.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 269 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 321 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 181 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 199 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 244 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 163 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 366 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 187 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 163 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 148 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5153


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 08-07-2011, 03:53 AM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
المشرفة المميزة وسام شكر وتقدير المراقب المميز المراقب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4773 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معنى الفطرة والصبغة



معنى الفطرة والصبغة
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:"صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً"

تفسير التبيان:1/485:
قوله تعالى: صِبْغَةَ اللهِ: معناه فطرة الله في قول الحسن وقتادة وأبي العالية ومجاهد وعطية وابن زيد والسدي .
وقال الفراء والبلخي: إنه شريعة الله في الختان الذي هو التطهير .
وقوله صبغة الله ، مأخوذ من الصبغ ، لأن بعض النصارى كانوا إذا ولد لهم مولود جعلوه في ماء طهور يجعلون ذلك تطهيراً له ويسمونه العمودية ، فقيل صبغة الله أي تطهير الله ، تطهيركم بتلك الصبغة وهو قول الفراء .
وقال قتادة: اليهود تصبغ أبناءها يهوداً والنصارى تصبغ أبناءها نصارى ، فهذا غير المعنى الأول ، وإنما معناه أنهم يلقنون أولادهم اليهودية والنصرانية ، فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم منه ، فقيل صبغة الله التي أمر بها ورضيها يعني الشريعة، لا صبغتكم .
وقال الجبائي: سمي الدين صبغة لأنه هيئة تظهر بالمشاهدة من أثر الطهارة والصلاة وغير ذلك من الآثار الجميلة التي هي كالصبغة ، وقال أمية :في صبغة الله كان إذ نسي الـ هد وخلى الصواب إذ عزم
تفسير التبيان:3/334:
وقوله: وَلامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ: اختلفوا في معناه فقال ابن عباس ، والربيع بن أنس ، عن أنس: إنه الأخصاء ، وكرهوا الأخصاء في البهائم ، وبه قال سفيان ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة ، وأبوصالح.

وفي رواية أخرى عن ابن عباس: فليغيرن دين الله ، وبه قال إبراهيم ومجاهد ، وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ). قال مجاهد: كذب العبد يعني عكرمة في قوله إنه الأخصاء ، وإنما هو تغيير دين الله الذي فطر الناس عليه في قوله: "فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ". وهو قول قتادة والحسن والسدي والضحاك وابن زيد .
وقال الكفعمي في المصباح/340
الفاطر: أي المبتدع لأنه فطر الخلق أي ابتدعهم ، وخلقهم من الفطر وهو الشق ، ومنه:" إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ "، أي انشقت ، وقوله: "تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ "، أي يتشققن كأنه سبحانه شق العدم بإخراجنا منه، وقوله تعالى: "فَاطِرِ السَّمَوَاتِ"، أي مبدي خلقها.
بحار الأنوار:3/276-281: (سن: المحسن بن أحمد ، عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر الأحول ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: عروة الله الوثقى التوحيد ، والصبغة الإسلام .
بيان: قال البيضاوي في قوله تعالى: "صِبْغَةَ اللهِ": أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ، فإنها حلية الإنسان ، كما أن الصبغة حلية المصبوغ ، أو هدانا هدايته وأرشدنا حجته ، أو طهر قلوبنا بالإيمان تطهيره. وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ ، وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب ، أو للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تحقق نصرانيتهم .
مع: أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً "، قال: هي الإسلام .
شف: من كتاب القاضي القزويني ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمد بن سهل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله الله عز وجل: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، قال : هي التوحيد ، وأن محمداً رسول الله ، وأن علياً أمير المؤمنين .
شي: عن زرارة ، عن أبي جعفر وحمران ، عن أبي عبدالله ( عليهما السلام ) قال: الصبغة الإسلام .
شي: عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة: قال: الصبغة معرفة أمير المؤمنين عليه السلام بالولاية في الميثاق .
بحار الأنوار:1/209: (ل: ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الأشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن حكم بن بهلول ، عن ابن همام ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت علياً عليه السلام يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس إلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام ، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل .
بيان: قال الفيروزآبادي: الصبغة بالكسر: الدين والملة ، وصبغة الله: فطرة الله ، أو التي أمر الله بها محمداً صلى الله عليه وآله وهي الختانة. انتهى .
أقول: المراد بالصبغة هنا الملة أوكل ما يصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقة ، والأعمال الحسنة ، والأحكام الشرعية .
وقدرة الله تعالى: لعل المراد بها هنا تقدير الأعمال ، وتعلق قدرة الله بخلقها ، أي علم القضاء والقدر والجبر والإختيار ، فإنه قد نهي عن التفكر فيها .
وفي نهج البلاغة: أنه قال أمير المؤمنين عليه السلام وقد سئل عن القدر فقال:" طريق مظلم فلا تسلكوه". انتهى .
بحار الأنوار:67/130:
البقرة-138: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ "الروم-30:
"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
كا: عن علي ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً"، قال: الإسلام .
بيان: قيل على هذه الأخبار يحتمل أن تكون ( صبغة ) منصوبة على المصدر من مسلمون في قوله تعالى قبل ذلك: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.

ثم يحتمل أن يكون معناها وموردها مختصاً بالخواص والخلص المخاطبين بـ(قولوا) في صدر الآيات حيث قال: قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ، دون سائر أفراد بني آدم بل يتعين هذا المعنى إن فسر الإسلام بالخضوع والانقياد للأوامر والنواهي كما فعلوه ، وإن فسر بالمعنى العرفي فتوجيه التعميم فيه كتوجيه التعميم في فطرة الله . . . .
وقيل: صبغة الله إبداع الممكنات وإخراجها من العدم إلى الوجود وإعطاء كل ما يليق به من الصفات والغايات وغيرهما... .
وقيل: معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به ، فلا تجد أحداً إلا وهو يقر بأن الله صانعه ، وإن سماه بغير اسمه أو عبد معه غيره ، ومنه حديث حذيفة (على غير فطرة محمد ) أراد دين الإسلام الذي هو منسوب إليه. انتهى .
وقال بعضهم: المراد بالفطرة كونه خلقاً قابلاً للهداية ومتهيئاً لها ، لما أوجد فيه من القوة القابلة لها ، لأن فطرة الإسلام وصوابها موضوع في العقول ، وإنما يدفع العقول عن إدراكها تغيير الابوين ، أو غيرهما .
وأجيب عنه بأن حمل الفطرة على الإسلام لا يأباه العقل ، وظاهر الروايات يدل عليه .

وحملها على خلاف الظاهر لا وجه له من غير مستند .
. . . لا تبديل لخلق الله: أي بأن يكونوا كلهم أو بعضهم عند الخلق مشركين ، بل كان كلهم مسلمين مقرين به أو قابلين للمعرفة ، وأراهم نفسه: أي بالرؤية العقلية الشبيهة بالرؤية العينية في الظهور ليرسخ فيهم معرفته ، ويعرفوه في دار التكليف، ولولا تلك المعرفة الميثاقية لم يحصل لهم تلك القابلية ، وفسر عليه السلام الفطرة في الحديث بالمجبولية على معرفة الصانع والإذغان به.

كذلك قوله في هذه الآية أيضاً محمولة على هذا المعنى: ولئن سألتهم، أي كفار مكة كما ذكره المفسرون أو الاعم كما هو الاظهر من الخبر ، ليقولن الله ، لفطرتهم على المعرفة.
وقال البيضاوي: لوضوح الدليل المانع من إسناد الخلق إلى غيره ، بحيث اضطروا إلى إذعانه .
والمشهور أنه مبنى على أن كفار قريش لم يكونوا ينكرون أن الصانع هو الله ، بل كانوا يعبدون الأصنام لزعمهم أنها شفعاء عند الله ، وظاهر الخبر أن كل كافر لو خلي وطبعه وترك العصبية ومتابعة الأهواء وتقليد الاسلاف والاباء، لاقر بذلك كما ورد ذلك الأخبار الكثيرة .
قال بعض المحققين: الدليل على ذلك ما ترى أن الناس يتوكلون بحسب الجبلة على الله ويتوجهون توجهاً غريزياً إلى مسبب الأسباب ومسهل الأمور الصعاب ، وإن لم يتفطنوا لذلك، ويشهد لهذا قول الله عز وجل قال: "أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَ تَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ" .
وفي تفسير مولانا العسكري عليه السلام أنه سئل مولانا الصادق عن الله فقال للسائل: يا عبدالله هل ركبت سفينة قط ؟ قال: بلى ، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال بلى ، قال: فهل تعلق قلبك هناك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال: بلى ، قال الصادق: فذلك الشئ هو الله القادر على الأنجاء حين لا منجي ، وعلى الإغاثة حين لا مغيث .
ولهذا جعلت الناس معذورين في تركهم اكتساب المعرفة بالله عزوجل متروكين على ما فطروا عليه، مرضياً عنهم بمجرد الإقرار بالقول ، ولم يكلفوا الإستدلالات العلمية في ذلك ، وإنما التعمق لزيادة البصيرة ولطائفة مخصوصة.

وأما الإستدلال فللرد على أهل الضلال .
ثم إن أفهام الناس وعقولهم متفاوتة في قبول مراتب العرفان ، وتحصيل الإطمينان كماً وكيفاً ، شدةً وضعفاً ، سرعةً وبطئاً ، حالاً وعلماً ، وكشفاً وعياناً ، وإن كان أصل المعرفة فطرياً ، إما ضروري أو يهتدي إليه بأدنى تنبيه ، فلكل طريقة هداه الله عز وجل إليها إن كان من أهل الهداية ، والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ، وهم درجات عند الله ، يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات .
قال بعض المنسوبين إلى العلم: إعلم أن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله عز وجل ، فكأن هذا يقتضي أن يكون معرفته أول المعارف ، وأسبقها إلى الأفهام وأسهلها على العقول ، ونرى الأمر بالضد من ذلك ، فلا بد من بيان السبب فيه .
وإنما قلنا إن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله فمعنى لا تفهمه إلا بمثال ، هو: أنا إذا رأينا إنساناً يكتب أو يخيط مثلاً ، فإن كونه حياً من أظهر الموجودات فحياته وعلمه وقدرته للخياطة أجلى عندنا من سائر صفاته الظاهرة والباطنة ، إذ صفاته الباطنة كشهوته وغضبه وخلقه وصحته ومرضه ، وكل ذلك لا نعرفه ، وصفاته الظاهرة لا نعرف بعضها ، وبعضها نشك فيه ، كمقدار طوله ، واختلاف لون بشرته وغير ذلك من صفاته. أما حياته وقدرته وإرادته وعلمه وكونه حيواناً فإنه جلي عندنا من غير أن يتعلق حس البصر بحياته وقدرته وإرادته ، فإن هذه الصفات لا تحس بشئ من الحواس الخمس ، ثم لا يمكن أن يعرف حياته وقدرته وإرادته إلا بخياطته وحركته ، فلو نظرنا إلى كل ما في العالم سواء لم نعرف به صفاته ، فما عليه إلا دليل واحد ، وهو مع ذلك جلي واضح .
ووجود الله وقدرته وعلمه وسائر صفاته يشهد له بالضرورة كل ما نشاهده وندركه بالحواس الظاهرة والباطنة من حجر ومدر ، ونبات وشجر ، وحيوان وسماء ، وأرض وكوكب ، وبر وبحر ، ونار وهواء ، وجوهر وعرض ، بل أول شاهد عليه أنفسنا ، وأجسامنا وأصنافنا ، وتقلب أحوالنا ، وتغير قلوبنا ، وجميع أطوارنا ، في حركاتنا وسكناتنا .
وأظهر الأشياء في علمنا أنفسنا ، ثم محسوساتنا بالحواس الخمس ، ثم مدركاتنا بالبصيرة والعقل، وكل واحد من هذه المدركات له مدرك واحد ، وشاهد ودليل واحد ، وجميع ما في العالم شواهد ناطقة ، وأدلة شاهدة بوجود خالقها ومدبرها ومصرفها ومحركها ، ودالة على علمه وقدرته ولطفه وحكمته. والموجودات المدركة لا حصر لها .
فإن كانت حياة الكاتب ظاهرة عندنا وليس يشهد له إلا شاهد واحد ، وهو ما أحسسنا من حركة يده ، فكيف لا يتصور في الوجود داخل نفوسنا وخارجها إلا وهو شاهد عليه وعلى عظمته وجلاله ، إذ كل ذرة فإنها تنادي بلسان حالها أنه ليس وجودها بنفسها ، ولا حركتها بذاتها وإنما يحتاج إلى موجد ومحرك لها ، يشهد بذلك أولاً تركيب أعضائنا وائتلاف عظامنا ، ولحومنا وأعصابنا ونبات شعورنا ، وتشكل أطرافنا ، وسائر أجزائنا الظاهرة والباطنة ، فإنا نعلم أنها لم تأتلف بنفسها ، كما نعلم أن يد الكاتب لم تتحرك بنفسها .

ولكن لما لم يبق في الوجود مدرك ، ومحسوس ومعقول ، وحاضر وغائب إلا وهو شاهد ومعرف عظم ظهوره ، فانبهرت العقول ، ودهشت عن إدراكه .
فإذن ما يقصر عن فهمه عقولنا له سببان: أحدهما خفاؤه في نفسه وغموضه ، وذلك لا يخفى مثاله ، والآخر ما يتناهى وضوحه. وهذا كما أن الخفاش يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار ، لا لخفاء النهار واستتاره ، ولكن لشدة ظهوره ، فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرق ، فيكون قوة ظهوره مع ضعف بصره سبباً لامتناع أبصاره فلا يرى شيئاً إلا إذا امتزج الظلام بالضوء ، وضعف ظهوره. فكذلك عقولنا ضعيفة ، وجمال الحضرة الإلهية في نهاية الأشراق والإستنارة وفي غاية الإستغراق والشمول ، حتى لا يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السماوات والأرض ، فصار ظهوره سبب خفائه ، فسبحان من احتجب بإشراق نوره ، واختفى عن البصائر والأبصار بظهوره .

ولا تتعجب من اختفاء ذلك بسبب الظهور ، فإن الأشياء تُستبان بأضدادها وما عم وجوده حتى لا ضد له عسر إدراكه ، فلو اختلفت الأشياء فدل بعضها دون البعض أدركت التفرقة على قرب ، ولما اشتركت في الدلالة على نسق واحد أشكل الأمر. ومثاله نور الشمس المشرق على الأرض ، فإنا نعلم أنه عرض من الأعراض يحدث في الأرض ، ويزول عند غيبة الشمس . . . .
الدر المنثور:5/155:
"فَأَقِمْ وَجْهَكَ" . . . الآية . أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد (رض) قوله: "فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، قال: الدين الإسلام ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ "، قال لدين الله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:" لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ" ، قال: دين الله. ذلك الدين القيم ، قال: القضاء القيم .

أتمنى للجميع أقات مفيدة
تحياتي نورجهان




رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 03:26 PM   #2
المراقبين
ya hussien


الصورة الرمزية علي هاشم البدراوي
علي هاشم البدراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 العمر : 38
 أخر زيارة : 09-09-2013 (02:20 AM)
 المشاركات : 1,614 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Green
افتراضي



طرح موفق .. واكثر من راااائع

سلمت اناملكم ..

ربي يوفقكم ويرعاكم

لكم مني كل الاحترام والتقدير

اخوكم .. علي


 

رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 05:48 PM   #3
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:01 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



نور جهان ربي ايوفقكم ان شاء الله

موضوع قيّم

احسنتم كثيرا

اسئل الله لكم العافيه لتواصلون معنا هذا المشوار النبيل

في خدمة محمد وال محمد ص

تحياتي ودعائي وربي ايبارك فيكم


 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 08:22 PM   #4
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً


أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه


وردكم المفعم بالحب والعطاء


دمتم بخير وعافية


لكم خالص احترامي
نورجهان


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول