#1
|
|||||||||
|
|||||||||
هل يمكن القول بأنّ مقام أبي الفضل العباس عليه السلام أعلى من كلّ من هم دون المعصومين الأربعة عشر؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الجواب : إنّ المتتبّع لتاريخ حياة أبي الفضل عليه السلام يلمس بوضوح : بلوغ العباس بن علي عليهما السلام درجة عالية من الالتزام بالشريعة ، وطاعة أُولي الأمر ، المتمثّلين بالأئمّة المعصومين عليهم السلام ، بأن يوكل الإمام الحسين عليه السلام إليه مهمّة حمل رايته في واقعة الطفّ ، وقيادة البيت الهاشمي في تلك المعركة. وفي فقرات الزيارة الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام بسند معتبر والتي يذكرها الشيخ القمّي قدس سره في مفاتيح الجنان يلمس القارئ سمو منزلة أبي الفضل عليه السلام ، وشهادة المعصوم عليه السلام بحقّه في بلوغه مراتب عدّة ، كما هو المستفاد من هذه الفقرات : « أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبيّ صلى الله عليه وآله » ، و « أشهد أنّك قتلت مظلوماً ، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم » ، و « أشهد وأشهد الله أنّك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله » ، و « أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل ، وأنّك مضيت على بصيرة من أمرك ». وغيرها من الفقرات التي يستفاد منها : إنّ العباس عليه السلام يُعدّ في المرتبة الأُولى بعد المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام. وأمّا تحديد هذه المرتبة ومقدارها فعلمها عند الله تعالى ، لأنّ العصمة لطف إلهيّ وملكة نفسانية ، لا يتسنّى الاطلاع عليها، نعم يمكن للمعصوم أن يخبر عنها. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|