـ - عن أبي عبد الله (عليه السلام): "إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا."6
إذن، فمن الخطأ "التسمر" في فهم القرآن على أفراد معينين أو على حقب معينة. من الخطأ أن ندفن آيات القرآن في قبو الماضي السحيق، بل يجب تطبيق القرآن تطبيقاً حياً على الواقع الذي نعيش وعلى الأفراد الذين نتعامل معهم ضمن هذا الواقع من الحاكم والتاجر والقوى الاجتماعية وسائر فئات الشعب.
وفيما يلي نستعرض بعض النماذج عن "الفهم الواقعي" مقابل "الفهم التاريخي" للقرآن الكريم:

(1)
يقول القرآن الكريم: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ، يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ، قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ))7
كيف يفسر أصحاب "الفهم التاريخي" هذه المجموعة من الآيات؟
"إن هذه المجموعة من الآيات تكشف عن عناد اليهود وخبث طينتهم وتمردهم على قرارات قيادتهم الرشيدة، لقد دعاهم موسى (عليه السلام) إلى قتال 'العمالقة' واستخدم في سبيل ذلك كل عوامل الترغيب والترهيب إلا أنهم أبوا، وسخروا من موسى (عليه السلام) ومن ربه - كذلك."
ويستطردون قائلين: "قاتل الله اليهود، كم جرعوا نبيهم من الغصص، وكم أذاقوه من الآلام!"
هذا - إذاً - كل ما هو في الأمر، وينتهي - بعدئذ - كل شيء. هذه المجموعة من الآيات - وعشرات مثلها - لا تهدف إلا النيل من مجموعة بشرية معينة - هم اليهود - وتسجيل اللعنة عليهم على امتداد التاريخ.
ولكن لنتساءل: هل الأمر - فعلاً - هو كذلك؟ إن مشكلة هؤلاء هي أنهم نظروا إلى هذه "القصة القرآنية" كقصة مضت وانتهت، ولم يحاولوا أن يعرفوا الواقع القائم، ولم يسعوا من أجل تطبيق ما حدث في الماضي السحيق على الواقع القائم. بينما نجد أن الروايات الشريفة تؤكد على أن الأمة الإسلامية سوف تسير على خطى اليهود8: "حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتم معهم،" كما جاء في الحديث الشريف، وهذا يدفعنا إلى البحث عن المصاديق الجديدة للقصص التي نقلها القرآن عن اليهود.
والآن، لنلقي نظرة "واقعية" على هذه الآيات:
1. لقد أراد بنو إسرائيل الوصول إلى الأهداف الضخمة المرسومة لهم دون أن يبذلوا أي جهد أو تعب، عندما قالوا: ((وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ)). لقد أرادوا النصر عليهم من السماء على طبق من ذهب، وهم جالسون في أماكنهم دون أن يتحملوا مسؤولية أو يعملوا شيئاً، لقد أرادوا "المدينة المقدسة" لقمة سهلة باردة. ولكن سنن الله في الكون تأبى ذلك9، ومن هنا فإنهم ليس فقط لم يصلوا إلى الهدف، بل - وأيضاً - تلقوا عقاباً إليماً صارماً نتيجة الكسل والتقاعس.
أليس هذا الواقع ذاته يتكرر الآن عند مجموعة من المسلمين؟ أليس هؤلاء يقبعون في زوايا البيوت، وينتظرون الوصول إلى أهدافهم المنشودة من دون سعي أو عمل؟ والنتيجة؟
النتيجة هي - بالطبع - خيبة الأمل والسقوط - أيضاً - تماماً كما حدث لبني إسرائيل.
2. لقد استبدل بنو إسرائيل التواكل بالتوكل. فعندما طلب "الرجلان اللذان أنعم الله عليهما من بني إسرائيل" أن يقتحموا أسوار المدينة ويتوكلوا على الله - أن يجمعوا بين السعي والاعتماد القلبي على الله؛ بين الغيب والشهود - عندما طلبا منهم ذلك قالوا: "إذهب أنت يا موسى وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون،" وعندئذ، وبدل أن يتوكلوا على الله تواكلوا، بمعنى أنهم نفضوا أيديهم من المسؤولية، وألقوها على الله سبحانه.
والآن، لننتقل بقلوبنا من الماضي السحيق إلى الواقع القائم، ولنتساءل: كم يتكرر هذا المشهد في واقعنا كل يوم؟ أليس الكثيرون منا يستبدلون بالتوكل التواكل؟10 بل أليس الكثيرون يعتبرون التوكل هو التواكل؟ وهكذا سارت أمتنا على خطى بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة والقذة <بالقذة> كما تنبأ بذلك من قبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).11








 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 06:11 AM   #5
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:01 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



اسئل الله ان يرزقنا واياكم حسن
التلاوه
وحفظ القرآن
موفقين


وايبارك بجهودكم














نور جهان



لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم واحسن الله اليكم







 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي


التعديل الأخير تم بواسطة نورجهان ; 03-13-2012 الساعة 02:57 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 02:58 PM   #6
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي









 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2012, 05:26 PM   #7
عضو مميز


الصورة الرمزية ابو مجتبى البدراوي
ابو مجتبى البدراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 70
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 08-31-2013 (10:50 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





احسنتم بارك الله فيكم
دمتم بحفظ الرحمن


 

رد مع اقتباس
قديم 03-14-2012, 03:12 PM   #8
عضو مميز


الصورة الرمزية عابس الشاكري
عابس الشاكري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 450
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 01-29-2013 (02:58 PM)
 المشاركات : 345 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي











 

رد مع اقتباس
قديم 03-15-2012, 12:40 AM   #9
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 03-15-2012, 04:35 PM   #10
مشرف


الصورة الرمزية خادم خدام الزجيه
خادم خدام الزجيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 05-21-2013 (05:09 PM)
 المشاركات : 1,243 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اسئل الله واياكم ان يجعلنه من حفاظ كتابه الكريم

وسئل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جنان

هذه العالم الجليل


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول